أسْرَار السيرة الشَرِيفَة- منهج حياة
الجزء الثالث والعشرون:
أحداث وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
الفصل الخامس والستون بعد المائتين
*********************************
حزن الصحابة على وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
*********************************
*********************************
من دروس وفاة الرسول
من أعظم دروس وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هي أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يتوقف عن العطاء حتى آخر لحظة في حياته، فكان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مرضة لا يتوقف عن النصح لأمته، بل ولم يتوقف عن ادارة شئون الدولة الإسلامية
فكان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول في مرض موته: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" ويقول "أجيزوا الوفود بنحو ما كنت أجيزهم به" ويقول "أنفذوا بعث أسامة" وغير هذا
وفي يوم وفاته كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يردد "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" يقول أنس بن مالك "يغرر بها صدره وما ينطق بها لسانه"
========
حزن الصحابة على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وبعد وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يطق بعض الصحابة البقاء في المدينة بعد وفاته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فترك المدينة ولم يرجع اليها مرة أخري
وبعض الصحابة ظل في المدينة، لا يتركها أبدًا الا للحج حتى لا يترك جوار الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويدفن الى جواره
بعض الصحابة ظل في المدينة، لا يتركها أبدًا
========
حزن "بلال" على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
من ذلك مثلًا: بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ذهب
بلال –رضى الله عنه- إلى أبي بكر الصديق –رضى الله عنه- وقال له:
- يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله–صلى الله عليه وسلم- يقول: "أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله"
قال أبو بكر –رضى الله عنه-
- :فما تشاء يا بلال ؟
قال بلال:
- أريد أن أجاهد في سبيل الله حتى أموت
قال أبو بكر:
- ومن يؤذن لنا ؟
قال بلال وهو يبكي:
- إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
قال أبو بكر:
- بل ابق وإذن لنا يا بلال
قال بلال:
- إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وإن كنت قد أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له !
قال أبو بكر:
- بل أعتقتك لله يا بلال
فسافر بلال إلى الشام، وبقي هناك مرابطاً ومجاهداً في سبيل الله
سافر بلال إلى الشام، وبقي هناك مرابطاً ومجاهداً في سبيل الله
========
وبعد سنين رأي بلال الرسول –صلى الله عليه وسلم- في منامه وقال له –صلى الله عليه وسلم-: "ما هذه الجفوة يا بلال ؟ أما آن لك أن تزورنا ؟"
وانتبه بلال من نومه حزيناً، وركب إلى المدينة من فوره، وأتي قبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، وأقبل الحسن والحسين، فجعل يضمهما ويقبلهما، وقالا له:
- يا عم نشتهي أن تؤذن في السحر !
وصعد بلال إلى سطح المسجد
فلما قال "الله أكبر الله أكبر" ارتجت المدينة
فلما قال "أشهد أن لا إله إلا الله" زادت رجتها
فلما قال "أشهد أن محمداً رسول الله" بكي بلالاً، وخرجت النساء من خدورهِنَّ، فما رُؤِىَ يومٌ أكثر باكياً وباكيةً من ذلك اليوم
========
وعندما كان في سكرات الموت، كانت زوجته تبكي بجواره، فيقول لها:
- لا تبكي، غداً نلقي الأحبة، محمداً وصحبه
غداً نلقي الأحبة، محمداً وصحبه
========
"أبو بكر" و"عمر" في زيارة "أم أيمن"
وبعد وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال أبو بكر لعمر - رضي الله عنهما - :
- مُرَّ بنا إلى أم أيمن، نزورها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزورُها .
و"أم أيمن" هي امرأة حبشية كانت حاضنة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانت أَمَة عن "عبد الله" والد الرسول، فلما مات "عبد الله" أصبحت عند "آمنة بنت وهب" أم الرسول، وبعد وفاة "آمنة" ظلت ترعي الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى زواجه
فلما وصلا إليها بكتْ ، فقالا لها
- ما يُبكيك ؟ إنّ ما عند الله خير لرسوله .
فقالت
- إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله وأن رسول الله قد صار إلى خيرٍ ممّا كان فيه، ولكنْ أبكي أنَّ الوحيَ قد انقطع عنّا من السماء !!
فجعلا يبكيان معها ..
========
وفاة الرسول أكبر مصيبة فى تاريخ البشرية
يقول العلماء أن وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هي أكبر مصيبة فى تاريخ البشرية كلها، لأن بوفاته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انقطع الوحي عن البشرية حتى يوم القيامة
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|