أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ التاسع: معركة "أحد"
الفصل العشرون بعد المائة
*********************************
معركة أحد- الجزء الثالث
انسحاب ثلث الجيش
*********************************
*********************************
الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يرفض الإستعانة باليهود
هكذا خرج جيش المسلمين من المدينة بعد صلاة العصر، بقيادة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان قوام الجيش ألف مقاتل
فلما سار الجيش قليلًا وجد كتيبة من اليهود حوالى مائة مقاتل، فسأل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنهم وقال: أسلموا ؟ فقيل: لا، فقال: إنا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك، وردهم ورفض الاستعانة بهم
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يستعرض الجيش
بلغ الجيش موضع اسمه "الشيخان" وهما جبلان، فأخذ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يستعرض الجيش ويرد صغارهم، ممن أعمارهم أربعة عشر وخمسة عشر عامًا، فكان ممن ردهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "عبد الله بن عمر" و"أسامة بن زيد" وغيرهم الكثير
فرغ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من استعراض الجيش وقد غابت الشمس، فأذن بلال لصلاة المغرب، فصلى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأصحابه، ثم أذن بالعشاء فصلى بهم وبات الجيش في هذا المكان
واختار الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خمسين رجلاً لحراسة المعسكر يتجولون حوله، وكان قائدهم "محمد بن مسلمة" الأنصاري، بطل سرية "كعب بن الأشرف" بينما كانت هناك حراسة خاصة للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
كانت هذه ليلة السبت السابع من شوال من السنة الثالثة من الهجرة، وألقي الله تعالى النوم على الجيش، ورأي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذه الليلة الملائكة تغسل عمه "حمزة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
انسحاب ثلث الجيش
وفي الثلث الأخير من الليل، بدء الجيش تحركه، ولكن في ذلك الوقت أعلن "عبد الله بن أبي بن سلول" أنه سيعود الى المدينة، بل ودعا الجيش كله الى الانسحاب والعودة للمدينة، وقال
- عصاني وأطاع الولدان، وما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا، ارجعوا أيها الناس
واستجاب لعبد الله بن أبي بن سلول ثلاثة مائة من جيش المسلمين، وهم ثلث جيش المسملين، وقد قلنا من قبل أن مشكلة "عبد الله بن أبي بن سلول" أنه سيد الخزرج، وصوته مسموع، وله مكانته الكبيرة في المدينة
استجاب لعبد الله بن أبي بن سلول ثلاثة مائة من جيش المسلمين
ووقف أمامهم "عبدالله بن عمرو ابن حرام" وكانت له مكانة كبيرة في الخزرج كذلك، وقال لهم:
- يا قوم أذكركم الله أن تخذُلوا قومكم ونبيكم
فقالوا:
- لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم، ولكن لا نرى أنه يكون قتالا
واصروا على الإنسحاب، فلما استيئس منهم قال لهم:
- أبعدكم الله، أعداء الله، فسيغني الله تعالى عنكم نبيه
كان هؤلاء الثلاثمائة الذين انسحبوا مع "عبد الله بن ابي بن سلول" من المنافقون، ولكن لم يقتصر الأمر على المنافقين فقط بل كاد أن يتأثر بانسحاب هذا العدد الكبير من الجـيش- والذي يبلغ كما قلنا ثلث الجـيش- عدد آخر من المؤمـنين، وهـم "بنو حارثة" من الأوس، و"بنو سلمة" من الخزرج، ولكن الله تعالى أنزل السكينة في قلوبهم، وتولى أمرهم، وثبتهم، يقول تعالى" إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بانسحاب هذا العدد الكبير من جيش المسلمين أصبح عدد الجيش سبعمائة فقط، وقد قلنا أن عدد قريش ثلاثة الاف، أي أكثر من اربعة أضعاف المسلمين، وهذه أكبر من نسبة تفوق أعداد المشركين في بدر، كما أن جيش قريش يتفوق على جيش المسلمين في عدد الفرسان والدروع
ولذلك وضع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خطة يستطيع بها التقليل من آثار تفوق قريش الكبير جدًا على المسلمين سواء من ناحية عدد المقاتلين أو عدد الفرسان
وهذا هو حديثنا في الفصل القادم
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|