Untitled Document

عدد المشاهدات : 1907

الفصل الخامس والتسعون بعد المائة: ملحمة خيبر- الجزء الخامس- محاولة قتل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الخامس عشر: ملحمة "خيبر"

الفصل الخامس والتسعون بعد المائة

*********************************

ملحمة خيبر- الجزء الخامس

محاولة قتل الرسول

-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

 *********************************

 ********************************* 

اليهود يدبرون مؤامرة لقتل الرسول

برغم الهزيمة المنكرة لم يتوقف اليهود عن الكيد والدس والمؤامرات، فاجتمع بعض اليهود واتفقوا على دس السم للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بعض طعامه، فأحضروا شاة ودسوا فيها السم، ثم دفعوها لأمرأة اسمها "زينب بنت الحارث" وهي امرأة "سلام بن مشكم" وهو أخو "مرحب" وكان قد قتل أثناء القتال، وأهدت هذه المرأة الشاة للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- 

وكانوا قد سألوا: أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله ؟ فقيل: الذراع فأكثروا فيها من السم، ثم سائر الشاة 

فلما وضعت الشاة بين يدي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تناول الذراع وأكل منها قطعة ثم أخرجها من فمه وقال

- كفوا أيديكم فإن الذراع تخبرني أنها مسمومة

وكان معه "بِشر بن البَّرَاء بن معرور" وقد أكل "بشر" من الشاة قطعة وابتلعها

فقال بشر: 

- والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التى أكلت

فقال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: 

- فلم لم تلفظها

قال بشر: 

- فما منعنى أن ألفظها الا كراهية أن أنغص عليك طعامك


أحضروا اليهود شاة ودسوا فيها السم

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحقق في محاولة قتله

ثم أمر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يأتوا له بالمرأة التى فعلت ذلك وبمن معها من اليهود، وقال لهم:

- إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟

قالوا: 

- نعم يا أبا القاسم.

فقال لهم رسول الله : 

- مَنْ أَبُوكُمْ؟

قالوا: 

- أبونا فلان.

فقال رسول الله : 

- كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَنٌ.

فقالوا: 

- صدقت وبررت.

فقال: 

- هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟.

فقالوا: 

- نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا.

فقال: 

- هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سَمًّا؟

فقالوا: 

- نعم.

فقال:

- مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟

فقالوا: 

- أردنا إن كنتَ كذَّابًا نستريح منك، وإن كنت نبيًّا لم يضرك

وما قاله اليهود ليس حجة، لأن كون الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نبيًا رسولًا لا يمنع أن يقتل، وقد قتل اليهود من قبل الكثير من أنبياء الله، وهم يعلمون ذلك

و هذا هو حال اليهود في كل زمان، فهم ليسوا أهل حرب، بل أهل دس ومؤامرة، وهذا هو حالهم مع المسلمين في كل زمان: حقد وحسد وغدر وايذاء

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

الرَسُولُ يأمر بقتل المرأة لقتلها "عباد بن بشر"

وسأل الصحابة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقالوا: ألا تقتلها ؟ فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا ، لأن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يكن ينتقم لنفسه أبدًا

ثم مات "عباد بن بشر" الذي أكل مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فامر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأن تقتل هذه المرأة قصاصًا

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

سم "خيبر" يقتل الرَسُولُ بعد ثلاثة سنوات ليموت شهيدًا

واحتجم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على "الكاهل" وهو الموضع بين الكتفين 

وظل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم، حتى مات بعد ذلك بثلاثة سنوات متأثرًا بذلك السم

روي البخاري عن عَائِشَةُ قالت: كَانَ النَّبِيُّ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: 

- يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ

والْأَبْهَر: هو الشريان الأورطي، وهو اكبر شريان في جسم الإنسان، والذي يوزع الدم المؤكسج الى جميع أجزاء الجسم ويخرج من البطين الأيسر في القلب 

ولذلك كان ابن مسعود وغيره يقولون أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مات شهيدًا

يقول أحد العلماء: وذلك لإرادة الله تكميل مراتب الفضل كلها له صلى الله عليه وسلم


الشريان الأورطي (الأبهر)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

الرسول يعفو عن اليهود !!

ولعل هذه فرصة حتى نقول أن هذه المرأة هي المرأة الوحيدة التى قتلت في غزوة خيبر، وهي لم تقتل أثناء العمليات الحربية ولكن قتلت حدًا لأنها قتلت رجل مسلم، واذا قارنا بين الحروب الإسلامية وأي حروب أخري في العالم وفي أي وقت في التاريخ يتبين لنا أن المعارك الإسلامية هي أرحم المعارك وأقلها في الخسائر البشرية

والرسول لم  يقتل مدنيًّا واحدًا في حياته ، بل كان يأمر أصحابه أن يغزوا في سبيل الله، على بركة الله، ويوصيهم ألا يقتلوا شيخًا كبيرًا، ولا طفلاً صغيرًا، ولا امرأةً، ولا منعزلاً بصومعة 

وغزوة "خيبر" التى نتحدث عنها الأن استمرت أكثر من شهر، وقلنا أن عدد قتلى اليهود ثلاثة وتسعون فقط، أي بمعدل أقل من ثلاثة قتلى فقط كل يوم، ولم يقتل مدني واحد

ومثلًا عدد قتلي الأمريكان في فيتنام 5 ملايين منهم 4 ملايين من المدنيين العزل 


ضحايا الحرب الفيتنامية أربعة ملايين مدني

 وفي الحرب العالمية الثانية –مثلًا- كان عدد القتلي المدنيين حوالى 50 مليون من النساء والأطفال وغيرهم، بينما عدد القتلي من العسكريين حوالى 25 مليون، أي أن عدد القتلي المدنيين ضعف عدد العسكريين


عدد القتلي المدنيين في الحرب العالمية الثانية خمسون مليون

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************