Untitled Document

عدد المشاهدات : 2742

مناسك العمرة خطوة خطوة

 *******

مناسك العمرة خطوة خطوة
*******
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي قال في كتابه العظيم (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) وأصلى وأسلم على رسوله الكريم، الذي قال) العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ الـمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ (
*******
حديثنا اليوم –ان شاء الله تعالى- بعنوان (مناسك العمرة خطوة خطوة)
وحديثنا مقسم الى أربعة عناصر أو أربعة مواضيع فرعية:
1- حكم العمرة
2- فضل العمرة
3- أركان العمرة وواجباتها وسننها
4- أعمال العمرة (مناسك العمرة خطوة خطوة)
*******
أولًا: حكم العمرة
المشهور أو المعروف ان العمرة أمر مستحب، يثاب فاعلها وليس على تاركها شيء
ولكن الحقيقة أن بعض العلماء ذهب الى أن العمرة فرض، وقالوا أن قول الله تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) يعنى أدوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وهذا امر من الله تعالى على سبيل الوجوب
وذهب البعض الآخر الى أنها سنة مستحبة، وقالوا أن قول الله تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) يعنى أدوها تامة الأركان والشروط والآداب
فذهب الشافعي وأحمد بن حنبل الى ان العمرة فرض
وذهب أبو حنيفة ومالك الى أنها سنة
وبرغم من أن لدينا أربعة مذاهب: مذهبان يقولان أن العمرة فرض، ومذهبان يقولان أن العمرة سنة، لكل أغلب العلماء والرأي الراجح أن العمرة سنة مستحبة
*******
ثانيًا: فضل العمرة
العمرة لها فضل عظيم، وقد ذكرنا في المقدمة حديث الرسول في –صلى الله عليه وسلم- في الصـــــــــــحيح )العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ الـمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ (
ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه الترمذي (أديموا الحجّ والعمرة، فإنّهما ينفيان الفقر والذّنوب كما ينفي الكيرُ خبث الحديد) والكير هى المنفاخ التى يستخدمه الحداد في نفخ النار فينصهر الحديد ويُنَقي من الخبث الذي فيه 
اذن فالحج والعمرة ينقيان العبد ويغسلانه من الذنوب والخطايا
والثواب في رحلة العمرة ليس مجرد أداء العمرة، ولكن في رحلة العمرة تكون في مكة، وتصلى في المسجد الحرام، والصلاة بمائة ألف صلاة، وليست الصلاة فقط، ولكن جميع الأعمال الصالحة بمائة ألف، فقراءة القرآن بمائة ألف، والذكر بمائة ألف، والصدقة بمائة ألف، ومساعدة الناس بمائة ألف، وجميع الأعمال الصالحة بمائة ألف
*******
ثالثا: أركان العمرة وواجباتها وسننها
في جميع فروع الفقة الركن هو الواجب، أما في الحج والعمرة، يفرق العلماء بين الركن والواجب
أركان العمرة: هى التى لا يصح العمرة بدونها
واجبات العمرة: هي التى اذا لم يفعلها المعتمر تكون عمرته صحيحة، ولكن يجب عليه أن يذبح  ذبيحة
سنن العمرة: هي التى يثاب فاعلها، وليس على تاركها شيء
.
أركان العمرة: وهى التى لا يصح العمرة بدونها، وهي ثلاثة
- الاحرام، وهي نية أداء المناسك
- الطواف بالبيت
- السعي بين الصفا والمروة
واجبات العمرة: هي التى اذا لم يفعلها المعتمر تكون عمرته صحيحة، ولكن يجب عليه أن يذبح  ذبيحة، هذه الذبيحة تكون في الحرم، وتوزع على الفقراء، سواء ذبحها بنفسه أو وكل عنها غيره (شراء صك الهدي)
ويمكنه أن يطعم عشرة مساكين، كل مسكين كيلو ونصف من طعام
ويمكن أن يصوم عشرة أيام، ثلاثة في الحرم، وسبعة بعد أن يرجع الى بلده
وواجبات العمرة ثلاثة:
- الاحرام من الميقات
- ارتكاب محظورًا من محظورات الاحرام
- الحلق أو التقصير
سنن العمرة: وهي التى يثاب فاعلها وليس على تاركها شيء، فعمرته صحيحة، وليس عليه أن يذبح ذبيحة، وهذه السنن سنذكرها ونحن نتحدث عن المناسك خطوة خطوة
*******
أعمال العمرة
مناسك العمرة خطوة خطوة
يسن لمن أراد العمرة أن يتنظف، فيحلق شعر العانة والإبطين ويقص الشارب أو يحفه، ويقلم أظافره، ويغتسل ويتسوك، ويطيب بدنه، ولكن لا يطيب ثياب الاحرام
ثم يرتدي ملابس الاحرام، وهي للرجال فقط: ازار ورداء، أما المرأة فترتدي أي ملابس شرعية
ثم يتوجه المعتمر الى الميقات، والميقات هو المكان الذي يحرم منه المعتمر، فاذا تجاوز هذا المكان فلا يجوز له الاحرام، بل يعود الى موضع الميقات، فاذا أحرم قبل الميقات فهو جائز ولكنه مخالف للسنة، ومكة لها خمسة مواقيت، فاذا كان متوجهًا الى مكة من المدينة فيحرم من أبيار على، واذا كان متوجهًا الى مكة من بلده فيحرم من منزله في بلده أو من المطار خشية أن تتجاوز الطائرة الميقات دون أن ينبهه طاقم الطائرة 
اذن الاحرام من الميقات -كما ذكرنا- واجب من واجبات العمرة، فاذا تجاوز المعتم  الميقات دون أن يحرم، فقد ترك واجب من واجبات العمرة، فعليه اما ان يعود الى الميقات ليحرم، وأما أن يذبح ذبيحة، أو يطعم عشرة مساكين، أو يصوم عشرة أيام
*******
فاذا وصل الى الميقات يصلى ركعتين خفيفتين، يستحب أن يقرأ في الركعة الأولى "قل يا أيها الكافرون" ويقرأ في الركعة الثانية "قل هو الله أحد" وبعد أن ينصرف من صلاته، يحرم بالمعمرة، ومعنى يحرم أن ينوي بقلبه أداء مناسك العمرة، ويسن له أن يتلفظ بالنية ويجهر بها، فيقول "لبيك عمرة" واذا كان يؤدي العمرة عن أحد يقول "لبيك عمرة عن فلان"
بعد ذلك يبدأ فورًا في التلبية فيقول ""لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، أن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"
ويستحب للرجال رفع الصوت التلبية، ولكن باعتدال
ويستحب الاكثار من التلبية وكل شيء يسمع صوت تلبيتك سيشهد لك يوم القيامة
ومعنى "لبيك" من لب أي التصق، يعنى أنا يارب ملتصق على طاعتك
*******
أنت الآن في أول منسك من مناسك العمرة، فاعلم أن الله تعالى قد يقبل عمرتك وقد يردها، فاملك قلبك بالخوف من الطرد وعدم القبول، والرجاء من الله تعالى بالقبول 
*******
بمجرد الإحرام، يمتنع عليك عدة أمور، وهي ما يطلق عليها "محظورات الاحرام" وهي غشيان الزوجة، الأخذ من الشعر، الأخذ من الأظافر، التطيب، قتل الصيد أو المعاونة على صيده، ويزاد عليها بالنسبة للرجال تغطية  الرأس، ولبس المخيط
واذا ارتكب المحرم شيئا من محظورات الاحرام ناسيًا او جاهلًا فلا شيء عليه، واذا ارتكبه متعمدًا فيجب عليه –كما ذكرنا- اما أن يذبح ذبيحة أو يطعم عشرة مساكين او يصوم عشرة أيام
*******
بعد ذلك تتجه الى مكة، وتكثر من التلبية طوال الطريق، فاذا وصلت الى مكة يستحب أن تبدأ في العمرة فورًا، فتتجه الى المسجد الحرام، تدخل برجلك اليمنى، وتقول دعاء دخول المسجد "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لى ذنوبي، وافتح لى أبواب رحمتك" 
استشعر عند دخولك المسجد الحرام أنك ضيف الله تعالى، واستشعر اصطفاء الله تعالى لك، فأنت لا تدخل بيتك أي أحد، كذلك الله تعالى لا يدخل بيته الا من اصطفاه
 

*******
اذا وقع بصرك على البيت: فلك عند رؤية الكعبة دعوة مستجابة، وارج أن يرزقك الله تعالى النظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة، كما رزقك الله النظر إلى بيته العظيم في الدنيا
*******
عند دخولك المسجد لا تصلى ركعتين تحية المسجد، لأن تحية المسجد الحرام هو الطواف، وانما تتجه الى الكعبة، وتبدأ الطواف
فتجعل الكعبة المشرفة على يمينك، وهي جهة القلب، وتبدأ الطواف من عند الحجر الأسود، فتطوف سبعة أشواط، كل شوط يبدأ عند الحجر الأسود وينتهي عند الحجر الأسود
ويبدأ كل شوط بأن تقبل الحجر الأسود، فاذا لم تستطع فاستلمه بيدك، فاذا لم تستطع فتشير اليه بيدك، وتكبر، ولا تقبل يدك بعد أن تشير اليه 
وعندما تصل الى الركن اليماني وهو الركن قبل الحجر الأسود تستلمه بيدك ولا تقبله، فاذا لم تستطع فلا تشير اليه وانما تمر به
وهذا الاستلام للحجر الأسود والركن اليماني يحط الخطايا
والحجر الأسود كما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يمين الله عز وجل في الأرض يصافح بها خلقه كما يصافح الرجل أخاه" فاذا استلمت الحجر الأسود، فاعلم أنك مبايع الله تعالى على طاعته، فصمم عزيمتك على الوفاء ببيعتك
وعندما تعود الى بلدك وتهم بمعصية، انظر الى يدك وتذكر بيعتك لله تعالى
الحجر الأسود
*******
لا مانع من التزاحم عند الحجر الأسود أو الركن اليماني، ولكن لا يجوز التدافع، اذا لم تستطع أن تصل الى الحجر الأسود أو الركن اليماني الا عن طريق التزاحم، فلا تقبله ولا تستلمه بيدك، وانما تشير فقط الى الحجر الأسود
الركن اليماني
*******
ويستحب أن تدعو بين الركن اليماني والحجر الأسود، بقوله تعالى (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) 
*******
يستحب –للرجال فقط- وفي هذا الطواف فقط، وهو طواف العمرة وطواف القدوم بالنسبة للحاج المفرد: الاضطباع والرمل 
الإضطباع، ومعناه في اللغة الإبط، يعنى تكشف كتفك الأيمن، ويكون بأن تضع وسط ردائك تحت ابطك الأيمن، وطرفي الرداء على كتفك الأيسر
كما يستحب في أول ثلاثة أشواط –للرجال فقط- الرمل، يعنى يمد ولكن مع تقارب الخطوات
*******
احرص أن تنشغل أثناء الطواف بالدعاء وبذكر الله تعالى 
وهناك كتيبات تتضمن أذكار خاصة لكل شوط، ودائمًا ينصح بعدم استعمال هذه الكتيبات، ونقول اذا كانت القراءة منها تساعدك على الذكر والدعاء فاستعملها، اذا كان عدم استعمالها يساعدك على التركيز في الذكر والدعاء أكثر فلا تستعملها، واذا كانت المسبحة تساعدك فاستعمل مسبحة، واذا كان استخدام عداد يساعدك فافعل وهكذا
*******
وأنت تطوف بالبيت أعلم أنك في صلاة، فاستحضر في قلبك جميع معاني الخشوع والخضوع وحضور القلب، التى ينبغي أن تكون في الصلاة
يقول الإمام "أبي حامد الغزالى" في الإحياء "اعلم أن المقصود ليس هو طواف الجسد بالبيت ولكن طواف القلب بذكر رب البيت"
وأنت تطوف انظر الى اعلى الكعبة، واعلم أن أعلى الكعبة بمحاذاتها في السماء السابعة يوجد "البيت المعمور" وهو الذي أقسم به الله تعالى في سورة الطور، فقال تعالى (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ (2 (فِي رَقٍّ  مَّنشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) والبيت المعمور هو البيت العظيم الذي يتعبد اليه أهل السماء، ويدخل اليه كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يخرجون، فهناك أعداد لا تحصى تتعبد الي الله في هذا البيت، وهؤلاء الملائكة الكرام، هم فوق رأسك ويطوفون مثل طوافك، وفوق البيت المعمور يوجد عرش الرحمن
الطواف سبعة أشواط
*******
بعد أن تنتهي من الطواف تسوي الرداء وتضعه على كتفيك،  وتتوجه الى مقام ابراهيم، وهو الحجر الذي كان يقف عليه ابراهيم وهو يبنى الكعبة، وموضوع في صندوق زجاجي أمام باب الكعبة، وأنت تتلو قول الله تعالى (واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وتصلى ركعتين خفيفتين عند مقام ابراهيم، تقرأ في الركعة الأولي (يا أيها الكافرون) وفي الثانية (قل هو الله احد) ولو المكان مزدحم تصلى في أي مكان في المسجد
وبعد أن تنتهي من الصلاة تتوجه الى الحجر الأسود فتقبله أو تستلمه أو تشير اليه وتكبر
مقام ابراهيم
*******
تشرب –بعد ذلك - من ماء زمزم، ويسن أن تتضلع منه، ومعنى تتضلع يعنى تشرب كثيرًا جدًا حتى يمتلأ جوفه ويصل الى ضلوعه
فتشرب كما كان يشرب الرسول –صلى الله عليه وسلم- فتشرب على ثلاث دفعات، فتشرب جزءًا ثم تبعد الكوب عن فمك لتخرج الزفير خارج الاناء، ثم الجزء الآخر، ثم الثالث وتشرب وأنت تنظر الى الكعبة، فالنظر الى الكعبة عبادة، وتشرب ثم تدعو الله تعالى، يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "ماء زمزم لما شرب له" يعنى اذا شربت زمزم بنية الشفاء تشفي، اذا شربته بنية الزواج، اذا شربته بنية العتق من النار
ماء زمزم
*******
تتوجه بعد ذلك للسعي بين الصفا والمروة، فتتجه أولًا الى جبل الصفا، وأنت تتلو قول الله تعالى (ِانَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) ثم تقول "أبدأ بما بدأ به الله" فتصعد على المروة، وتنظر الى الكعبة وترفع يديك وتدعو الله تعالى، ثم تتجه الى المروة، وعندما تصل الى المروة، تنظر الى الكعبة وتدعو الله تعالى، وهكذا سبعة أشواط، والشوط من الصفا الى المروة، أو من المروة الى الصفا
بالنسبة للرجال يسعون أي يركضون بين العلامتين الخضراوين، كل على قدر طاقته، دون أن يؤذي أحد، أما المرأة فلا تفعل
وتنشغل أثناء السعي بين الصفا والمروة بالذكر والاستغفار والدعاء
المسعي بين الصفا والمروة
*******
يقول الامام أبي حامد الغزالى في "أسرار الحج والعمرة" عند ترددك بين الصفا والمروة، تتذكر ترددك بين كفتي الميزان في عرصات القيامة وليمثل الصفا بكفة الحسنات والمروة بكفة السيئات. وليتذكر تردده بين الكفتين ناظراً إلى الرجحان والنقصان متردداً بين العذاب والغفران.
الصفا
المروة
*******
 يتنهي الطواف عند المروة، فتحلق شعرك أو تقصره، ومعنى الحلق اي بالموس، والتقصير يكون بالمقص أو بالماكينة، والحلق بالموس أفضل، وبالنسبة للمرأة لا يجوز لا الحلق، وانما تأخذ خصلة صغيرة من شعرها قدر عقلة الأصبع، ولكن من الشعر كله 
حلق الشعر
*******
أنت الآن أديت مناسك العمرة، اذا أردت تكرار العمرة في السفرة الواحدة، فهذا جائز ومستحب عند الحنفية والشافعية والحنابلة، ومكروه عند المالكية، وشيوخ الحرم يفتون دائمًا بعدم الجواز لتخفيف الزحام في الحرم
*******
أثناء العمرة لا يشترط الطهارة الا أثناء الطواف بالكعبة فقط، لأن الطواف صلاة، أما غير ذلك فليست الطهارة شرط، ولكن يفضل ويسن أن تكون طاهرًا منذ بداية الإحرام حتى التحلل من الإحرام، ويمكن قطع العمرة لتجديد الوضوء ثم تعود 
*******
بعد أدائك للعمرة انشغل بالعبادة، الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، فتكثر من السنن والنوافل، وليست الصلاة فقط، فكل العبادات –كما ذهب العلماء- بمائة ألف، فتكثر من قراءة القرآن، وتحرص على أذكار الصباح والمساء، وسائر العبادات
وأعظم العبادات في المسجد الحرام هي الطواف بالبيت، ويشترط في الطواف الطهارة، ويشترط الموالات الى لعذر، ويشترط ألا تقل عن سبعة أشواط
*******
من الأمور التى تحرص عليها في المسجد الحرام هي الصلاة في حجر اسماعيل، لأن حجر اسماعيل جزء من الكعبة، وهو من أفضل أماكن اجابة الدعاء
فاذهب الى المسجد الحرام قبل الفجر بساعة، وقم في هذا الموضع الشريف، وصلى قيام الليل واجتهد في الدعاء حتى صلاة الفجر
وانظر أعلى رأسك واعلم أن البيت المعمور في السماء السابعة "البيت المعمور" والملائكة الكرام يطوفون حوله
حجر اسماعيل
*******
من الأمور التى تحرص عليها الدعاء عند الملتزم، والملتزم هو المسافة بين باب الكعبة والحجر الأسود، فتضع عليه خدك الأيمن، وصدرك، وذراعيك وكفيك، وهذه هي صفة الدعاء في هذا المكان، وهكذا فعل الرسول –صلى الله عليه وسلم-
ولذلك أطلق عليه الملتزم، لأنك تلتزم الكعبة أي تعتنقها أو تحتضنها
وأنت ملتزم الكعبة تشعر أنك في حضن الله تعالى، فكما استلمت الحجر الأسود وقبلته، فصافحت الحق سبحانه وتعالى، وقبلت يده، أنت الأن في حضن الحق
وأنت ملتزم الكعبة وكل جسدك ملاصق للكعبة، أدعو الله تعالى أن يحرم جسدك على النار
ثم تعلق بأستار الكعبة كما يتعلق عبد ذليل بطرف ثوب ملك جليل 
الملتزم
*******
وهكذا تشغل نفسك وتملأ كل وقتك بالعبادة، لا تضيع وقتك بالطواف في الأسوق، فهذا من ألاعيب الشيطان
اشتري ما ينبغي شراءه من هدايا للأهل والجيران وغير ذلك، واجعل نيتك صلة الرحم وتأليف القلوب، وادخال الفرحة على قلوب المسلمين، أو اشتري ما أوصاك به أحد من دواء أو غير ذلك بنية قضاء حوائج المسلمين، وضعها في شنطتك وانتهي من هذا الأمر، وانصرف الى عبادتك
ولا تنسي عند دخولك السوق دعاء دخول السوق فان ثوابه عظيم
*******
اياك أن تقع في معصية، لأن الطاعة كما هي مضاعفة، فالمعصية والسيئات مضاعفة
لدرجة أن بعض الصحابة والتابعين كانوا لا يفضلون الاقامة في مكة خوفًا من مضاعفة السيئات فيها، يقول ابن عباس (مالي ولبلد تضاعف فيه السيئات كما تُضاعف الحسنات) وكان "عبد الله بن عمرو بن العاص" اذا نزل مكة فانه يجعل خيمته خارج الحرم ويذهب للصلاة في الحرم
فاياك أن تنظر الى ما حرم الله، واياك أن تغتاب، احفظ لسانك واحفظ عينيك
اياك أن تفقد أعصابك على مشرف الرحلة، كما يحدث كثيرًا، واعلم أن ذلك كله من ألاعيب الشيطان حتى يفسد عليك عبادتك
*******
أثناء العمرة اذا شعرت بأي مشقة، سواء في الطواف أو السعي أو بسبب حرارة الجو، -وهذا طبيعي لأن كل تكليف له مشقة- استعذب المشقة، أي استمتع بهذه المشقة
كالأم المتقدمة في السن التى تزوج ابنتها فهي تطوف طوال اليوم في الأسواق والحرارة لتشتري مستلزمات الزواج، وتكون مرهقة ولكنها سعيدة، وعندما تقول لها ابنتها: تعبتك يا أمي، تقول لها: تعبك راحة
فأنت تتعب في أجل للملك، فاستمتع بهذا التعب، واستمتع بهذه المشقة
واعلم أن الأجر على قدر المشقة
*******
قبل أن تنصرف من مكة لا تطوف "طواف الوداع" فهذا خاص بالحج فقط، والرسول –صلى الله عليه وسلم- أدي ثلاثة عمرات لم يؤثر عنه أنه طاف طواف الوداع في أي منها
*******
عندما تعود الى بلدك، لا تشتكي أبدًا من أي شيء، لا تعب ولا زحام ولا حر ولا أي شيء
فالشكوي تشنيع على حسن الاستضافة
هل تحب اذا دخل أحد بيتك، وأنت أعطيته الكثير والكثير والكثير، ثم انصرف وقال كان البيت مزدحمًا، ولم أجد كرسي لأجلس عليه، والدنيا مكتومة، والشقة قبلي، وما فيش حتى مروحة
واعلم أن شكواك قد تصرف غيرك الذهاب لأداء العمرة 
*******
انصح حضرتك قبل السفر أن تكثر من القراءة عن مناسك العمرة والاستماع الى الدروس
وابحث في النت عن أخطاء العمرة، وانصح غيرك اذا وجدته يقع في هذه الأخطاء، حتى يأتي يوم تختفي فيه كل هذه الأخطاء
تذكر دائمًا أن أجرك على قدر مشقتك ونفقتك
++++