Untitled Document

عدد المشاهدات : 933

الحلقة (433) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" الآيات من (26) الى (30) سورة "الأَعْرَاف"(يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا...

الحلقة (433)
تفسير وتدبر الآيات من الآية (26) الى الآية (30) سورة "الأَعْرَاف" (صفحة 153)

        

( يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) 


        

تحدث الله تعالى في الآيات السابقة عن قصة آدم -عليه السلام- مع الشيطان، وكيف ان الشيطان خدع آدم وحواء، وكيف أنه بهذه الخديعة عراهما وأظهر لهما سوءاتهما، وَأنهما طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ، ثم تاب الله تعالي عليهما.
        

ثم يقول الله تعالى في هذه الآية الكريمة:
(يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)
ومناسبة هذه الآية مع الآيات السابقة، يعنى كما أن الشيطان قد خدع أبويكم وأوقعهما في المعصية، وكان نتيجة ذلك أن بدت لهم سَوْآَتِهمْ، فان الشيطان قد خدعكم الآن وجعلكم تبدون سَوْآَتِكُمْ.
لأن بعض العرب قبل الإسلام كانوا يطوفون بالبيت عرايا، ويقولون لا نطوف بثياب قد دنستها المعاصي.
فأنزل الله –سبحانه وتعالى- هذه الآية (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ) وهذا فيه توبيخ وتبكيت للعرب على هذه العادة الذميمة، يعنى كيف تطوفون ببيت الله عرايا رجالًا ونساءًا، وتنظرون الى سوأة بعضكم البعض، مع أن الله تعالى قد أنعم عَلَيْكُمْ بأن أَنْزَلْ عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ.

        

وكلمة (أَنْزَلْنَا) تدل على أن ستر العورة نعمة أنعم الله تعالى بها علينا
وبدأت الآية بهذا النداء (يَا بَنِي آَدَمَ) إشارة الى أن هذه النعمة وهي نعمة ستر العورة انفرد بها فقط بنوا آَدَمَ، بينما جميع المخلوقات حولنا مكشوفة العورة، جميع المخلوقات سواء حيوان أو أسماك أو طيور او هوام، جميعها مكشوفة العورة، حتى من يلبس بعض كلابه ملابس، فان عورته تظل مكشوفة.

        

يقول تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا) وكلمة (وَرِيشًا) يعنى ولباسًا تتجملون بها.
اذن الله تعالى أنعم علي بَنِي آَدَمَ بأمرين: لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِهم، ولِبَاسًا يتجملون بها.
وكلمة (وَرِيشًا) مستعارة من ريش الطائر، لأن الريش هو رداء الطائر وزينته في نفس الوقت، وليس في أجناس الحيوانات من له رداء في جمال رداء الطيور، سواء في تنوع ريشه وألوانها. 
واستخدمته العرب للإشارة الى الرفاهية بصفة عامة، فكانت العرب تقول "تريش الرجل" إذا أصبح معه مالًا.
فإذن قوله تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا)
يعنى يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أنعم الله تعالى عَلَيْكُمْ بأن أنزل عَلَيْكُمْ لِبَاسًا تسترون به عوراتكم، ولِبَاسًا تتجملون بها.

        

ثم يقول تعالى (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)
قوله تعالى (وَلِبَاسُ التَّقْوَى) له عدة تفسيرات: 
التفسير الأول، يعنى لباس الورع والتقوى وخشية الله تعالى خَيْرٌ من اللباس الذي تتجملون به.
وهذه فيه تذكرة من باب الشيء بالشيء يذكر، لأنك أحيانًا تجد رجل يرتدي افخر الثياب، وكل ثيابه ماركات عالمية، وفي يده ساعة بآلاف الدولارات، ولكن نفسه نفس خبيثة، وفي نفس الوقت تجد انسان ثيابه بسيطة ولكنه من قريب من الله.
يقول الرسول ﷺ “إِنَّهُ لَيأتِي الرَّجُلُ السَّمِينُ العظِيمُ يَوْمَ الْقِيامةِ لا يزنُ عِنْد اللَّه جنَاحَ بعُوضَةٍ" 
دخل عمر بن الخطاب على الرسول ﷺ وهو نائم على حصير، وقد أثر الحصير على جنبه، فقال عمر: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله" فقال ﷺ "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟"
اذن فقوله تعالى (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) يعنى تذكر وأنت تلبس هذه الملابس التي تتزين بها، تذكر عندما تري رجل في زينته، كما خرج قارون على قومه في زينته، تذكر أن لباس التقوي والورع وخشية الله تعالى، هي خَيْرٌ من هذه الزينة. 

        

وقيل لباس التقوي هو ما يظهر على وجه المؤمن من السكينة والوقار ونور الايمان.
أحيانًا تري أحدهم يلبس أغلى الملابس، ولكن على وجهه غضب الله، وفي المقابل شخص بسيط بملابس بسيطة، ولكن تحب أن تنظر الى وجهه، واذا نظرت الى وجهه يذكرك بالله تعالى.
اذن هذا السمت للمؤمن هو لباس التقوي والذي هو خير مما يتزين به الانسان من الملابس.

        

وقال الصوفية أن (لِبَاسُ التَّقْوَى) هو الصوف والخشن من الثياب، فهو (خَيْرٌ) من الملابس المزينة لما فيه من التواضع لله
        

وقيل أن المقصود بلباس التقوي هو ما يلبس في الحروب من الدروع والمغافر وغير ذلك من ملابس الحرب.
فملابس الحرب خير من الزينة في اللباس لأننا أمة مجاهدة.


        

(يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)
(يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) 
الفتنة تأتي بمعنى الاختبار وتأتي بمعنى الإضلال، كما نقول فتنته المرأة أو فتنه المال أو فتنه المنصب، يعنى أضله.
فقوله تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) 
يعنى: يَا بَنِي آَدَمَ لا يضلكم الشَّيْطَانُ.

        

(كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) يعنى كما أضل أَبَوَيْكُمْ وأخرجهما مِنَ الْجَنَّةِ.
(يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا) يعنى وكان عاقبة ذلك أن نْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا.
(لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا) اللام لام العاقبة، يعنى وكان عاقبة ذلك أن كشف سَوْآَتِهِمَا، وقلنا أن السوأة سميت سوأة لأن انكشافها يسوء صاحبها.

        

(إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) 
(قَبِيلُهُ) يعنى نسله من شياطين الجن.
والمعنى أن جنس الشياطين يرونكم، وأنتم لا ترونهم.
وهذا فيه المبالغة في التحذير من فتنة الشيطان، لأن العدو إذا أتى من حيث لا يرى كان أشد وأخوف. 
يقول مالك بن دينار: إنّ عدواً يراك ولا تراه، لشديد المؤنة إلاَّ من عصم الله.
قال مجاهد: قال إبليس اعطينا أربع خصال: نرى ولا نرى، ونخرج من تحت الثرى، ويعود شيخنا فتى.

        

يقول تعالى (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) 
يعنى سنتنا في الخلق أن جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ للكفار، وكلمة "أَوْلِيَاءَ" من الأضداد، يعنى الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ للكفار، والكفار أولياء للشياطين، فينصر بعضهم بعضا ويحب بعضهم بعضا ويطيع بعضهم بعضا.


        

(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) 
(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً) الفَاحِشَةً هو كل فعل قبيح.
والمقصود بالفاحشة في الآية الكريمة هو ما كانت كثير من قبائل العرب تفعله وهو أنهم كانوا يطوفون بالبيت عرايا، ويقولون لا نطوف بثياب قد دنستها المعاصي، وكانوا يحرمون على أنفسهم شراء الملابس وهم محرمون، ويمكن أن يطوفوا في ثياب يعيرها اليه رجل من أهل الحرم، وهم قريش وخزاعة وغيرهم، فاذا لم يجد من يعيره ثوبًا من أهل الحرم طاف بالبيت عريانًا رجالًا ونساءًا، وكانت المرأة ربما تضع شيئًا على فرجها، وكانت النساء تطوف بالليل حتى لا يراها أحد.
فلما فتح الرسول ﷺ مكة أرسل في موسم الحج التالي من يؤذن في الناس "لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ"

        

يقول تعالى (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا) 
يعنى كانوا يحتجون بذلك بأنهم أخذوا هذا الفعل من آبائهم، وطالما أنهم أخذوه من آبائهم، وآبائهم أخذوه من آبائهم، فلابد أنه مستند في النهاية الى أمر الله تعالى.

        

ثم يقول تعالى (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ) 
هذا رد على ادعائهم، يعنى هذا الكلام يناقض العقل، لأن الله تعالى لا يأمر بالفعل القبيح، ولَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ، ولا خلاف أن هذا الفعل وهو كشف العورة والطواف بالبيت عرايا رجالًا ونساءًا، لا خلاف أنه فعل قبيح.
ثم يقول تعالى (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
استفهام استنكاري وهو يتضمن النهي عن الافتراء على الله تعالى.


        

(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) 
(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) 
يعنى لم يأمر الله تعالى بالفحشاء وانما أَمَرَ بِالْقِسْطِ، والقسط هو العدل، وهو الوسط في كل شيء، دون افراط ولا تفريط.

        

(وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) 
(وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ) توجهوا في صلاتكم الى القبلة.
(عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) المَسْجِدٍ هو مكان السجود.
والمعنى: توجهوا في صلاتكم الى القبلة في أي مكان من الأرض تحضركم فيه الصلاة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي) وذكر منها: (وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا)  
يعنى هذا مِمَّا خُصَّتْ به هذه الأُمَّةُ؛ فمتى أدركَتِ الرَّجُلَ الصَّلاةُ فإنَّه يُصلِّي في المكانِ الَّذي تُدرِكُه فيه.

        

(وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
واجعلوا دعائكم وعبادتكم خالصة لله –تعالى- وحده، لا لغيره من الأوثان والأصنام.
(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)
يعنى كَمَا بَدَأَ خلقكم في الدنيا ولم تكونوا شيئًا، تَعُودُونَ أحياء يوم القيامة. 
وقيل (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) يعنى: يبعث المؤمن مؤمنًا، والكافر كافراً

        

(فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ) 
يعنى عندما تعدون يوم القيامة، تعودون فريقين: (فَرِيقًا هَدَى) وهم السعداء. (وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ) وهم الأشقياء.


        

(إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) 
وقرأت (أَنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ) بفتح الهمزة، والمعنى واحد:
يعنى: لأنهم (اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ) يعنى نصراء (مِنْ دُونِ اللَّهِ) مِنْ غير اللَّهِ (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇