Untitled Document

عدد المشاهدات : 2519

الفصل الثاني والأربعون بعد المائة: دَومة الجندل

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة

الجُزْءُ العاشر: الأحداث من "أحد" الى "الأحزاب"

الفصل الثاني والأربعون بعد المائة

*********************************

دومة الجندل

*********************************

نحن الآن في السنة الخامسة من الهجرة

وكانت أول الأحداث الهامة في السنة الخامسة من الهجرة، في شهر "ربيع الأول" بعد غزوة "بدر الآخرة" بستة شهور وقعت غزوة "دومة الجندل"

و"دَومة الجندل" أو"دُومة الجندل" هي بلدة في شمال الجزيرة العربية ، تبعد عن المدينة حوالى 700 كم، وهي تقع بين البحر الأحمر والخليج العربي

وصل الى الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن بعض القبائل في هذه المنطقة يقومون باعتراض القوافل التجارية المتجهة من الشام الى المدينة، أو المتجهة من المدينة الى الشام، وتستولي عليها، واشتكي التجار الى الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من ذلك، ووصل أيضًا للرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن هذه القبائل تريد أن تقترب من المدينة وتغير عليها

فقرر الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الخروج الى هذه القبائل برغم المسافة البعيدة جدًا بين المدينة وبين هذا المكان، فهي كما قلنا حوالى 700 كم أي مسيرة ستة عشر يومًا، وهذه هي أول مرة يتجه فيها الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شمالًا، وهذا دليل على أن المسلمين قد توطدت هيبتهم في الجنوب بعد غزوة بدر الآخرة، ولم يعد عند المسلمين مشكلة مع قريش أو القبائل المحيطة بالمدينة

واشارة واضحة من الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن الإسلام دين عالمي، لأن الشمال فيه أكبر قوتين في ذلك الوقت وهما الفرس والروم، لذلك كان لابد الاتجاه الى الشمال ان آجلًا أو عاجلًا

خرج الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من المدينة في "ربيع الأول" من السنة الخامسة، وكان معه دليل، وكان عدد المسلمين 1000 مقاتل، وكان المسلمون يسيرون ليلًا ويتوقفون نهارًا لسببين:

 السبب الأول: أن ذلك الوقت كان في شهر أغسطس، ودرجة الحرارة في شهر أغسطس في الجزيرة العربية في الصحراء مرتفعة جدًا

السبب الثاني: حتى لا تشعر القبائل بمسير المسلمين، ويستطيع مفاجئة العدو

اقترب المسلمون من "دومة الجندل" وأصبحوا على مسيرة يوم فقط منها فوجدوا مواشي هذه القبائل ترعي، فهجم عليها المسلمون واستولوا عليها، ووصل الخبر الى "دومة الجندل" فهربت القبائل من وجه المسلمين وتفرقوا، ونزل المسلمون بساحتهم ولم يلقوا بها أحدا، ثم أخذ الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من هذا الموضع يبعث السرايا، فرجعت السرايا ولم تلق منهم أحدًا، ورجعت كل سرية بابل

ثم عاد المسلمون بعد ذلك الى المدينة

 

خروج الرسول الى دومة الجندل

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************