أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة
الجزء الثاني والعشرون: الأحداث من غزوة تبوك
حتى وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
الفصل الثاني والخمسون بعد المائتين
*********************************
حج "أبو بكر" بالناس
ونزول صدر سورة التوبة "براءة"
*********************************
*********************************
خروج أبو بكر للحج بالمسلمين
في شهر "ذي الحجة" من السنة التاسعة من الهجرة، خرج المسلمون لأداء فريضة الحج، ولم يخرج معهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وانما خرج بالمسلمون "ابو بكر الصديق"
وكانت هذه هي السنة الثانية التى لم يخرج فيها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للحج، كانت المرة الأولى في السنة الثامنة، والمرة الثانية في السنة التاسعة، وقيل أن سبب عدم الخروج للحج في السنة التاسعة هو انشغال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- باستقبال الوفود التى تأتي للمدينة لتعلم الإسلام والقرآن ومبايعة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وقد أخذ الشافعي من ذلك أن الحج على التراخي، بينما ذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد الى أن الحج على الفور
خرج أبو بكر للحج بالمسلمون في السنة التاسعة
================
نزول ثلاثون آية من صدر سورة التوبة
وبعد خروج وفد الحج بقيادة "أبي بكر الصديق" نزلت ثلاثون أو أربعون آية من صدر سورة "التوبة" أمر فيها الله تعالى بتطهير الجزيرة العربية كلها من الشرك والمشركين، فمن كانت بينه وبين المسلمين معاهدة، فالمسلمون على عهودهم حتى نهاية مدة المعاهدة، ولكن لن يتم تجديد هذه المعاهدة مرة أخري، ولم لم تكن بينه وبين المسلمين معاهدة فله مهلة أربعة أشهر، ومن له عهد أقل من أربعة أشهر، فمدته أربعة أشهر كذلك، وبعد ذلك يترك الجزيرة العربية ان اصر على الكفر
وارسل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بن ابي طالب ليقرأ هذه الآيات على الناس، فقرأ "على بن أبي طالب" هذه الآيات في يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، لأنه أكثر الأيام التى يجتمع فيها الناس
وأعلن "على بن أبي طالب" في هذا اليوم بوضوح أن من كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَهْدٌ فَهُوَ إِلَى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فَأَجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، يعنى حتى 10 ربيع الثاني من السنة العاشرة، وألا يطوف بالبيت بعد اليوم عريان، وَألَا يَجْتَمِعُ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ بَعْدَ عَامِهِمْ هذا
ارسل الرَسُولُ "على بن ابي طالب" ليقرأ هذه الآيات على الناس
=================
|
يقول تعالى
(بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|
|
|