أسْرَار السيرة الشَرِيفَة- منهج حياة
الجزء الثاني والعشرون:
الأحداث من غزوة تبوك
حتى وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
الفصل السابع والخمسون بعد المائتين
*********************************
اعتكاف الرسول في رمضان
وحجة الوداع
*********************************
*********************************
في رمضان من السنة العاشرة اعتكف الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِشْرِينَ يَوْمًا، وقد كان يعتكف في كل عام عشرة أيام، وهي العشر الأواخر من رمضان
وقرأ له جبريل ما نزل من القرآن مرتين، وقد كان جبريل يقرأ عليه ما نزل من القرآن في رمضان كل عام مرة واحدة
اعتكف الرَسُولُ في رمضان من السنة العاشرة عِشْرِينَ يَوْمًا
======
وفي السنة العاشرة، أعلن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه خارج للحج، فقدم المدينة بشر كثير من كل أنحاء الجزيرة يريد أن يحج مع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولحق بالرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الطريق خلق كثير، حتى بلغ من خرج مع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 100000 وقيل 140000 وكل هؤلاء من الصحابة، لأنهم رؤوا الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخذوا منه، وكان الناس حول الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن يمينه ويساره وخلفه وبين يديه
بلغ من خرج مع الرَسُولُ 100000 وقيل 140000
======
وسميت هذه الحجة حجة الوداع، لأنها الحجة التى ودع فيها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الناس
سميت هذه الحجة حجة الوداع لأنها الحجة التى ودع فيها الرَسُولُ الناس
======
ونزل على الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو واقف بعرفة يوم الجمعة، قول الله تعالى في سورة المائدة ﴿( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)) فعلم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن أجله قد اقترب، لأنه طالما أن الدين قد اكتمل، فقد أدي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرسالة، وأدي دوره
وبكي "أبو بكر الصديق" فقيل له ما يبكيك ؟ فقال: هذا نعي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وخطب الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحج ثلاثة خطب: الخطبة الأولى في يوم عرفة (9 ذي الحجة) على جبل الرحمة، وهي ما عرفت بخطبة الوداع، والخطبة الثانية في يوم النحر (10 ذي الحجة) وكانت في مني، والخطبة الثالثة في أوسط أيام التشريق (12 ذي الحجة) وكانت في منى أيضًا
وكان مما قاله الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في خطبة الوداع "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" يعنى الحرمة الشديدة للتعرض للدماء والأموال والأعراض، في أي وقت، كحرمة التعرض لها في الشهر الحرام وفي البلد الحرام
وكان مما قاله الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع" أي ابطال كل شعائر الجاهلية
وقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "ودماء الجاهلية موضوعة" يعنى إبطال كل الثارات التي كانت بين القبائل في جاهليتهم.
ولأن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلم أن هذا أمر صعب، أراد أن يبدأ بنفسه فقال "وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل"
أي أن أول دم يتركه هو دم ابن ابن عمه "ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب" كان مسترضعًا في "بنى سعد" طفلًا صغيرًا يحبو، ثم حدث قتال بين "بنى سعد" وأحد بطون "هذيل" فأصابه حجر فمات
ثم أوصى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالنساء، فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ((فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله))
ثم قال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا : كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ"
وأخيرًا قال "وَأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّي ، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟" أي أن الله تعالى سيسألكم عنى، فما الذي ستقولونه عنى؟ وماذا ستكون شهادتكم عنى ؟ فقالوا "نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، وَأَدَّيْتَ، وَنَصَحْتَ" فرفع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصبعه السبابة الى السماء وقال "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ"
قال الرَسُولُ "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ"
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|