Untitled Document

عدد المشاهدات : 728

الحلقة (358) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآيتين (65) و (66) من سورة "المائدة" قول الله -تَعَالي- (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا...

تَدَبُر القُرْآن العَظِيم
الحلقة (358)
تدبر الآيتين (65) و (66) من سورة "المائدة" (ص 118)

        

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) 
        

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) 
بعد ان ذكر الله تعالى في آيات سابقة قبائح أهل الكتاب ومعايبهم ، دعاهم تعالى الى التوبة، والى دخول حظيرة الايمان، وأن يبدؤا حياة جديدة فقال تعالى
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ) وهم اليهود والنصاري (آَمَنُوا وَاتَّقَوْا)
(آَمَنُوا) يعنى آَمَنُوا بالله وحده، وبرسوله ﷺ.
(وَاتَّقَوْا) أي وَاتَّقَوْا المعاصي واجتنبوها.
(لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) يعنى لغفرنا لهم ذنوبهم.
(وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) يعنى وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ الجنة مع المسلمين.

        

(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) المعنى: ولو أن اليهود والنصاري امتثلوا لأوامر الله تعالى في التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ.
فان قيل: كيف يأمر تعالى بالامتثال بأوامره في التوراة والانجيل، مع أنهما نسخا بالقرآن، ومع أنهما قد حرفا، نقول المقصود هو اقامة ما في التوراة والانجيل من الايمان بالرسول ﷺ واتباع شريعته.

(وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ) يعنى وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ بعد التوراة والانجيل، وهو القرآن العظيم.
(لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) 
قلنا أن اليهود لما رفضوا رسالة الرسول ﷺ وكفروا به، عاقبهم الله تعالى بالجدب وقلة المال، وبدلًا من أن يرتدعوا قالوا (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) أي أن الله يبخل علينا بعطائه، فرد الله تعالى عليهم وقال (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) يعنى ما هم فيه من جدب وقله مال سببه عدم ايمانهم بالرسول ﷺ ولو أنهم آمنوا بالقرآن العظيم وبالرسول ﷺ (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ)
يعنى ابن عباس لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ بإنزال المطر، وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ بإنبات الثمر.
والمقصود لأتاهم الرزق الواسع من كل وجه، وبدون عناء، ولعمهم الخير والبركة.
كما قال تعالى في سورة الأعراف (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ والأرض) 

        

يقول العلماء في الآية السابقة قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) وهذا جزاء أخروي 
ثم في هذه الآية يقول تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ) وهذا جزاء دنيوي.
يعنى تقوي الله هو سبب خيري الدنيا والآخرة، وبدأ بالآخرة أن الآخرة أهم من الدنيا.
يقول النقاش –رحمه الله- أن معنى (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ أي من رزق الجنة، وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ أي من رزق الدنيا

        

(مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) 
الاقتصاد هو الاعتدال والتوسط دون غلو أو تقصير
والمعنى (مِنْهُمْ) أي من اليهود والنصاري (أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) جماعة مؤمنة
وعبر الله تعالى عن هذه الجماعة المؤمنة بقوله تعالى (أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) أي معتدلة دون غلو أو تقصير، لأن النصارى غالوا في أمر عيسي فاعتبروه اله أو أبن اله أو جزء من اله، واليهود قصروا في أمره فأنكروا نبوته.

(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ) 
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ بئس ما عَمِلوه من رفض رسالة الاسلام، وكتمان صفة الرسول ﷺ

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇