أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ الثاني عشر: الأحداث من "الأحزاب" الى "الحديبية"
الفصل الثاني والسبعون بعد المائة
*********************************
سرية "كرز بن جابر"
*********************************
*********************************
في نفس الشهر وهو شهر شوال من السنة السادسة من الهجرة، كانت سرية "كرز بن جابر"
وكان سبب هذه السرية أن ثمانية من الأعراب قدموا الى المدينة سقامًا مصفرة الوانهم، بطونهم منتفخة، فجائوا الى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأعلنوا اسلامهم، ثم قالوا
- يارسول الله إنا كنا أهل ضرع، ونكره الإقامة بالمدينة
فسمح لهم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالإقامة على أطراف المدينة، وأن ينتفعوا من ابل المدينة ويشربوا من ألبانها
وخرحوا بالفعل من المدينة، وكان المسئول عن الأبل مولى للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسمه "يسار الراعي"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم مرت أيام وشهور وصحت أجسامهم، وفجأة قتلوا "يسار الراعي" قتلة بشعة فقطعوا يده ورجله وجعلوا الشوك في عينيه، وسرقوا الإبل، وحُمل "يسار الراعي" الى المدينة ميتًا ودفن بقباء
ولما جاء الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصريخ بما وقع منهم, كان معه عشرين من شباب الأنصار، فامرهم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالخروج فورًا في آثارهم، وأمر عليهم "كرز بن جابر الفهري" فلحقهم وجاء بهم الى المدينة، فأمر النبي بأن يقتلوا قصاصُا بنفس الطريقة التى قتلوا بها "يسار الراعي" فقطعت أيديهم وأرجلهم وفقئت أعينهم, وتركوا حتى ماتوا
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بعض الدول الآن لا تقر عقوبة الإعدام ويرون في ذلك وحشية، وأنا أريد أن يقول لى أحدهم ما العقوبة التى يمكن ايقاعها بمثل من ارتكب هذه الجريمة البشعة
يقول تعالى في سورة البقرة ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتّقُون)) يعنى استقامة الحياة لا تكون الا باقامة القصاص
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
سرية "كرز بن جابر"
********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|