Untitled Document

عدد المشاهدات : 2394

الحلقة (144) من "تدبر القُرْآن العَظِيم" تدبر الآية (233) من سورة البقرة، قول الله تعالى "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْ

  تدبر القُرْآن العَظِيم

الحلقة الرابعة والأربعون بعد المائة الأولى
تدبر الآية (233) من سورة البقرة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لا تزال الآيات الكريمة تتناول أحكام الأسرة، فبعد أن تحدثت الآيات السابقة عن أحكام الطلاق، تتناول هذه الآية أحكام الرضاعة، وأحكام المطلقة المرضعة، فيقول تعالى:
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ)
يعنى يجب على الأمهات أن يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ
(حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) الحول هو السنة الهجرية
وقد وصف الله تعالى الحَوْلَيْنِ بالكَامِلَيْنِ، لأن الْعَرَبَ كانت تَقُولُ‏:‏ أَقَامَ فُلَانٌ بِمَكَانِ كَذَا يَوْمَيْنِ، أَوْ شَهْرَيْنِ، أَوْ حَوْلَيْنِ، ويكون قد أَقَامَ يَوْمًا وَبَعْضَ يوم، أَوْ شَهْرًا وَبَعْضَ شهر، أَوْ حَوْلًا وَبَعْضَ حول
وَذَلِكَ مثل قوله تَعَالَى في سُورَةُ الْبَقَرَةِ (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ‏) والْمُتَعَجِّلَ إِنَّمَا يَتَعَجَّلُ فِي يَوْمٍ وَنِصْفٍ، وكذلك قوله تعالى في سورة الحج (الحج أشهر معلومات) والحج شهرين وبعض شهر
فقال تعالى‏:‏ (حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) لرفع للَّبْسَ أن يكون المراد هو حولًا وبعض الثاني، وانما هما حَوْلَانِ تَامَّانِ 
وهذا التحديد يدل على شدة اهتمام الله تعالى بتحديد المدة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
واخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ، فقال البعض أن هذه الآية ليست لكل مولود، ولكنها فقط فِي الَّتِي تَضَعُ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فأَنَّهَا تُرْضِعُ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ
لأن الله تعالى قال في سورة الأحقاف (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) فهي ترضع ما يتم الثلاثون شَهْرًا
فِاذَا وَضَعَتْ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ أَرْضَعَتْ ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ، وَإِذَا وَضَعَتْ لثمانية أَشْهُرٍ أَرْضَعَتْ اثنين وَعِشْرِينَ، وَإِذَا وَضَعَتْ لِتِسْعَةِ أَشْهُرٍ أَرْضَعَتْ وَاحِدًا وَعِشْرِينَ شَهْرً‏.‏   
وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ بَلْ ذَلِكَ لكل مَوْلُودٍ سواء لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ أَوْ لِسَبْعَةٍ أَوْ لثمانية أو لِتِسْعَةٍ‏.‏
لأن قوله تعالى (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) جائت في معرض الحديث عما تتكبده الوالدة من التعب والمشقة، والتعب الشديد في الحمل يكون في أوله وفي آخره، أي في أول ثلاثة شهور وآخر ثلاث شهور، بينما الشهور التي في الوسط يطلق عليها بعض الناس: شهور العسل للحامل، مقارنة بالثلاثة قبلها والثلاث بعدها، ولذلك قال تعالى (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) أي الستة أشهر التى يكون فيها تعب الحمل، وحولين الرضاعة.   
ولذلك فالذي عليه عامة الفقهاء أن مدة الرضاع حولان في جميع هذه الأحوال، لا فرق بين أن تزيد مدة الحمل أو تنقص، لأن الله تعالى صرح بذكر الحولين في الآية.
مدة الرضاع حولان
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد أخذ الفقهاء من هذه الآية أن الرضاع الذي يُحرِّم النكاح، هو الرضاع الذي يكون في أول عامين هجريين من عمر الطفل، لأن هذا الرضاع هو الذي ينبت اللَّحْمُ، وَيُنْشِزُ الْعَظْمَ، كما قال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أما اذا حدث رضاع بعد ذلك فهو لا يُحرِّم
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)
هذا دليل على أن التحديد بالحولين ليس للوجوب، وأنه يجوز الفطام قبل ذلك، وهذا مراعاة من الله تعالى لأي ظروف يمكن أن تواجه الأم او الأب
التحديد بالحولين ليس للوجوب
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
هنا تتحدث الآية عن المطلقة المرضعة
قوله تعالى (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ) أي عَلَى الآباء اذا طلقوا زوجاتهم أن يقدموا الى الوالدات المرضعات ما يلزمهن وما يلزم الطفل من نفقة، وقد حدد الله تعالى هذه النفقة، بالطعام والكسوة، فقال تعالى (رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ)
وهذه أحد حقوق المطلقة الحاضنة، فالمطلقة الحاضنة لها سبعة حقوق، أحد هذه الحقوق: أجر الرضاعة
(حسب المواد 187 و188 من قانون الأحوال الشخصية المصري)
(بِالْمَعْرُوفِ) أي: بما تعارف عليه الناس، أو بِمَا يَجِبُ لِمِثْلِهَا عَلَى مِثْلِهِ، يعنى في نفس مستواها الاجتماعي وفي حدود قدرته 
وقد قال تعالى (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ) ولم يقل: وَعَلَى الوالد لاشعار الأب بمسؤليته تجاه ابنه، كما تقول المرأة لزوجها عن ابنهما، فإنها لا تقول مثلًا: فلان يحتاج كذا، ولكن تقول: ابنك يريد كذا 
(لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا)
أي أن الوالد لا يكلف في الإنفاق علي ولده وعلى أمه إلا في حدود قدرته دون ارهاق أو مشقة 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هل المرأة المتزوجة تأخذ أجر مقابل أن ترضع ولدها ؟
الجواب هو: اذا كانت المرأة مطلقة، فتستحق اجرة مقابل رضاعة طفلها، وقد أخذها الفقهاء من هذه الآية، ومن قوله تعالى في سورة الطلاق (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) فيكون ذلك أحد حقوقها كحاضنة كما قدمنا
أما اذا كانت في عصمة زوجها، فهناك رايان: 
- الرأي الأول: أن المرأة تستحق أجرًا على ارضاع ولدها، وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة
- الراي الثاني: أن المرأة لا تستحق الأجرة، وهذا هو مذهب الحنفية والمالكية، واختاره ابن تيمية، ورجحه من المعاصرين ابن العثيمين
وهذا هو ما عليه الناس منذ عهد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى اليوم فلا توجد زوجة تطلب من زوجها أجرة على ارضاع ولدها 
ومع ذلك وجود هذا الراي في كتب الفقه، وهو ان المرأة تستحق أجرًا على ارضاع ولدها، فيه تقدير للمرأة، وترضية لها على المجهود الضخم جدًا التي تبذله في عملية الارضاع
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ)
يعنى لا يجوز أن يستغل الطفل في الإضرار بأي طرف، أو أن يستغل كورقة ضغط
وهذه نقطة هامة جدًا، ونجدها في كثير من حالات الطلاق، أن يستغل أحد الأطراف الطفل كورقة ضغط، وفي هذه الحالة يكون الطفل دائمًا هو الضحية
ونجد دائمًا الطرف الذي يستغل الطفل في الإضرار بالطرف الأخر، نجده يبرر الأمر لنفسه، بأنه يفعل هذا لمصلحة الطفل 
(لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا) لا يجوز أن يستغل الأب الطفل في الإضرار بأمه، كأن ينتزع الطفل من أمه ويستغل تعلقها به.
(وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ) كذلك لا يجوز أن تستغل الأم الطفل في الإضرار بأبيه، كأن ترمي له بالولد اذا طلقها أو غير ذلك
ويدخل في ذلك أيضًا الأم التي تفرط في تعهد الصبي وغذائه ونظافته، فتحزن بذلك اباه وتشغل قلبه
لا يجوز أن يستغل الطفل في الإضرار بأي طرف
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ)
قوله (وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ) عائد على قوله تعالى (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ)
والمعنى: اذا مات الأب، فانه يجب عَلَى الْوارِثِ، مثل ما كان عَلَى الأب لو كان حيًا من النفقة والكسوة.
والمقصود بالْوَارِثِ هنا هو وَارِثُ الصَّبِيِّ، يعنى الذي لو مات الصبي سيرث الصبي، سواء كان أَخًا، أَوْ عَمًّا، أَوِ ابْنَ عَمٍّ، أَوِ ابْنَ أَخٍ
 وقيل أن الوارث هو وارث الأب الذي مات، على اختلاف بين الفقهاء
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا)
(فَإِنْ أَرَادَا) وهما الأب والأم 
(فِصَالًا) الفصال هو الفطام، والفطام هو منع الطفل من الرضاعة الطبيعية من الأم
وأصله التفريق، كما نقول فصل بين الأثنين، لأن الفطام هو فصل الصبي عن ثدي أمه
وقد قيد الله تعالى الفطام بأن يكون قرارًا مشتركًا بين الأب والأم، ولا يكون قرار واحد منهما،  فقال تعالى (عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا (يعنى يكون الطرفين راضيين ومقتنعين بهذا القرار 
(وَتَشَاوُرٍ) أي يشاورون أهل العلم، وهم الأطباء، ويُخْبَروا بأن الفطام في ذلك الوقت لن يضر بالولد
اذن فطام الطفل قبل الحولين يكون بثلاثة امور
- موافقة الأم
- موافقة الأب
- رأي الأطباء
فاذا فطمت الأم الصبي دون موافقة الأب ورضاه، لأنها ملت مثلًا، أو تريد أن تخرج للعمل، فإنها تأثم بذلك
واذا أجبر الأب الأم على فطام الصبي قبل العامين، لأنه يريدها ان تخرج للعمل مثلًا فانه يأثم
واذ اتفق الوالدين على فطام الصبي، وراي الأطباء أن الفطام سيضر الطفل، فانهما يأثمان
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ)
وإن أردتم - أيها الآباء - أن تستأجروا مراضع لأولادكم، ورضى الأمهات بذلك (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) أي فلا إثم عليكم ما دمتم تقصدون مصلحة أولادكم
ولكن بشرط وهو (إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ) يعنى بشرط أن تسلموا هؤلاء المراضع الْأُجْرَةِ الْمُتَعَارَف عليها، وهذا  أيضًا حرصُا على مصلحة الطفل، لِأَنَّ الْمُرْضِعَ إِذَا لَمْ تأخذ أجرها كاملًا، وتكون راضية بهذا الأجر، فإنها لن تهتم بالطفل، ولا بِإِرْضَاعِهِ فِي الْمَوَاقِيتِ الْمَطْلُوبَةِ وَبِنَظَافَتِهِ وَسَائِرِ شَأْنِهِ
وإن أردتم أن تستأجروا مراضع لأولادكم (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وأخيرًا نقول أن قوله تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) ومضة من ومضات الاعجاز العلمي في القرآن العظيم، حيث أثبت العلماء حديثُا أن الغذاء التام للطفل هو من حليب الأم، وذلك للأسباب الآتية:
- البروتينات والكربوهيدرات و الدهون والأملاح الموجودة في لبن الأم كلها سهلة الهضم والامتصاص والتمثيل في جسد الرضيع 
- الفيتامينات في لبن الأم كافية لتلبية كل احتياجات الطفل
- لبن الأم يحتوي على مضادات حيوية ومقويات لجهاز المناعة يحمي الرضيع من كثير من الأمراض 
- لبن الأم معقم تعقيم رباني، وخال تمامًا من الميكروبات والفيروسات ومن غيرها من مسببات الأمراض 
- لبن الأم طازج دائمًا، ودرجة حراته توائم المناخ المحيط صيفًا وشتاءًا
- لبن الأم فيه معجزة من معجزات الله تعالى، وهي أن لبن الأم يتغير في تركيبه الكيميائي وصفاته تلقائيًا طبقًا لحاجة الرضيع طوال فترة الرضاعة، بل تتغير الرضعة الواحدة في أولها عن آخرها، بل ان المكونات التي في لبن الأم للطفل المكتمل العمر الرحمي تختلف عن الطفل المبتسر 
- الرضاعة ليست غذاء فقط، ولكن الرضاعة لها تأثير ايجابي على الحالة النفسية للرضيع، وهي من أهم أسباب التوازن النفسي والعاطفي والتي تجعله بعد ذلك مخلوقًا سويًا
- الرضاعة ليست مفيدة للطفل فقط، بل مفيدة للوالدة المرضعة ايضًا، لأنها تعمل على تنشيط افرازات الغدد المختلفة في المرضعة، وقد لوحظ أن الوالدات المرضعات هن أقل اصابة بالأورام السرطانية –خاصة في الصدر وفي المبيضين- عن غير المرضعات
من أجل كل هذا انتهي العلم الحديث، الى أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل، والى ان أفضل مدة للرضاعة هي سنتان، وأن ذلك يؤدي الى تحسن الصحة الجسدية والنفسية للطفل، وأن الطفل الذي لا يرضع من أمه يصاب بالكثير من الإمراض الجسمية والنفسية 
الغذاء التام للطفل هو من حليب الأم
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من القصص الطريفة في الرضاعة، قصة "أبو المعالي الجويني" الملقب بـ "إمام الحرمين" وهو من أكبر علماء السنة، في العصر العباسي، كانت أمه أمرأة صالحة، وكان أبوه يحرص ألا يرضع الا من امه، ثم دخل عليها يومًا فوجدها مريضة، والطفل قد أخذته جارة لهم ترضعه، فلما علم ذلك غضب وأخذ الصبي، وَأَدْخَلَ أَصْبُعَهُ فِي فِيهِ، حَتَّى قَاءَ مَا شَرِبَهُ، وقال: يَسْهُلُ عَلَيَّ أَنْ يَمُوتَ وَلَا يَفْسُدُ طَبْعُهُ بِشُرْبِ لِبَنِ غَيْرِ أُمِّهِ
فكان "أبو المعالي الجويني" بعد ذلك اذا غلبه أحد فِي مَجْلِسِ الْمُنَاظَرَةِ يَقُولُ: هَذَا مِنْ بَقَايَا تِلْكَ الرَّضْعَةِ