أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ العاشر: الأحداث من "أحد" الى "الأحزاب"
الفصل الرابع والثلاثون بعد المائة
*********************************
غزوة "بنى نضير"
*********************************
*********************************
اليهود في المدينة بعد "أحد" و"الرجيع" و"معونة"
قلنا من قبل أن اليهود في المدينة كانوا ثلاثة قبائل، وهم: بنى قينقاع، وبنى النضير، وبنى قريظة
وقلنا أنه منذ هجرة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واليهود لايتوقفون لحظة واحدة عن اثارة المشاكل والقلاقل في المدينة، حتى انتهي الأمر بطرد يهود "بنى قينقاع" من المدينة في السنة الثانية من الهجرة
وبعد طرد "بنى قينقاع" خاف اليهود على أنفسهم، وهم "بنى النضير" و"بنى قريظة" فاستكانوا والتزموا الهدوء، ولكن بعد "أحد" ثم بعد مأساة "الرجيع" وفاجعة "بئر معونة" عادت اليهم جرأتهم مرة أخري، وعادوا الى سابق عهدهم من: سب الاسلام، والدخول في مصادمات مع المسلمين، واثارة الشائعات المغرضة، والتشكيك في الأسلام وفي نبوة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويقولون"ما اصيب بمثل هذا نبي قط" كما عادوا مرة أخري الى الاتصال بالمنافقين في المدينة، والمشركين في مكة، والعمل لصالحهم ضد المسلمين، فكانوا في المدينة مثل ما يطلق عليهم الآن "الطابور الخامس" أو "الجواسيس" ضد الدولة الاسلامية
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وتحدثنا في الحلقة السابقة –كذلك- عن فاجعة "بئر معونة" والتى فقد فيها المسلمون سبعون من خيرة الصحابة
وقلنا أن من أحداث هذه الفاجعة، أن "عمرو بن أمية" والذي شهد هذه المذبحة، قابل في طريق عودته الى المدينة رجلين من "بنى عامر" فقتلهما ثأرًا لمقتل أصحابه، وكان هذين الرجلين معهما عهد من الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم يكن "عمرو بن أمية" يعلم ذلك، فلما أخبر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "َقَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَيْنَ لَأَدِيَنَّهُمَا" أي سيؤدي عنهما دية القتل الخطأ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الرَسُولِ يذهب الى "بنى النضير" حتى يتحملوا معه الدية
ودية القتل الخطأ مبلغ كبير جدًا تبلغ أربعة كيلو وربع كيلو من الذهب، او مائة من الأبل، أي أنه على المسلمين أن يتحملوا: ثمانية كيلو ونصف كيلو من الذهب، أو مائتين من الأبل، وهذه أموال لا تتحملها الدولة الإسلامية، التى كانت تعاني في ذلك الوقت من فقر شديد وأزمة اقتصادية طاحنة، ذكرنا أسبابها من قبل
ذهب الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى يهود "بنى النضير" حتى يتحملوا معه جزء من أموال هذه الدية، وكان ذلك حسب بنود "وثيقة المدينة" التى وضعها الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد الهجرة، والتى نظمت العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة
ذهب الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى يهود "بنى النضير في نفر من أصحابه، وكان فيهم "أبو بكر" و"عمر" و"على" وطلب من اليهود أن يتحملوا ما عليهم من أموال، فقالوا:
- نفعل يا أبا القاسم، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك
منطقة "بنى النضير" في المدينة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اليهود يقررون قتل الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ولكن خلا اليهود بعضهم الى بعض، ووجدوا أن وجود الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينهم في نفر قليل من أصحابه فرصة سانحة قد لا تتكرر، وقالوا "إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه" فاتفقوا على أن يصعد أحدهم على ظهر البيت الذي يجلس الى جواره الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويلقي حجر ضخم على رأس الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويقتله، وقال لهم أحدهم وهو "سَلاَّم بن مِشْكَم" وكان من أكبر علمائهم:
- لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به
ولكنهم عزموا على تنفيذ خطتهم، وصعد بالفعل أحدهم وهو "عمرو بن جحاش" وكان من رؤسائهم، وقبل أن يلقي هذه الصخرة الضخمة على الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نزل عليه جبريل وأخبره بخطة اليهود ورغبتهم في قتله الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتسلل من بين أصحابه دون أن يشعر به أحد، وعاد الى المدينة مسرعًا، ثم لحقه أصحابه بعد ذلك
لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قرار الرَسُول اجلاء "بنى النضير" وحربهم
قرر الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضرورة اجلاء "بنى النضير" من المدينة، فأرسل اليهم "محمد بن مسلمة" بهذه الرسالة الواضحة:
- اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشراً، فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه
تشاور اليهود فيما بينهم، وبعث اليهم رأس المنافقين "عبد الله بن أبي بن سلول"
- اثبتوا وتَمَنَّعُوا، ولا تخرجوا من دياركم، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم، فيموتون دونكم
وفي ذلك يقول الله تعالى ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ))
شجعهم "عبد الله بن أبي" على المقاومة، خصوصًا أن معهم كذلك يهود "بنى قريظة" وكان لهم حلفاء من "غطفان" ، فبعث رئيسهم "حي بن أخطب" الى الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
- انا لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك
فلما بلغ الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جواب "حي بن أخطب" كَبَّرَ وكَبَّرَ مع المسلمون، وأمر المسلمون بالإستعداد للقتل، ولم يكن القرار سهلًا، لأن القتال بالنسبة لبنى النضير معركة بقاء لأنهم سيتركون ديارهم وأموالهم ومزارعهم، ولأن "بنى النضير" يمتلكون حصونًا قوية، كما أن المسلمون يمكن أن يواجهوا معهم كذلك "بنى قريظة" والمنافقون في المدينة، وحلفائهم من "غطفان" وهي من القبائل القوية
ومع ذلك سار المسلمون الى "بنى النضير" وكان "على بن ابي طالب" هو الذي يحمل اللواء، والمسافة من المدينة و "بنى النضير" ميلين، أي حوالى 3 كيلو متر فلما رأي "بنى النضير" جيش المسلمين خافوا منهم ودخلوا الى حصونهم، وكان عددهم 1500 وفي ذلك يقول تعالى ((لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ))
آثار حصون "بنى النضير" المتبقية الى الآن بالمدينة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تخلى الحلفاء واليهود والمنافقون عن "بنى النضير"
وتخلي عن "بنى النضير" حلفائهم من "غطفان" وتخلي عنهم اخوانهم من "بنى قريظة" وتخلى عنهم كذلك "عبد الله بن سلام" رأس المنافقين الذي كان قد وعدهم بأن يقاتل معهم في ألفين من المنافقين وفي ذلك يقول تعالى ((لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ))
ثم يقول تعالى بعد ذلك ((كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)) فمثل هؤلاء المنافقين في تخليهم عن "بنى النضير"، كمثل الشيطان يوم القيامة، الذي يوسوس للإنسان بالكفر، ثم يتخلي عنه يوم القيامة ويقول " إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
حصار "بنى النضير"
دخل "بنى النضير" في حصونهم، وتحصنوا فيها، وحاصرهم المسلمون، وأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة، وقام المسلمون بقطع وحرق بعض نخيل "بنى النضير" فقطعوا وحرقوا ست نخلات، وذلك بهدف بث الرعب في قلوب اليهود وخزي لهم، فنادي اليهود من فوق حصونهم وقالوا:
- يا محمد، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر؟
وشق ذلك على بعض المسلمين، فقالوا:
- لا تقطعوا النخيل
وقال البعض الآخر:
- بل نقطعها لنغيظهم بذلك
ونزل في هذا قول الله تعالى ((مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ))
"مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ" هي النخيل، لأن التمر وهو ثمرة النخيل لين وسهل الأكل وسهل الهضم "أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا" بدون قطع "فَبِإِذْنِ اللَّهِ" اذن الآية تصدق من نهى عن القطع وتحلل من قطع عن الإثم، فهذا جائز وهذا جائز
قام المسلمون بقطع وحرق ستة نخلات
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
استسلام "بنى النضير"
ولم يستمر الحصار طويلًا، فقد استمر ست ليال فقط، حتى قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب، فأرسلوا الى الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلنون استسلامهم وموافقتهم على الجلاء من المدينة، فوضع الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شروط الاستسلام وهي:
أن يخرجوا من المدينة ولا يحملون الا ما تحمل ابلهم فقط، ولا يحملون معهم السلاح
فنزلوا على ذلك، وأخذوا يخربون بيوتهم بأيديهم ليحملوا الأبواب والشبابيك، حتى حمل البعض الأوتاد وجذوع السقف، فحملوا على ستمائة بعير، وتركوا من أسلحتهم خمسين درعاً وخمسين خوذة، وثلاثمائة وأربعين سيفاً، فأخذ المسلمون هذه الأسلحة، وأخذوا ديارهم وأرضهم
وفي ذلك يقول تعالى ((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ))
غزوة "بنى النضير"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
خروج "بنى النضير" الى الشام والى "خيبر"
اتجه يهود "بنى النضير" الى الشام، ولذلك قال تعالى "لِأَوَّلِ الْحَشْرِ" وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل "حي بن أخطب" و"سلاَّم بن أبي الحُقَيق" الى خيبر على بعد حوالى 160 كيلو متر من المدينة، ليستعدوا لمواجهة أخري مع الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان هذا أمر توقعه الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولذلك اشترط عليهم أن يتركوا أسلحتهم، ولذلك أراد الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قبل أن يقتل الرجال المحاربين من "بنى قينقاع" لولا تدخل "عبد الله بن أبي"
بينما أسلم من اليهود اثنين فقط ، احدهما "أبو كعب عمرو بن جحاش" ابن من أراد أن يقتل الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان سببًا في الغزوة، فرد اليهما الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أموالهما
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
نزول سورة "الحشر"
هذه كانت أحداث غزوة "بنى النضير" وقد كانت في شهر "ربيع الأول" من السنة 4 هـ أي بعد فاجعتى "الرجيع" و"بئر معونة" بشهر واحد، وبعد أحد بخمسة أشهر
وبعد جلاء "بنى النضير" لم يصبح هناك يهود في المدينة الا "بنى قريضة"
ونزلت سورة الحشر، والتى تناولت في كثير من آياتها أحداث هذه الغزوة، حتى أن "ابن عباس" كان يسمي سورة الحشر "سورة بنى النضير" وقد نزل في سورة الحشر أحكام الفيء، وهو ما يحصل عليه المسلمون من العدو دون قتال، أي كما حدث في غزوة "بنى النضير" وهو يختلف عن الغنيمة التى يحصل عليها المسلمون من العدو عن طريق الحرب والقتال، فقال تعالى ((مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ)) فبين الله تعالى حكم الفيء أن يصرف في مصالح المسلمين العامة، حسب المصلحة والحاجة
فقسم الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذا الفيء الى المهاجرين فقط لحاجتهم، وأعطي اثنين من الأنصار فقط لفقرهم
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
العبر والدروس من أحداث "بنى النضير"
يقول تعالى أيضًا في سورة الحشر ((اعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)) اذن هناك أمر من الله تعالى بأن نأخذ العبر والدروس من أحداث غزوة "بنى النضير"
ومن هذه الدروس هي قدرة الله تعالى على نصر المسلمين اذا سلكوا طريق الله، فهؤلاء اليهود كان المسلمون يعتقدون أن حصونهم التى يتحصنون بها لا يستطيع أحد أن يخترقها، يقول تعالى ((مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا)) فسلط الله تعالى جنديًا من جنوده وهو الرعب، فانهارت معنوياتهم، وضعفت نفوسهم، فاستسلموا وخربوا بيوتهم بأيديهم
ومن هذه الدروس كشف تلك العلاقة الوطيدة والحميمة بين المنافقين وبين أهل الكتاب، حتى أن الله تعالى سماهم ((اخوانهم)) يقول تعالى ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ......)) الى آخر الآيات
نستكمل في الفصل القادم ان شاء الله تعالى بقية أحداث السنة الرابعة من الهجرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|