تدبر القُرْآن العَظِيم
الحلقة الثالثة والخمسون
المتشابهات في الآيتين (59) من سورة البقرة، و(162) سورة الأعراف
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
المتشابهات في قوله تعالى في الآية (59) من سورة البقرة (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
وقوله تعالى في الآية (162) سورة الأعراف (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
المتشابهات
في البقرة (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) وفي الأعراف (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)
في البقرة (فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ)
وفي الأعراف (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ)
في البقرة (بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
وفي الأعراف (بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في البقرة (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا)
وفي الأعراف (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)
فيه اشارة الى أن الكل ليس بظالم، وانما التبديل كان من بعضهم
وفي الأعراف ناسبها قوله تعالى (مِنْهُمْ) لأنه تعالى قال بعدها (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في البقرة (فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ)
في الأعراف (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ)
"الإنزال" يكون قليلًا
و"الإرسال" كثير
وقد قلنا أن "الرجز" هو العذاب، وقيل أنه وباء الطاعون، وقد حصد منهم سبعون ألف
فالآيتين تشيران الى أن الوباء بدأ قليلًا ثم أخذ ينتشر، وهذا ما يحدث بالفعل عند انتشار الأمراض والأوبئة، فكأن الآيتين تعطيان صورة الى ما حدث بالفعل
وفي الأعراف يكثر لفظ "الرسول" و"الرسالة" وليس كذلك في البقرة فناسبها في الأعراف كلمة (فَأَرْسَلْنَا )
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في البقرة (بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
في الأعراف (بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ)
لأن "بنى اسرائيل" موصوفون بأن كانوا "فاسقين" لأنهم خرجوا عن طاعة الله تعالى
وموصوفون بأنهم "ظالمين" لأنهم ظلموا أنفسهم بمعصية الله تعالى
فذكر الله تعالى في كل آية صفة من صفاتهم لحصول هذين الأمرين منهم
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هذه بعض اجتهادات العلماء، وكان ممن اجتهد في ذلك هو الإمام الفخر الرازي في تفسيره "التفسير الكبير، وبعد أن تحدث قال
"هذا ما خطر بالبال في ذكر فوائد هذه الألفاظ المختلفة، وتمام العلم بها عند الله- تعالى"
|