Untitled Document

عدد المشاهدات : 1790

الفصل المائتين: سرية "غالب بن عبد الله الليثي" إلى بني المُلَوَّح

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة

الجُزْءُ السادس عشر: الأحداث من "خيبر" الى "مؤتة"

الفصل المائتين

*********************************

سرية "غالب بن عبد الله الليثي"

إلى "بني المُلَوَّح"

*********************************

 

*********************************

تحدثنا في الفصل السابق عن غزوة "ذات الرقاع" والتى كانت موجهة الى "غطفان"

وقلنا أن "غطفان" مجموعة من القبائل الشرسة المرتزقة التى تقوم على السلب والنهب، وقطع الطريق

و"غطفان" هي أحد الأجنحة الثلاثة التى اشتركت في غزوة الأحزاب، وهي اليهود الذين حزبوا الأحزاب، وقريش التى اشتركت بأربعة آلاف مقاتل، ثم غطفان التى اشتركت بستة آلاف مقاتل

وقد قام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  بكسر جناحين من الأجنحة الثلاثة وهما "قريش" عن طريق صلح الحديبية، و"اليهود" في خيبر وفدك وتيماء ووادي القري، وبقي الجناح الثالث وهو "غطفان" ولذلك اتجه تركيز الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في العام السابع من الهجرة على "غطفان"

فكانت غزوة "ذات الرقاع" بعد خيبر مباشرة في شهر "ربيع الأول" من السنة السابعة، ثم قام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بقية العام السابع من الهجرة بإرسال ست سرايا متتالية الى قبائل غطفان وغيرها، ولم تجتريء "غطفان" بعد غزوة "ذات الرقاع" وبعد هذه السرايا أن ترفع رأسها مرة أخري أمام المسلمين، بل استكانت شيئًا فشيئًا حتى استسلمت، ثم أسلمت واحدة بعد الأخري

سرية "غالب بن عبد الله الليثي" إلى "بني المُلَوَّح"

كانت سرية "غالب بن عبد الله الليثي" إلى "بني المُلَوَّح" في شهر "صفر" من السنة السابعة من الهجرة، أي قبل غزوة "ذات الرقاع"

وكان السبب أن "بنو الملوح" قد قتلوا بعض أصحاب الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأرسل اليهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "غالب بن عبد الله الليثى" ومعه سبعة عشر رجلًا، فوصلوا اليهم قبل غروب الشمس

فلما كان الليل أرسلوا أحد الصحابة اسمه "جندب الجهنى" ليستطلع، فبينما هو منبطح خرج رجل من القوم من خيمته فقال لأمرأته:

-        اني أري على التل سوادًا لم أره في أول يومي، فانظري الى أوعيتك لعل الكلاب تكون قد جرت منها شيئًا

فنظرت ثم قالت ما فقدت من أوعيتى شيئًا، فقال لها: ناولينى قوسي وسهمين، فأرسل أحد السهام فأصابت جندب فانتزعه جندب وثبت مكانه لا يتحرك، فارسل سهم آخر فوقع في منكبه فانتزعه وثبت مكانه، فقال الرجل لأمرأته:

-        لو كان ربيئة للقوم لتحرك، لقد خالطه سهمان ولم يتحرك، فاذا أصبحت فاتي بالسهام لا تمضغها الكلاب

ثم دخل الى خيمته مرة أخري

 

فلما اطمأنوا وناموا شن المسلمين عليهم الغارة في الليل وقتلوا منهم من قتلوا وساقوا النعم، ثم طاردهم عدد كبير من "بني المُلَوَّح" حتى اذا قربوا من المسلمين نزل سيل عظيم، ولم يكن في السماء سحابة واحدة، وكان بين الفريقين وادي فامتلأ الوادي بالماء فحال بين الفريقين، ونجا المسلمين من مطارديهم، وشاهد الأعداء المسلمين وهم يسوقون أنعامهم متوجهين الى المدينة، ولم يستطيعوا الإقتراب منهم

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************