أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ الثاني عشر: الأحداث من "الأحزاب" الى "الحديبية"
الفصل الرابع والستون بعد المائة
*********************************
سرية "زيد بن حارثة"
الى "حِسْمي"
*********************************
*********************************
وفي جمادي الآخرة من السنة السادسة من الهجرة: كانت سرية "زيد بن حارثة" الى "حِسْمي"
سبب السرية:
سبب هذه السرية أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرسل أحد الصحابة وهو "دحية الكلبي" الى قيصر الروم برسالة شفوية، يشرح فيه رسالة الإسلام
واستقبل قيصر "دحية الكلبي" استقبالًا جيدًا، واستمع اليه، وأعطاه مال وهدايا
ولكن في طريق العودة اعتدي ناس من قبيلة "جذام" وهي قبيلة كبيرة في شمال الجزيرة، على "دحية الكلبي" وأخذوا كل ما معه، ولم يتركوا عليه الا ثوبًا ممزقًا
وكان ناس من قبيلة "جذام" قد اسلموا، فلما سمعوا بذلك قدموا واستنقذوا "دحية الكلبي" من بين أيديهم
وقدم "دحية" على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخبره بما حدث معه، فأرسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "زيد بن حارثة" اليهم في خمسمائة رجل، وارسل معه "دحية" وكانت هذه أكبر السرايا التى خرجت من المدينة، لأن قبيلة "جذام" قبيلة كبيرة، وهي تبعد المدينة مسافة كبيرة جدًا، حوالى 800 كم فلا مدد يمكن أن يصل لهم من المدينة
فساروا اليهم وكان "زيد" يسير بالليل ويكمن بالنهار ومعه دليل، حتي هجم عليهم في الصباح فقتل منهم وأسر واستولى على ألف بعير وخمسة ألاف من الشاء
وكان هذا الحدث انتصاراً هائلاً وحدثاً مدوياً في الجزيرة
هجم عليهم "زيد" في الصباح
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وكان قوم من "جذام" قد أسلموا –كما ذكرنا- وهم الذي استنقذوا "دحية الكلبية" من مهاجميه، فقدموا على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقالوا له "انا قوم مسلمون" فارسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- معهم "على بن ابي طالب" الى "زيد بن حارثة" وأمره أن يرد اليهم أموالهم، ويطلق سراح الأسري، وأرسل معه سيفه كعلامة حتى يطيع الناس
فجمع "زيد بن حارثة" الجيش وقال لهم:
- من كان معه شيء فليرده ، فهذا سيف رسول الله
فرد الجيش كل ما أخذوه، ثم عادوا الى المدينة
ومرة أخري يثبت الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للجزيرة كلها أنه لا يقاتل من أجل الغنائم، وانما من أجل اعلاء كلمة الله
واستطاع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذا التحرك وهذه السرية أن يوطد هيبة المسلمين في الجزيرة، لدرجة أن الإعتداء على أحد الصحابة حتى وان لم يقتل أمر لا يمر مرور الكرام، بل لابد من معاقبة المعتدين، وعقاب شديد ورادع حتى لا يتكرر مرة أخري
سرية "زيد بن حارثة" الى "حِسْمي"
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|