أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ العشرون: الأحداث من "حُنَيْنٍ" الى "تبوك"
الفصل الثامن والثلاثون بعد المائتين
*********************************
عمل منبر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
تنازل السيدة "سودة بنت زمعة" عن يومها للسيدة عائشة
*********************************
*********************************
عمل منبر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
في العام الثامن من الهجرة، تم عمل منبر للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فبكي جذع النخلة الذي كان يخطب اليه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
عن "جابر بن عبد الله" كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة، فقال له الناس: يا رسول الله، قد كثر الناس، وإنهم يحبون أن يروك، فلو اتخذت منبرا تقوم عليه، فقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
- إن شئتم، فلما صعد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المنبر، صاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فضمها إليه، تئن أنين الصبي الذي يسكن
والقصة في صحيح البخاري، وسمعها جميع الصحابة، يقول عبد الله بن عمر "سمعتها وأنا في آخر المسجد"
لما صعد الرسول المنبر، صاحت النخلة صياح الصبي
مكان منبر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تنازل السيدة "سودة بنت زمعة" عن يومها للسيدة "عائشة"
في العام الثامن من الهجرة، تنازلت السيدة "سودة بنت زمعة" عن يومها للسيدة "عائشة"
فمن عدله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن جعل لكن زوجة من زوجاته يومًا
فحتى لو كان قلبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع السيدة "عائشة" أو السيدة "زينب بنت جحش" أو السيدة "مارية القبطية" فليس معنى هذا أن يعطي أي واحدة يومًا أكثر من الأخري
وكانت السيدة "سودة" متقدمة في السن، فقد كانت قد بلغت 66 عامًا، وانقطعت رغبتها في الرجال، فعرضت على الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن تهب يومها للسيدة "عائشة" لعلمها أن السيدة "عائشة" هي أقرب زوجات الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى قلبه كما قالت السيدة "عائشة" نفسها في حديث رواه البخاري "تَبْتَغِى بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " وقالت:
- يارسول الله أهب ليلتى لعائشة، واني لا أريد ما تريد النساء
وقبل منها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هكذا انتهت السنة الثامنة من الهجرة وجاءت السنة التاسعة، وهذا العام أطلق عليه عام الوفود، لأن الوفود جاءت الى المدينة من كل مكان في الجزيرة العربية لتعلن الإسلام وتبايع النبي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
والسبب أن كل القبائل العربية كانت تنتظر ما الذي ستسفر عنه المواجهة بين الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبين قريش، وكانوا يقولون: "إن ظهر على قومه فهو نبي" فلما كان فتح مكة، ثم بعده مباشرة الإنتصار الساحق على قبائل "هوازن" القوية، جاءت كل القبائل وأسلمت بين يدي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
من أحداث السنة التاسعة أيضًا المهمة غزوة تبوك، وهي آخر الغزوات التى خرج فيها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وسنتناول في فصول قادمة أحداث السنة التاسعة من هجرة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|