Untitled Document

عدد المشاهدات : 2292

الفصل الرابع والعشرون بعد المائة: معركة أحد- الجزء السابع- بعد المعركة: تشويه الشهداء وموعد التلاقي ببدر

     أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ السابع: الأحداث من "بدر" الى "أحد"

الفصل الرابع والعشرون بعد المائة

*********************************

معركة أحد- الجزء السابع

بعد المعركة

تشويه الشهداء وموعد التلاقي ببدر

 *********************************

 *********************************

انتهينا في الفصل السابق حين قام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بخطة انسحاب منظمة الى أحد شعاب جبل أحد، ثم قامت قريش بآخر هجوم بقيادة "أبو سفيان" و"خالد بن الوليد" اذا حاولوا أن يصعدوا الجبل ويكونوا فوق المسلمين، فقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "اللهم انه لا ينبغي لهم أن يعلونا" فأخذ سعد يرميهم بالسهام، وانطلق اليهم "عمر بن الخطاب" ومعه مجموعة من المسلمين حتى أهبطوهم من الجبل

❇        

تشويه الشهداء

وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ضد المسلمين، وكانت قريش شبه متأكدة أنها قد نجحت في قتل الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرجعوا الى معسكرهم لاعتقادهم أنهم قد حققوا هدفهم، وبدأوا يستعدون للعودة الى مكة، واشتغل بعضهم، كما اشتغلت نساؤهم بالتمثيل بقتلي المسلمين، فأخذوا يقطعون الآذان والأنوف والفروج ، ويشقون البطون، وشقت هند بنت عتبة بطن "حمزة" رضى الله عنه وأخرجت كبده وحاولت أن تمضغها وتبتلعها فلم تستطع، واتخذت النسوة من الآذان والأنوف خلاخيل وقلائد

 

اشتغلت نساء قريش بالتمثيل بقتلي المسلمين

  

شقت "هند بنت عتبة" بطن "حمزة"

 ومر "الحليس" سيد قبائل الأحابيش، فوجد "أبو سفيان"  وهو يضرب برمحه في وجه "حمزة" وهو يقول "ذقه عقق" يعنى ذق طعم عقوقك قومك، فقال الحليس: يا بني كنانة، هذا سيد قريش يفعل بابن عمه ما ترون، فقال أبو سفيان: اكتمها عني فإنها زلة.

❇        

المسلمون يداوون جروحهم في الشعب

استقر المسلمون في الشعب، وجلسوا يلتقطون أنفاسهم ويداوون جروحهم، وجاء نساء المسلمين، وفيهم "فاطمة" بنت الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاحتضنت الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخرج "أبو عبيدة بن الجراح" حلقتي المغفر من وجه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأسنانه، حتى سقت سنتين من أسنانه، واندفعت الدماء من الجرح، وجاء "على بن أبي طالب" بالماء يغسل به وجه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكن لم تتوقف الدماء، فجاءت فاطمة بنت الرسول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخذت قطعة من حصير وحرقتها ثم ألصقتها بمكان الجرح فاستمسك  الدم

وصلى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الظهر قاعدًا، وصلى المسلمون خلفه قعودًا

 

جلس المسلمون يلتقطون أنفاسهم في الشعب

❇        

أبو سفيان يشمت بالمسلمين

 تهيأ المشركون للإنصراف، وكان المشركون يعتقدون –كما ذكرنا- أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد قتل، ولكن "أبو سفيان" أراد أن يستوثق من الأمر، فاقترب من الجبل ومعه مجموعة من المشركين، ونادي: أفيكم محمد ؟ فلم يجبه أحد، فنادي: أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجبه أحد، فنادي: أفيكم عمر بن الخطاب ؟ فلم يجبه أحد

فلما لم يجبه أحد، اعتقد "أبو سفيان" أنهم قد قتلوا فصاح في سعادة: أما هؤلاء فقد كفيتموهم، يعنى لقد انتهينا من هؤلاء الثلاثة، فصاح عمر:  

-        يا عدو الله ، إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد أبقى الله ما يسوءك ‏.‏

ثم قال "أبو سفيان": قد كان فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني                               

ثم قال ‏:‏ أعْلِ هُبَل‏.‏ 
فقال النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ‏:‏ ‏ألا تجيبونه ‏؟ ‏‏‏

فقالوا ‏‏فما نقول‏ ؟‏ قال ‏:‏

قولوا‏:‏ الله أعلى وأجل‏ 
ثم قال‏ :‏ لنا العُزَّى ولا عزى لكم ‏.‏ 
فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  ‏:‏ ‏ ‏ألا تجيبونه ‏؟

قالوا ‏:‏ ما نقول ‏؟‏ قال ‏:‏

قولوا ‏: ‏الله مولانا ، ولا مولي لكم
ثم قال أبو سفيان ‏:‏ يوم بيوم بدر، والحرب سِجَال ‏.‏ 
فأجابه عمر ، وقال ‏:‏ لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار‏ .‏ 
ثم قال أبو سفيان‏ :‏ هلم إلى يا عمر، فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-   " ائته فانظر ما شأنه ‏؟"

فذهب اليه عمر، فقال له أبو سفيان ‏:‏ أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمداً‏ ؟‏ قال عمر‏:‏ اللّهم لا، وإنه ليستمع كلامك الآن فقال أبو سفيان‏:‏ أنت أصدق عندي من ابن قَمِئَة وأبر ‏.

 

نادي "أبو سفيان" ‏:‏ يوم بيوم بدر، والحرب سِجَال ‏.‏


❇        

مواعدة التلاقي في بدر
وقبل أن ينصرف أبو سفيان ومن معه نادى ‏:‏ إن موعدكم بدر العام القابل ‏.
‏فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لرجل من أصحابه ‏:‏ ‏‏ قل‏ :‏ نعم ، هو بيننا وبينك موعد‏.‏

❇        

التثبت من موقف المشركين

ثم بعث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- علي بن أبي طالب ، فقال‏ :‏

-        ‏اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون‏ ؟‏ وما يريدون ‏؟‏ فإن كانوا قد جَنَبُوا الخيل، وامْتَطُوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة"

 قال علي ‏:‏ فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووَجَّهُوا إلى مكة ‏.‏

ثم قام الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ذلك يتفقد القتلي والجرحي

 *********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*******************************