أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ التاسع عشر: يَوْمَ حُنَيْنٍ
الفصل الثاني والثلاثون بعد المائتين
*********************************
يوم حنين- الجزء الخامس
اسلام وفد من "هوازن"
*********************************
*********************************
ملخص ما سبق:
بعد فتح مكة تجمعت قبائل هوازن لحرب الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فخرج المسلمون لحربهم، واغتر المسلمون بكثرتهم، وقالوا: لن نغلب اليوم من قلة، وكانت هذه هي أول مرة يعتمد المسلمون على الأسباب وليس على رب الأسباب، ولذلك كانت الهزيمة في بداية المعركة، بعد أن وقعوا في الكمائن التى أعدتها "هوازن" وعمت الفوضى والإضطراب جيش المسلمين، وثبت الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحده، وأخذ ينادي على المسلمين، حتى تجمع حوله المهاجرون والأنصار، فاستقبل بهم عدوهم وبدأ القتال مرة أخري وتحولت الهزيمة الى نصر ساحق للمسلمين
فرت هوازن ومعهم قائدهم "مالك بن عوف" الى مدينة الطائف، وبها أعظم حصون الجزيرة العربية، وتحصنت "هوازن" في الحصون ورفضت الخروج لقتال المسلمين، فحاصرهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربعين يومًا، ولم ينجح المسلمون في اقتحام الحصن، فقرر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رفع الحصار عن الطائف
توجه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ذلك الى وادي "الجعرانة" حيث كان قد أوقف الغنائم، وقام بتوزيع الغنائم على المسلمين، ووزع الخمس والذي يحق لرئيس الدولة توزيعه حسب مصلحة الدولة على زعماء القبائل الذين دخلوا في الإسلام حديثًا تأليفًا لقلوبهم، وحتى يحقق الإستقرار للدولة الإسلامية
خريطة غزوة "حنين"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اسلام وفد من "هوازن" ورد سبيهم
من المواقف التى حدثت أثناء وجود الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في "الْجِعْرَانَةِ" أن قدم على الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفد من "هوازن" فيه عدد من أشراف "هوازن" فَأَسْلَمُوا، ثم كلموا الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الغنائم، وقالوا:
- يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ فِيمَنْ أَصَبْتُمْ: الْأُمَّهَاتِ، وَالْأَخَوَاتِ، وَالْعَمَّاتِ، وَالْخَالَاتِ، وحواضنك اللاتي كن يكفلنك وأنت خير مكفول، وَنَرْغَبُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ
فقال لهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
- قَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، (يعنى أخرت توزيع الغنائم والسبايا عشرة أيام أملًا في اسلامكم) وَقَدْ وَقَعَتِ الْمَقَاسِمُ مَوَاقِعَ، فَأَيُّ الْأَمْرَيْنِ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ: أَطْلُبُ لَكُمُ السَّبْيَ، أَمِ الْأَمْوَالَ؟
قالوا:
- يا رسول الله فَالْحَسَبُ أَحَبُّ إِلَيْنَا، وَلَا نَتَكَلَّمُ فِي شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ
فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
- أما الَّذِي لِبَنِي هَاشِمٍ فَهُوَ لَكُمْ، وَسَوْفَ أُكَلِّمُ لَكُمُ الْمُسْلِمِينَ وَأَشْفَعُ لَكُمْ، فَكَلِّمُوهُمْ وَأَظْهِرُوا إِسْلَامَكُمْ، وَقُولُوا: نَحْنُ إِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَعَلَّمَهُمُ الصلاة، وَكَيْفَ يَتَكَلَّمُونَ
فَلَمَّا صَلَّى الرَسُولُ الظهرـ استأذنوا الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الكلام، فأذن لهم، فتكلم خطبائهم، وطلبوا رد سبيهم، فلما فرغوا قام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحض المسلمين على رد السبي، وقال:
- قَدْ رَدَدْتُ الَّذِي لِبَنِي هَاشِمٍ، وَالَّذِي بِيَدِي عَلَيْهِمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُعْطِيَ غَيْرَ مُكْرَهٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ كَرِهَ أَنْ يُعْطِيَ وَيَأْخُذَ الْفِدَاءَ فَعَلَيَّ فِدَاؤُهُمْ
فأعطي المسلمون كلا ما بأيديهم، وطلب القليل منهم الفداء
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قال وفد "هوازن" نَرْغَبُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|