Untitled Document

عدد المشاهدات : 3748

الفصل السادس بعد المائة: محاولة قتل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واسلام "عمير بن وهب"

  أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ السابع: الأحداث من "بدر" الى "أحد"

الفصل السادس بعد المائة

*********************************

محاولة قتل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

واسلام "عمير بن وهب"

 *********************************

 

 *********************************

عمير بن وهب

من الأحداث التى وقعت بعد بدر أيضًا هي محاولة قريش قتل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهي المحاولة التى انتهت باسلام من أراد أن يقتل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نفسه وهو "عمير بن وهب"

كان "عمير بن وهب" من أشد قريش عداوة للإسلام، ومن أشدهم ايذاءًا للمسلمين وللرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل الهجرة، وقد اشترك "عمير بن وهب" في بدر، واشترك كذلك ابنه "وهب بن عمير بن بن وهب" وكانت هزيمة قريش، وفر "عمير بن وهب" عائدًا الى مكة، بينما وقع ابنه "وهب بن عمير" في الأسر

الاتفاق على قتل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وبعد بدر جلس "عمير بن وهب" مع صديقه "صفوان بن أمية" في حجر الكعبة، يتحدثون عن مصابهم في بدر، وكان أبو "صفوان" وأخوه قد قتلا في بدر، فقال صفوان بن أمية:

-        والله ما في العيش بعدهم خير

فقال عمير:

-        صدقت والله، أما والله لولا دَيْنٌ عليَّ ليس له عندي قضاء، وعيال أخشى عليهم الضَّيْعة بعدي، لركبتُ إلى محمد حتى أقتله، فإني لي قِبَلَهم عِلَّةً؛ ابني أسيرٌ في أيديهم

فقال صفوان:

-        علي دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم

فقال له عمير :

-        فاكتم علي شأني وشأنك

قال :

-        سأفعل.

معجزة الرسول واسلام "عمير"

جهز "عمير بن وهب" سيفه, وشحذه، وسَمَّهُ، ثم انطلق حتى قدم المدينة، وأناخ راحلته على باب المسجد، وهو متقلد سيفه -يعنى لابسه- فرآه "عمر بن الخطاب" فقال عمر لأصحابه:

-        هذا عدو الله "عمير بن وهب" ما جاء إلا لشر

 

فانطلق عمر فقبض عليه، وأخذ منه سيفه، وعلقه في عنقه، وأدخله على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذه الهيئة، وقال:

-        يا نبي الله، هذا عدو الله "عمير بن وهب" قد جاء متوشحا سيفه

فقال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :

-        أرسله يا عمر، أدن يا عمير

فلما اقترب عمير قال:

-        أنعم صباحًا

وكانت هذه تحية أهل الجاهلية، فقال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :

-        قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة

ثم قال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :

-        ما جاء بك يا عمير ؟

-        جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه

-        فما بال السيف

-        ما جئت إلا لذلك

فقال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :

-        بل قعدت أنت و"صفوان بن أمية "في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بن أمية بدين وعيالك، على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك.

فقال عمير بن وهب:

-        يا رسول الله هذا أمر لم يحضره الا أنا وصفوان، فوالله ما أتاك به الا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقنى هذا المساق

ثم نطق "عمير بن وهب" الشهادتين، ثم قال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

-        فقهوا أخاكم في دينه، وعلموه القرآن، وأطلقوا أسيره

 

جهز "عمير بن وهب" سيفه, وشحذه، وسَمَّهُ

 

ودخل المدينة وهو متقلدًا سيفه

الرسول يسمح لعمير بالعودة الى مكة

وبالفعل ذهب "عمير بن وهب" مع الصحابة، وعلموه الصلاة والقرآن، ثم ذهب "عمير بن وهب" الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  وقال:

-         يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله، فاذن لى يا رسول الله أن أقدم مكة وأدعوهم الى الاسلام لعل الله أن يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم، كما كنت أوذي أصحابك في دينهم  

فاذن له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فانطلق الى مكة

وهكذا أصبح "عمير بن وهب" هو الحالة الوحيدة ، والمسلم الوحيد الذي أذن له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يظل في مكة بعد الهجرة

والسبب أن عائلة "عمير بن وهب" في مكة وهي عائلة "بنى جمح" عائلة قوية تستطيع حمايته، و"عمير بن وهب" كان سيد قومه، والرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلم أن "عمير بن وهب" شخصية صلبة وقوية ويستطيع أن يقوم بهذا الدور الذي طلب هو نفسه القيام به، ولَمِسَ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنفسه رغبة "عمير بن وهب" القوية في أن يواجه قومه، وفي أن يكفر عن ايذائه للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وللصحابة

 

اذن لى يا رسول الله أن أقدم مكة وأدعوهم الى الاسلام

وصول الخبر الى مكة

وفي مكة كان "صفوان بن أمية" الذي اتفق مع "عمير بن وهب" على قتل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول لأهل مكة:

-        أبشروا بوقعة تأتيكم في أيام، تنسيكم وقعة بدر

وكان "صفوان" يسأل الركبان، عن "عمير بن وهب" حتى قدم راكب وأخبره عن اسلام "عمير بن وهب" فأسقط في يده

ووصل "عمير بن وهب" الى مكة، وأخذ يدعو الى الإسلام، وأسلم على يده الكثير من قريش، وظل كذلك حتى فتح مكة، فأسلم على يده بعد فتح مكة صديقه القديم "صفوان بن أمية"

قصة من قصص الإيجابية