أسْرَار السيرة الشَرِيفَة- منهج حياة
الجزء الرابع والعشرون:
من أخلاق الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
*********************************
الفصل الثاني والثمانون بعد المائتين
خلق الأدب
عند الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
*********************************
*********************************
كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مؤدبًا مع الجميع: مؤدبًا مع الكبير والصغير، مؤدبًا مع المسلم وغير المسلم، مؤدبًا مع زوجاته وأبناءه، مؤدبًا مع مع أصحابه
=========
أدب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع كبار السن
من أدبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع كبار السن، يوم فتح مكة، عندما جاء "أبو بكر الصديق" بأبيه "أبو قحافة" ليسلم بيد يدي الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان شيخًا كبيرًا مسنًّا فقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي بكر "هَلاَّ تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ".
=========
أدب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع الصغار
من أدب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع الصغار أنه كان اذا مر على صبيان يسلم عليهم
يقول "رافع بن عمرو" كنت وأنا غلام أرمي نخلاً للأنصار، فأتي بي الى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: هذا الغلام يرمي نخلنا، فقال له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :يا غلام، لِمَ ترمي النخل؟ فقال: آكُلُ، قال: الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فلا ترمِ النخل، وكُلْ ما يسقط في أسافلها، يقول: ثم مسح رأسي وقال: اللهم أشبِعْ بطنَه
روي البخاري عن سهل بن سعد قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فشَرِب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره شيوخ، فالسنة أن يبدأ باليمين، ومن الأدب أن يقد الكبير، فقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للغلام: يا غلام، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟ فقال الغلام: ما كنتُ لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله، يقول "سهل بن سعد" فأعطاه إياه
=========
أدب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مع زوجاته
في غزوة خيبر لما همت "صفية بنت حي بن أخطب" أن تركب البعير ثنى لها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ركبته لتركب
وفي مرض موت الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد اشتد الألم برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، كان في بيت زوجته السيدة "ميمونة بنت الحارث" فجمع زوجاته، وقال لهن: اني لا أستطيع أن أدور ببوتكن، فان شئتن أذنتن لى أن أمرض في بيت عائشه ؟ فقلن: أذنا لك يا رسول الله
=========
أدب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع أبنائه
من أدب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع أبنائه، كانت اذا دخلت عليه ابنته فاطمة، قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا في رأسها وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ
=========
أدب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع أصحابه
من أدبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع أصحابه، أنه كان يبدأ من لقيه بالسلام، واذا صافح رجلًا لا ينزع يدع من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده، ولا يدع أحد يمشى خلفه، واذا ضاق المكان يوسع لأصحابه المكان، وكان يخدم أصحابه بنفسه
=========
أدب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مع غير المسلمين
من أدب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مع غير المسلمين، قصة "زَيْدٌ بْنُ سَعْنَةَ" وهو أحد أحبار اليهود، وقد اقترض منه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تمرًا لأجل، فجاءه قبل موعد سداد الدين وكان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بين أصحابه، فَأَخَذْ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ وَرِدَاءِهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- وصاح في وجهه: "أَلَا تَقْضِينِي يَا مُحَمَّدُ حَقِّي، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُكُمْ بَنِي عَبْدِ الْمَطَّلِبِ لَمُطْلٍّ" لَمُطْلٍّ يعنى تماطلون في أداء الحقوق
فقال عمر: يَا عَدُوَّ اللهِ أَتَقَوَّلُ لِرَسُولِ اللهِ مَا أَسْمَعُ، وَتَصْنَعُ بِهِ مَا أَرَى، ثُمَّ أَمْسَكَ سَيْفَهُ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ َوتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَنَا وَهُوَ كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ، وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ الطلب
ثم يقول الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَأَعْطِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رَوَّعْتُهُ، فلما أعطاه عمر، قَالَ زَيْدٌ: مَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا رَوَّعْتُكَ، قَالَ: يَا عُمَرُ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرِفْتَهُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ نَظَرْتْ إِلَيْهِ، إِلَّا اثْنَتَيْنِ لَمْ أُخْبَرْهُمَا مِنْهُ، يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا، فَقَدْ اخْتَبَرْتُهُمَا، وانى أَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أنك رسول الله
=========
إن الحديث أخلاق الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحتاج الى مئات الفصول، ولكن اخترنا أن نتوقف حتى نبدأ في المرحلة الثالثة من "احياء علوم الدين" وهو "تفسير القرآن العظيم"
=========
نسأل الله العظيم أن ييسرنا للسري، وأن ينفعنا بالذكري، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*********************************
لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا
*********************************
|