أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجزء الثامن عشر: فتح مَكَة
الفصل الثاني والعشرون بعد المائتين
*********************************
فتح مكة- الجزء الثالث
خيانة "حاطب بن أبي بلتعة"
*********************************
*********************************
ملخص ماسبق
نقضت قريش صلح الحديبية عندما اشتركت مع "بنو بكر" في الاعتداء على "خزاعة" وهي تعلم أن "خزاعة" في حلف مع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وذهب "أبو سفيان بن حرب" سيد قريش الى المدينة بنفسه حتى يعتذر الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويطلب منه العفو، ويجدد العهد، بل ويطلب مد المهلة التى بينه وبين المسلمين، ولكن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يرد عليه، وحاول "أبو سفيان" أن يتوسط اليه عند الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أبو بكر" ثم"عمر" ثم"على" فلم يقبل أحد منهم أن يتوسط له عند الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعاد "أبو سفيان" الى مكة، وأخبر قريش بما حدث، وباتت مكة لا تعلم هل سيقوم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بتحريك جيوش المسلمين الى مكة أم لا
وكان الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لايرد أن يضيع هذه الفرصة السانحة، وهي ان قريش قد قامت بنفسها بنقض صلح الحديبية، وهو أمر قد لا يتكرر مرة أخري، بل غالبًا لن يتكرر، وقد رأينا كيف أن قريشًا ندمت على تصرفها هذا المتهور ندمًا شديدًا، وذهب "أبو سفيان" بنفسه وهو زعيم "بنى أمية" وشيخ قريش وسيدها يعتذر الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويطلب العفو، وأهان نفسه وتنازل عن كرامته وكبرياؤه، ولذلك فمن المستبعد أن تقع قريش في هذا الخطأ مرة أخري
فاذا لم يقم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ذلك الوقت بفتح مكة، فمعنى هذا أن ينتظر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثمانية سنوات أخري، وهي المدة الباقية من صلح الحديبية، حتى يمكن أن يكون هناك أي تحرك عسكري لفتح مكة، لأن المسلمون يحترمون تعهداتهم، ولا يمكن أن ينقض الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العهد أبدًا، وفتح مكة أمر يحب الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يكون في أسرع وقت، لأن مكة بيت الله الحرام، ولا يجوز أن يكون تحت حكم المشركين، ولا يجوز أن تكون هناك أصنام حول الكعبة، ولا يجوز أن يطوف البعض بالبيت عرايا
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الرَسُولُ يأمر الجيش بالإستعداد ويكتم وجهة الجيش
أمر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجيش بالإستعداد، وكما هي عادة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كتم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجهة الجيش، وذلك حتى يحقق عنصر المفاجأة لأعدائه
وكان الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شديد الحرص على كتم خبر خروج الجيش الى مكة، لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يريد ويخطط لدخول مكة بلا قتال، فكان يريد أن يستخدم كل عوامل القوة حتى يصل بقريش الى الإستسلام، ومن عوامل القوة هو مفاجأة العدو، وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول في دعائه "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها"
وكتم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجهة الجيش حتى على "أبو بكر" وحتى دخل "أبو بكر" على ابنته السيدة "عائشة" وسألها عن وجهة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت:
- والله ما أدري
كذلك كانت هناك وحدات صغيرة بقيادة عمر بن الخطاب، قوي الشكيمة، تحقق في الداخلين والخارجين من المدينة المنورة، وتتحفظ على من سلك طريق المدينة- مكة، وذلك حتى يحول دون حصول قريش على أي معلومات عن تجهيزات المسلمين.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الرسول يرسل سرية في اتجاه "هوازن" لتضليل قريش
واستكمالًا لعملية الخداع أرسل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في 1 رمضان من السنة الثامنة من الهجرة سرية من ثمانية رجال بقيادة "أبي قتادة بن ربعي" الى منطقة اسمها "بطن إضم" وهذه المنطقة في اتجاه "هوازن" فاعتقد كل الناس أن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يريد "هوازن" وأن هذه السرية هي سرية استطلاعية قبل أن يتحرك الجيش الى "هوازن"
سرية "أبي قتادة بن ربعي" الى "بطن إضم" في اتجاه "هوازن" لتضليل قريش
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الرَسُولُ يذكر السر لحاطب بن أبي بلتعة
وبرغم ذلك فقد كان الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مضطرًا الى أن يقول هذا السر لبعض صحابته المقربين الذين طلب منهم مهمات عسكرية محددة مطلوبة قبل تحرك الجيش لفتح مكة، وكان ذلك محدودًا جدًا، وفي نطاق الإضطرار لذكر هذا السر
ومن هؤلاء الذين علموا من الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنيته في فتح مكة "حاطب بن ابي بلتعة"
و"حاطب بن ابي بلتعة" كان عمره في ذلك الوقت 43 عام، أي أنه في سن اكتمال الرجولة، وهو من المهاجرين، ومن الذين اشتركوا في بدر وثبت مع النبي في أحد، كما شهد الخندق والحديبية، وهو الذي أرسله الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المقوقس حاكم مصر، ودار بينهما حوارات طويلة حتى قال له المقوقس في النهاية "أنت حكيم جئت من عند حكيم"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
"حاطب بن ابي بلتعة" يفشى سر رسول الله
ولكن في لحظة من لحظات الضعف الإنساني، اختار "حاطب" أن يفشي سر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأن يخبر قريشًا بقدوم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اليهم
وكان السبب أن "حاطب" كان له بمكة بعض أهل بيته، وكانت له تجارة في قريش، وكان "حاطب" يعاني من ايذاء قريش له في أهله وماله في مكة، فأراد "حاطب" أن يؤدي لأهل مكة خدمة، حتى لا يؤذونه في أهل بيته ولا في تجارته
فكتب "حاطب" الى أهل مكة كتابًا أخبرهم فيه بمسير الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اليهم، وأعطي "حاطب" هذه الرسالة الى امرأة في المدينة اسمها " سارة" وكانت "سارة" هذه أمة عند "أبو لهب" وكانت مغنية تغنى في مكة بهجاء الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم قدمت المدينة تشكو الحاجة، فقال لها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
- ما كان في غنائك ما يغنيك؟
فقالت:
- ان قريشًا تركوا الغناء منذ قتل منهم من قتل ببدر
فأعطاها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم عرض عليها الإسلام فرفضت، وقبل منها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن تظل بالمدينة على كفرها
فأعطي "حاطب" الرسالة الى هذه المرأة، وأعطاها مبلغَا من المال على أن تبلغ هذه الرسالة الى قريش
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الوحي يخبر الرسول بأمر "حاطب بن ابي بلتعة" والقبض على المرأة
ونزل الوحي الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخبره بهذا الأمر، فبعث الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "على بن ابي طالب" و"الزبير بن العوام" وقال
- أدركا امرأة قد كتب معها "حاطب بن أبي بلتعة" بكتاب إلى قريش، يحذرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم
فخرجا في طلبها حتى أدركاها عند "ذي الحليفة" وطلبا منه الكتاب فأنكرت، فأخذا يفتشا في رحالها فلم يجدا شيئًا، فقال لها على بن ابي طالب:
- أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنّك، ثمّ لأضربنّ عنقك
فلما رأت الجد من على قالت له:
- فاعرض بوجهك عنّي
فاعرض بوجهه عنها، فكشفت عن شعرها وأخرجت الرسالة من بين ضفائرها، فأخذه "على بن أبي طالب" وسلمه الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاذا به من حاطب بن أبي بلتعة الى ناس من قريش ويخبرهم بمسير الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ذي الحليفة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الرَسُولُ يواجه "حاطب" بخيانته
دعا الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "حاطب بن أبي بلتعة" ودفع اليه الكتاب وقال:
- يا حاطب ما هذا ؟
فقال حاطب:
- يا رسول الله، لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش –يعنى حليفًا لقريش وليس واحد منها- ومن معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأمواله، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم، أن اتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام
وفي رواية أن "حاطب" قال هذه الكلمات وهو يرتعد
يا رسول الله لم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عفو الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن "حاطب"
كان ما فعله "حاطب بن أبي بلتعة" جريمة شنعاء، وبتعبير العصر فهو خيانة عظمي، لأنه أفشى سرًا عسكريًا خطيرًا، كان يمكن أن يعرض الجيش الإسلامي كله لخطر عظيم
ولذلك فان "عمر بن الخطاب" لم يقنعه ما قاله حاطب، فهو بذلك يحمى أهله على حساب جيش بالكامل، ولذلك قال عمر بن الخطاب:
- يَا رَسُولَ اللهِ؛ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ
قال عمر: يَا رَسُولَ اللهِ؛ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ
ولكن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لعمر في صفح عجيب وعفو نادر:
- وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
فالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يعفو عن حاطب فقط، وانما أيضًا رفع من قدره أمام المسلمين، لأن "حاطب" قدم تضحيات كثيرة، وله رصيد عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فليس معنى أنه أخطأ مرة أن ينسي له النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما قدمه من قبل
و الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يريد أن يكون عونًا للشيطان على "حاطب" فالمسلم عندما يكون صالحًا ويرتكب ذنبًا يوسوس اليه الشيطان أنه قد أضاع كل شيء ويحبطه عن التوبة، و الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يريد لحاطب أن يسقط في هذه الدائرة، بل على العكس يريد أن يأخذ بيده حتى يخرج به من هذه الأزمة
والبطولة هي أن تأخذ بيد المخطيء وتصلحه لا أن تسحقه
ونجح الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ذلك فنجد أن "حاطب" لم يتوقف عطائه للدولة الإسلامية بعد هذا الموقف، حتى بعد وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرسله "أبو بكر الصديق" في مهمة دقيقة وصعبة، وهي أن أرسله رسولًا الى المقوقس ملك مصر
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
حديث القرآن عن خيانة "حاطب بن أبي بلتعة"
وقد سجل القرآن العظيم هذا الموقف لحاطب بن أبي بلتعة في أول سورة الممتحنة، يقول تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤاْ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|