أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ التاسع عشر: يَوْمَ حُنَيْنٍ
الفصل الثالث والثلاثون بعد المائتين
*********************************
يوم حنين- الجزء السادس
موقف الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
مع قائد جيش "هوازن"
*********************************
*********************************
من المواقف التى حدثت أثناء غزوة "حنين" هو موقف الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع قائد جيش "هوازن" وهو "مالك بن عوف" وهو الذي جمع كل قبائل "هوازن" في جيش واحد لأول مرة في تاريخها، وكان السبب في معركة "حنين" وكان قائد "هوازن" أيضًا أثناء حصار "الطائف"
ماذا كان مصير "مالك بن عوف" بعد هزيمة "هوازن" ؟ لقد فر "مالك بن عوف" مع من فر من "هوازن" حتى وصل الى "ثقيف" وهي ليست قبيلته لأنه من "بنى نصر"
وكان موقف "مالك بن عوف" مئساويًا فوضعه مثل اللاجيء عند قبيلة أخري، وكان منبوذًا لأنه المسئول عن مصيبة وفضيحة "هوازن" في فقد نسائهم وأبنائهم وأموالهم، لأنه الذي أصر أن تصحب "هوازن" معها نسائها وأبنائها وأموالها، وهو نفسه صحب معه نسائه وأبنائه وأمواله، وقد فقدهم وأصبحوا غنائم في أيدي المسلمين
كان وضع "مالك بن عوف" مثل اللاجيء عند قبيلة أخري
لقد كان "مالك بن عوف" في أشدِّ حالات الانكسار التي من الممكن أن يتعرض لها قائد.
وبينما هو في هذه الحالة المؤسفة المخزية، كان هناك من يفكِّر في أمره!! إنه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
لقد سأل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن مالك بن عوف، فقيل له:
- إنه في الطائف يخشى على نفسه.
فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
- أَخْبِرُوا مَالِكًا إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ
وكان ذلك هو الإنقاذ لمالك بن عوف من أزمته، فأسرع "مالك بن عوف" فأسلم بين يدي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرد عليه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أهله وماله، ثم أعطاه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مائة من الإبل
هل يمكن أن يتخيل ذلك أحد ؟! هل يوجد في التاريخ كله قائد منتصر يتعامل بهذا الرقي مع زعيم الجيش المعادي له المهزوم أمامه ؟
أَخْبِرُوا مَالِكًا إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لقد وجدنا في التاريخ القديم والحديث القادة المنتصرون يتلذذون بمحاكمة وعقاب واذلال زعماء أعدائهم، وقرأت عن ملك دولة أسر ملك الدولة التى كان يحاريها، فكان لا يركب فرسه الا اذا وضع قدمه على ظهر الملك المهزوم
ليس هذا فحسب بل أراد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يوظف امكانات "مالك بن عوف" القيادية لمصلحة الدولة الإسلامية، فأعاده زعيمًا على من أسلم من قبائل "هوازن" ثم كلفة بمهمة الإغارة على "الطائف" وهي اشبه بحروب الإستنزاف الآن، حتى أسلمت "ثقيف بعد ذلك
********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|