Untitled Document

عدد المشاهدات : 3091

الحلقة (89) من من تدبر القُرْآن العَظِيم تدبر الآية (143) من سورة البقرة وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِن

 تدبر القُرْآن العَظِيم

الحلقة التاسعة والثمانون
تدبر الآية (143) من سورة البقرة
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) 
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ) الخطاب للأمة الإسلامية، فالمعنى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ يا أمة محمد 
(أُمَّةً وَسَطًا) الوسط هو ما تستوي المسافة اليه من جميع الجهات
والكلمة معروفة لدينا، فنحن نقول "أنا جالس وسط الناس" "أنا أتكلم من وسط الشارع" "أنا ذاهب الى وسط البلد" 
فالمعنى  أن الأمة الإسلامية هي أمة وسط
ومعنى أمة وسط أي أمة لا غلو فيها ولا تقصير
وأمة لا افراط فيها ولا تفريط
لأن النَّاسَ قَبْلَ ظُهُورِ الْإِسْلَامِ كانوا قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ لَا هَمَّ لَهُ إِلَّا الْحُظُوظَ الْجَسَدِيَّةَ كَالْيَهُودِ وَالْمُشْرِكِينَ، فهو يعيش لكي يمتع جسده فقط، بالطعام والشراب والجنس والسهر والسفر والفسح وغير ذلك
وَقِسْمٌ يترك الدنيا وَكل مَا فِيهَا مِنَ اللَّذَّاتِ الْجُسْمَانِيَّةِ، مثل النصاري الذين ابتدعوا الرهبانية، ومثل الديانات الهندية  أصحاب الرِّيَاضَاتِ.
وَأَمَّا الْأُمَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ فَقَدْ جَمَعَ اللهُ لَهَا فِي دِينِهَا بَيْنَ الْحَقَّيْنِ: حَقِّ الرُّوحِ، وَحَقِّ الْجَسَدِ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ إِنَّهُ أَعْطَاهَا جَمِيعَ حُقُوقِ الْإِنْسَانِيَّةِ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ جِسْمٌ وَرُوحٌ، حَيَوَانٌ وَمَلَكٌ
كما قال الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحديث الذي رواه البخاري انه يصوم ويفطر، ويصلى ويرقد، ويتزوج النساء
الأمة الإسلامية أمة وسط في العقيدة: لأن بعض الأمم السابقة عددوا الآلهة، كالفراعنة والعرب والهنود وغيرهم، وبعض الأمم أنكروا وجود اله، يوجد في العالم الآن مليار ملحد، فجاء الإسلام وقال لا اله الا الله وحده لا شريك له
الأمة الإسلامية أمة وسط في تعاملها مع رسل الله: فاليهود كذبوا أنبيائهم بل وقتلوا كثير منهم، فكان هذا منتهي التفريط
والنصاري زعموا الألوهية لأنبيائهم فكان هذا منتهي الافراط
أما المسلمون فأحبوا نبيهم ووقروه ونصروه بل وأحبوه أكثر من أنفسهم، ولكنه قالوا أنه بشر، وأكد القرآن العظيم على بشريته في أكثر من موضع
تجد أحدهم يقول لك، هو بشر ولكنه ليس كالبشر، نقول له هذا افراط، ولكننا نقول أنه بشر ولكنه خير البشر
اذن الأمثلة على وسطية الإسلام كثيرة لا حصر لها، وهناك مؤلفات كاملة على وسطية الإسلام
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) لأن الإختلاف هو طبيعة البشر، فجعل الله تعالى الأمة الإسلامية بوسطيتها هي المقياس بين جميع الأمم على الوسطية
لأن كل أمة تعتبر أنها الأمة الوسط
وكل شخص يعتبر أنه الوسط
مثلًا: لو كنت تسير بسيارتك في طريق سريع على سرعة 100 كم، فاذا مررت بسيارة تسير على سرعة 60 كم ستشعر أنها بطيئة، واذا مرت بك سيارة تسير بسرعة 140 كم فستشعر أنها سريعة
بينما الذي مررت بك سيشعر انك سريع، والذي مر بك سيشعر انك بطيء
اذن كل قائد سيارة يشعر أن سرعته هي السرعة المثلى وأنها السرعة الوسط 
فاذا جاء المرور ووضع لا فتة أن السرعة المثلى 90 كم أصبح هناك مقياس لجميع قادة السيارات
اذن قوله تعالى (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) أن الله تعالى جعل الأمة الإسلامية بوسطيتها هي المقياس بين جميع الأمم على الوسطية
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) لأن في داخل الإمة الإسلامية نفسها سيكون هناك اختلاف، لأن الإختلاف هو طبيعة بشرية كما ذكرنا، فسيقول بعض المسلمين على من يطلق لحيته أو على من ترتدي النقاب أنهم متشددون، وستقول التى ترتدي النقاب على المحجبة أنها مفرطة 
لذلك قال تعالى (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) أي سيكون المقياس بين المسلمين هو الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نفسه، فهو -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمِثَالُ الْأَكْمَلُ لِمَرْتَبَةِ الْوَسَطِ
كما روي البخاري من حديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد روي في ذلك أثر أن الله تعالى يسأل الأمم يوم القيامة فيقول: هل بلغكم الرسل الرسالة ؟ فيقولون : ما بلغنا أحد عنك شيئا، فيسأل الرسل فيقولون: بلغناهم رسالتك فعصوا فيقول: هل لكم شهيد ؟ فيقولون: نعم أمة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيشهدون لهم بالتبليغ وتكذيب قومهم إياهم فتقول الأمم : يارب بم عرفوا ذلك وكانوا بعدنا ؟ فيقولون: أخبرنا بذلك نبينا في كتابه
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) 
هنا يذكر الله تعالى العلة في تحويل القبلة من صخرة بيت المقدس الى الكعبة، وهي أن تحويل القبلة كان اختبارًا وامتحانًا للمسلمين، وتنقية للصف المسلم، فقال تعالى: 
(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا) وهي صخرة بيت المقدس، كأن الله تعالى يقول أن قبلية الكعبة هي الأصل، وهي القبلة التى كان عليها جميع الأنبياء، ثم كانت القبلة الى صخرة بيت المقدس استثناء
(إِلَّا لِنَعْلَمَ) والله تعالى يعلم ما كان وما سيكون، وعلمه تعالى قبل وجود الأشياء، وهذا مَعْهُودٌ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرًا، وَمِثْلُهُ:  (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِم) وقوله (لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ) فحين يقول تعالى (لِنَعْلَمَ) أي لنظهر، لأنه تعالى برحمته وعدله قضى أن يحاسب الناس بما ظهر من أعمالهم ولا يحاسبهم بعلمه، اذ لو حاسب الناس بعلمه، لخلق الناس وخلق الجنة وخلق النار، ثم أدخل أهل الجنة الجنة، وأدخل أهل النار النار، اذ يعلم من يكون على الإيمان ومن سيكون على الكفر
فحين يقول تعالى (لِنَعْلَمَ) في أي موضع في القرآن أي لنظهر 
(مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ) ويطيعه
 (مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) 
(عَقِبَيْهِ) مثنى عقب وهو مؤخر القدم، وهي كناية عن الإرتداد وعن الرجوع الى الأمر الأول، وهو الكفر
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولذلك لما نزل الأمر على الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بتحويل القبلة كان في صلاة الظهر بعد أن صلى ركعتين من الظهر، فانصرف بوجهه تجاه الكعبة واكمل الصلاة الى الكعبة، فانصرف المسلمون خلفه طاعة له -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  وكان ذلك في أحد المساجد في "بنى سلمة" بالمدينة، فسمي ذلك المسجد بمسجد ذو القبلتين، وكان قديمًا المسجد به قبلتين 
ثم أرسل الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحد المسلمين الى مسجد قباء ليخبرهم بتحول القبلة، فجائهم وهم ركوع في الركعة الثانية يصلون العصر، فنادي من خلفهم: أشهد لقد صَلَّيت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِبَلَ مكة، فداروا كما هم واتجهوا الى الكعبة  
اذن فقد امتثل أغلب المسلمون لأمر الله تعالى، ولكن بعض المسلمين من ضعيفي الإيمان ارتدوا وقالوا: مرة هاهنا ومرة هاهنا!
وكان هذا هو الهدف من تحويل القبلة وهو تنقية الصف المسلم
مسجد "ذو القبلتين"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
كما في قصة طالوت وجالوت عندما قال بنى اسرائيل لأحد أنبيائهم (ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)  (قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) اذن الذي خرج للقتال في سبيل الله هم القليل، فأراد "طَالُوتَ" أن يصفي هذا القليل، فأدخلهم في اختبار غاية في الصعوبة (قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) كانوا في سفر وفي حرارة شديدة وفي عطش شديد، ثم مروا بنهر، فأخبرهم أن من سيشرب من هذا النهر (فَلَيْسَ مِنِّي) يعود ولا يكمل (وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ) من يأخذ شربة واحدة فقط (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ) اذن قد أصبح معه قليل من القليل، ولكنه قليل تم نصفيته مرتين، ولذلك كانت النتيجة هي (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ)
وهذا ما فعله الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة خيبر عندما أمر ألا يخرج معه الا من شهد بيعة الرضوان، وهي البيعة التى كانت على الموت، بالرغم من أن أعداد المسلمين كانت ألف وثمانمائة، واليهود في خيبر كانوا عشرة الآلاف
ولكن العبرة ليست بكثرة العدد، بالعكس هذا العدد الكبير ضعيف الإيمان يخذل المسلمين ويضعفهم 
كانت النتيجة هي (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والكثير يتحدث عن الحكمة في تحويل القبلة، نقول أن الأمر ليس محل اجتهاد وقد أخبرنا الله تعالى عن الحكمة في تحويل القبلة فقال تعالى  (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) 
اذن كان تحويل القبلة لتنقية الصف الإسلامي
وهذا مثل الحديث عن الحكمة في نزول القرآن مفرقًا على الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البعض يتحدث كثيرًا كثيرًا عن هذا الأمر، فيقولون أن السبب هو التدرج في التشريع، وتيسير حفظ القرآن على الصحابة، وكذا وكذا، نقول الموضوع ليس محل اجتهاد، لأن الله تعالى قال (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)
إ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يمكن أن نجتهد ونقول لماذا اختار تعالى أن تكون القبلة الى بيت المقدس في أول الأمر، نقول أن ذلك للإشارة الى احتواء الإسلام لكل الرسالات السماوية
ولأنه –تعالى- يريد أن يدخل بيت المقدس في المقدسات الإسلامية، ولذلك فنحن حين نتحدث عن المسجد الأقصى فنقول أنه أولى القبلتيبن وثالث الحرمين
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ) أي أن موضوع تحويل القبلة كان أمر صعبًا وشديدًا  
وخصوصًا ان تحويل القبلة في المدينة كان 180 درجة، وليس كما يمكن أن يكون في أماكن أخري مجرد انحراف يمينًا أو يسارًا
(إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ) أي إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هداهم اللَّهُ للطاعة 
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) 
فالله تعالى لن يضع أي مؤمن في أي اختبار الا وهو تعالى يعلم أنه يستطيع أن يصبر صبرًا جميلًا وينجح في هذا الإختبار 
(إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)
والرأفة هي شدة الرحمة
والله تعالى من رأفته ورحمته لن يبتليكم بابتلاء الا وأنتم تقدرون على النجاح في هذا الإبتلاء