Untitled Document

عدد المشاهدات : 2156

الفصل التاسع والستون بعد المائة: الرد على شبهة استقبال زيد بن حارثة

   أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الثاني عشر: الأحداث من "الأحزاب" الى "الحديبية"

الفصل التاسع والستون بعد المائة

*********************************

الرد على شبهة استقبال

"زيد بن حارثة"

 *********************************

قدم "زيد بن حارثة" من "وادي القري" واتجه مباشرة الى بيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليخبره بما وقع في هذه السرية، وطرق عليه الباب، فلما علم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه "زيد بن حارثة" قام مسرعًا ليفتح له الباب، وهو يجر ثيابه ويرتدي ملابسه، وكأن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من شدة فرحته بقدوم "زيد" لم ينتظر حتى يكمل ارتداء ملابسه ثم يفتح له الباب، ولكنه كان يكمل ارتداء ملابسه وهو في طريقه الى الباب

وهذا يدل على شدة حب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لزيد بن حارثة، وقد كان الصحابة يقولون عنه أنه "حب رسول الله" يعنى حبيب الرسول، وعندما استشهد في السنة الثامنة من الهجرة، في غزوة "مؤتة" بكاه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بكاءًا شديدًا، فقال له "سعد بن عبادة" " يارسول الله مارأيناك تبكي شهيدا مثله " فقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " هو فراق الحبيب لحبيبه"

والعجيب أن تجد أن هذا الموقف من الأشياء التى يحاول أن يتناولها أعداء الأسلام، فيقولون أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استقبل "زيد" وهو عريان

ويقولون: هل في كشف العورة ذرة من الشرف والأخلاق ؟. وهل استقبال النبي لزيد بن حارثة وهو عريان فيه ما يدل على العفة والأدب؟ هل هنالك إباحية أكثر من ذلك ؟؟
ونحن نقول هذا والله افلاس، وهم لا يجدون أن مطعن على الإسلام، الا هذا الخيال المريض، وكما قلنا أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يستقبل "زيد" وهو عريان، وقد كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوصف بأنه شديد الحياء، وانما الذي حدث أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام وأخذ يستكمل ارتداء ملابسه وهو في طريقه لفتح الباب الى "زيد" من شدة اشتياقه الى "زيد" وشدة لهفته لمعرفة ما الذي ظفر به في هذه السرية، وهل تمكن من أن يأخذ بثأره من "بنى فزارة" الذين اعتدوا عليه وعلى أصحابه

وهناك نقطة أخري، أن "زيد بن حارثة" نشأ منذ كان طفلًا صغيرًا في بين النبي  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد تبناه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  وكان اسمه حتى ذلك الوقت  "زيد بن محمد"، ثم حرم الإسلام ذلك بعد هذا، الشاهد أن لا يكون بينهم أي خجل –مثل أي ناس في بيت واحد- اذا ظهر جزء من جسد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طالما أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ساترًا عورته، أي ساترًا ما بين سرته وركبته

هذا هو الرد على الشبهات المفلسة التى أثارها أهداء الإسلام حول سرية "زيد بن حارثة" الى "بنى فزارة"

 

قبر زيد بن حارثة

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************