Untitled Document

عدد المشاهدات : 1381

الحلقة (343) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآية (32) من سورة "المائدة" قول الله -تَعَالي- (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ

تَدَبُر القُرْآن العَظِيم
الحلقة (343)
تدبر الآية (32) من سورة "المائدة" (ص 113)

        

(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)
        

بعد أن ذكر تعالى في الآيات السابقة قصة أول جريمة قتل على وجه الأرض، وهي جريمة قتل "قابيل" لهابيل، قال تعالى
(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ) اشارة الى قصة "قابيل" و "هابيل" ، يعنى من أجل أن بعض النفوس الشريرة تستسهل القتل، لدرجة أن أخ قتل أخيه بسبب الخلاف على زواج امرأة.
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ شدد الله عقوبة القتل تشديدًا كبيرًا، حتى جعل تعالى من قتل نفسًا واحدة كمن قتل جميع الناس.

        

يقول تعالى:(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ) أي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ فرضنا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ في شريعتهم.
قال العلماء فرض تعالى في شريعة بَنِي إِسْرَائِيلَ وما بعدهم من الأمم، ولكن بداية هذا الحكم كان في شريعة بَنِي إِسْرَائِيلَ، لأن بَنِو إِسْرَائِيلَ كثر فيهم القتل، حتى كثر فيهم قتل أنبيائهم.

        

(أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ) يعنى مَنْ قَتَلَ نَفْسًا دون أن تكون هذه النفس قد قتلت نَفْسًا أخري بحيث يجب القصاص منها.
(أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ) يعنى: أَوْ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا دون أن تكون هذه النفس قد أفسدت في الأرض فسادًا يوجب قتلها، كجريمة قطع الطريق، أو غير ذلك.
 (فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) يعنى حكمه عند الله وعقابه عند الله كمن قتل جميع الناس
وهذا الحكم فيه أشد التخويف وأشد الردع من قتل النفس.
روي أنه لما حوصر "عثمان بن عفان" جاء اليه أبو هريرة وطلب منه الاذن بقتال هؤلاء الخارجين عليه المحاصرين له، فقال له عثمان: يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي ؟ قال: لا ، قال: فإنك والله إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا.

        

(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) يعنى ومن تسبب في حفظ حياة انسان، فكأنما حفظ حياة كل النَّاسَ.
وهذا من عدل الله تعالى، فاذا كان تعالى قد جعل من قتل انسان واحد كمن قتل كل الناس، فكذلك من تسبب في حفظ حياة انسان كأنما حفظ حياة كل الناس.
وتسبب فيحفظ حياة انسان مثل عمل الطبيب أو المُسْعِف أو ممرض أو ممرضة أو من يعمل في وظيفة منقذ من الغرق، أو في قوات الاطفاء، أو معلم علم الناس حرمة الدماء، أو انسان تبرع بحضانة، او عالم اكتشف دواء. 

        

(وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ) أي وَلَقَدْ جاءت الى بنى اسرائيل رُسُلُنَا، وقرأت (رُسْلُنَا)
(بِالْبَيِّنَاتِ) يعنى بالآيات الواضحة على صدق نبوتهم
(ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)
(ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ) أي من بنى اسرائيل
(بَعْدَ ذَلِكَ) أي بَعْدَ ارسال الرسل اليهم.
(فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) أي مسرفون في المعاصي، والاسراف هو تجاوز الحد.
وقوله تعالى (فِي الْأَرْضِ) يعنى فسادهم ليس محصورًا فيهم، بل هو ينتشر في كل الأرض، وهذا هو الواقع الذي نراه الآن، وهو ان اليهود أصل كل فساد في الأرض، فاليهود وراء انتشار الاباحية والزنا والشذوذ والأمراض والربا والحروب بين الدول والحروب داخل الدول.

        

شاهد جميع حلقات "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" وحلقات "أسرار السيرة الشريفة" وغيرها في الموقع الرسمي "وائل فوزي"

http://www.waelfawzy.com/index.php

❇        

رابط القناة على اليوتيوب

https://youtube.com/c/WaelFawzy

❇