Untitled Document

عدد المشاهدات : 398

الحلقة (464) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" الآيات من (163) الى (166) من سورة "الأَعْرَاف" (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ….

الحلقة رقم (464)
تفسير وتدبر الآيات من (163) الى (166) من سورة "الأَعْرَاف" (ص 171)

❇        

(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) 
❇        

تتناول هذه الآيات الأربعة قصة أصحاب السبت، وقد وقعت أحداث هذه القصة في زمن نبي الله داود -عَلَيْهِ السَّلامُ-، والذي جاء بعد موسى -عَلَيْهِ السَّلامُ- بحوالي ستمائة سنة.
وكان داوود -عَلَيْهِ السَّلامُ- هو الذي يحكم مملكة إسرائيل، والتي كانت مملكة قوية في ذلك الوقت، ودارت أحدث هذه القصة في أحد مدن هذه المملكة، وهي مدينة "أَيْلَةُ" وهي مدينة ساحلية كانت تطل على خليج العقبة بالبحر الأحمر، وهي مكان ميناء "العقبة" الموجود الآن في جنوب الأردن على ساحل خليج العقبة، كان عدد أهل هذه المدينة سبعون ألفًا، وكانت الحرفة الأساسية لأهل المدينة -كما هو الحال في أي مدينة ساحلية- هي صيد الأسماك

وكانت شريعة اليهود -كما نعلم- تقضى بأن يتفرغوا للعبادة يوم السبت ولا يعملون فيها أي عمل.
لأن بنى اسرائيل عندهم شره للدنيا والمال، فحَرَّم الله تعالى عَلَيْهِمُ الْعَمَلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ من الأسبوع وَهُوَ يَوْمُ السَّبْتِ، وَفَرَضَ عَلَيْهِمْ الِاجْتِهَادَ فِي العبادة فِي هَذَا الْيَوْمِ، إِحْيَاءً لِلشُّعُورِ الدِّينِيِّ فِي قُلُوبِهِمْ
ثم انتشر الفسق والمعاصي في هذه القرية، وهي قرية "أَيْلَةُ" فعاقبهم الله تعالى، بأن جعل الأسماك تأتي يوم السبت بكثرة حتى تصل الى شاطئ البحر، ويرونها بأعينهم، حتى قيل إنه كان لا يرى الماء من كثرة الأسماك، وإذا كان غير يوم السبت، لا تأتي الأسماك.
واستمر هذا الأمر فترة طويلة، حتى بدأ البعض يتحايل على أمر الله تعالى، فبدأ البعض يرمي السنانير والشباك (. وصنعوا كيساً من السلك المضفر والذي نسميه "الجوبية") عشية الجمعة، ويتركها تصطاد يوم السبت، ثم لا يأخذها الا يوم الأحد
وقام البعض الآخر بحفر حفر، يطلق عليها حياض الى جانب البحر، ويجعل لها جداول من البحر اليها، فاذا كان يوم السبت جاءت الأسماك ودخلت الحياض، فيغلقونها عليهم ولا يأخذوها، فاذا كان يوم الأحد أخذوها.
ونهاهم البعض وقالوا لهم أنكم صدتموه يوم السبت 
فقالوا لهم: إنما صدناه يوم الأحد حين أخذناه.
واشتد الجدال، وحدث انقسام شديد في القرية

وانقسم الناس الى ثلاثة فرق: 
1- فريق العصاة وهم الذين كانوا يصطادون يوم السبت، وكانوا هم الأكثرية
2- فريق الصالحين وهو الذي امتنع عن الصيد يوم السبت، ونهي عن المعصية، وكان هذا الفريق هم أقل الفرق الثلاثة عددًا
3- فريق ثالث: امتنع عن الصيد يوم السبت، ولكنه لم ينه عن المعصية، بل كانوا يلومون الصالحين على نصحهم للعصاة. 
واستمر هذا الأمر سنين، وقيل إنه تعاقب جيل بعد جيل، وكثر مال الذين كانوا يصطادون يوم السبت، وقل مال الذي لا يصطادون يوم السبت.
وبعد سنوات طويلة، وفجأة أصبحوا يومًا فلم يجدوا جميع الذين كانوا يصطادون في السبت، فقالوا: إن للناس لشأنا، فذهبوا إليهم في بيوتهم، فوجدوها مغلقة، ففتحوا البيوت فوجدوهم قد مسخوا الى قردة 
وقيل إن الخلاف بين الفريقين كان قد اشتد، حتى بنوا جدارًا في وسط المدينة، وسكن كل فريق في جانب وفتح له بابًا الى خارج المدينة

فخرج الفريق الذي لم يصطاد يومُا، ولم يفتح الآخرون بابهم، فلما أبطئوا، قالوا: إن للناس لشأنا، فتسوروا عليهم الحائط، فاذا هم قردة يثب بعضهم على بعض، ففتحوا عنهم الباب.
فلما دخلوا عليهم، لم يعرف الإنس أقاربهم من القردة، وعرفت القردة أقاربهم من الأنس، فجعلت القردة تأتي قريبها من الأنس تشم ثيابه وتبكي، وجعلوا يقولون لهم" يا فلان، ألم أنهك" فيقول برأسه: نعم
يقول قتادة: صار الشبان قردة والشيوخ خنازير

❇        

وقصة أصحاب السبت لم تكن معروفة عند عامة اليهود، كانت معروفة عند كبار علمائهم فقط، لأن علماء اليهود تعمدوا اخفائها ومحوها من كتبهم، لأنهم كانوا يرون أن هذه القصة سبة في حقهم، وأنه يمكن أن يعيروا بها، لأن طائفة منهم قد مسخوا الى قردة، ولذلك كان ذكر قصة أصحاب السبت في القرآن العظيم من دلائل نبوة الرسول ﷺ
لذلك بدأت الآيات بقوله تعالى
(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) وهذا سؤال توبيخ وتقرير.
وقوله تعالى
(الْقَرْيَةِ الَّتِي حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) يعنى عن الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ مطلة على ساحر الْبَحْرِ، وهي من قولهم "حضر فلان" يعنى اقترب.

قال "ابن عطية" في تفسيره، وهي تحمل أيضًا معنى الحضارة والتقدم، يعنى هذه القرية كانت ذات حضارة، وكانت أكثر مدن البحر حضارة. 
(إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) يعني إِذْ يَعْتدُونَ فِي يوم السَّبْتِ، وكان هذا الاعتداء هو الصيد فِي يوم السَّبْتِ.
(إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا) الحيتان يعنى الأسماك، وهناك كثير من الدول مثل المغرب وغيرها يطلقون على السمك حوت، فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدائنا.... و(شُرَّعًا) يعنى كانت تأتيهم ظاهرة على وجه الماء.  
ومنها شوارع المدينة لأنها ظاهرة، ومنه شراع السفينة.
وهذه الأسماك كانت تأتي بأمر الله تعالى وإلهامه، أو أن الأسماك أدركت هذا اليوم مع تكراره هو يوم آمن، كما فهم حمام مكة أن هذا المكان آمن.

(وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ) وفي غير أيام السبت لا تأتيهم. 
(كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) 
يعنى نعاقبهم بسبب ذنوبهم..
واستخدم تعالى كلمة
(نَبْلُوهُمْ) والتي تعنى الاختبار، لأنه عقاب واختبار في نفس الوقت.
كيف؟ لأنه عقاب فيه اختبار، اما طاعة واما معصية، اما تصطاد او لا تصطاد.

❇        

ولا بد أن يمر كل واحد منا بهذا الابتلاء أو الاختبار، وهو ان يكون الحرام في متناول اليد.
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَىْءٍۢ مِّنَ ٱلصَّيْدِ تَنَالُهُۥٓ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُۥ بِٱلْغَيْبِ) 
وسئل الحسين بن الفضل، وهو أحد مفسري القران في القرن الثالث الهجري، وإمام عصره في معاني القرآن: هل تجد في كتاب الله الحلال قليل، والحرام يأتي كثيرًا؟ قال: نعم، في قصة داود وأيلة (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ)

❇        

(وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) 
يعنى واذ قالت جماعة منهم لجماعة كانت تعظ العصاة: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) يعنى لِمَاذا تَعِظُونَ قَوْمًا لا فائدة من موعظتهم، وليس هناك أي أمل في هدايتهم، فهؤلاء اما أن الله سيهلكهم ويستأصلهم بسبب معصيتهم (أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) يوم القيامة.
وهذا يدل على أن الجماعة العاصية كانت تُؤْذِي الجماعة الواعظة.
وهذا جعل جماعة أخري وهذه الجماعة آثرت السلامة ، جعلها تشفق على الجماعة التي كانت تعظهم، وتنصحها ألا يعظوهم لأنهم يؤذنون منهم وفي النهاية ليس هناك فائدة من وعظهم.
فكان رد الفرقة الناصحة
(مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
يعنى موعظتنا لهؤلاء هي عذر نعتذر به الى الله حتى لا نعاقب بسبب ترك فريضة النهي عن المنكر.
(وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) يعنى وَلَعَلَّهُمْ ينتفعون بالموعظة، ويخافون الله تعالى. 
يعني: بنعمل اللي علينا عشان نعذر أمام الله، ويمكن ربنا يهديهم.

❇        

(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) 
يقول تعالى (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ) النسيان هنا بمعنى الترك والإهمال، يعنى فلما رفضوا النصيحة وأصروا على الرفض. 
(أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) أَنْجَيْنَا الفرقة الصالحة الناصحة الَّذِينَ نهوا عن المنكر.
(وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) الأخذ تدل على السرعة والشدة، يعنى وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم ِبعَذَابٍ شديد.

(بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله.

❇        

ولم تذكر الآية الكريمة مصير الفرقة الثالثة الذين لم يقعوا في المعصية ولكنه لم ينهوا الفرقة العاصية عن المنكر.
بعض المفسرين قال إن هذه الفرقة لم تنجُ، لأنها لمن تنه عن المنكر.
والجمهور على انها نجت، لأنه لم تعص الله تعالى، وكانت كارهة لما فعله العصاة، ولأنها تركت النهي عن المنكر تأولًا، لأنهم رأوا أنه لا فائدة في نصحهم.
يقول ابن كثير: لما سكتوا عن قول الحق، سكت القرآن عنهم.
الذين تكلموا نجاهم الله، والذين وقعوا في المعصية عذبهم الله، والذين سكتوا سكت الله عنهم.
اختارت هذه الفرقة أن تعيش في الظل وعلى هامش الحياة، فبقيت في القرآن الكريم في الظل، ولم تذكر في القرآن.

❇        

روي عن عكرمة، وهو من التابعين وهو مولى وتلميذ ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: دخلت على ابن عباس والمصحف في حجره، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك يا ابن عباس، جعلني الله فداءك؟ قال ابن عباس: هذه الورقات، ثم قرأ ابن عباس (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) إلى قوله تعال: (بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)  يقول ابن عباس: لا أسمع الفرقة الثالثة ذكرت، ونحن نرى أشياء ننكرها فلا نقول فيها، نخاف أن نكون مثلهم!
يقول عكرمة: ألا ترى أنهم قد كَرِهوا ما هم عليه، وقالوا: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) أما تسمع الله يقول: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْ) يقول عكرمة: فلم أزل به حتى سُرِّي عنه، وكساني حلتين.

❇        

(فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)
فلما تمادوا فيما نُهُوا عَنْهُ، وأصروا على المعصية.
(قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)
قال مجاهد -رحمه الله-: مسخت قلوبهم فلم يوفّقوا لفهم الحق.
وجمهور المفسرين على أنهم مسخوا مسخًا حقيقيًا، فكانوا قردة على الحقيقة.
وكلمة
(خَاسِئِينَ) يعنى أذلاء محتقرين.


❇        

بعض المفسرين ذهب الى أن العَذَابٍ البَئِيسٍ المذكور في الآية (165) هو أنهم مسخوا (قِرَدَةً خَاسِئِينَ)
كأن الآية (166) فسرت ما هو العَذَابٍ البَئِيسٍ المذكور في الآية (165) وهذا ما عليه جمهور المفسرين.
وقال البعض أن هناك نوعين من العذاب، العذاب الأول لما وقعوا في المعصية، أصابهم الله تعالى بِعَذَابٍ بَئِيسٍ، وقالوا إنه فقر شديد أو أي عذاب آخر، لعلهم يتوبوا ويرجعوا الى الله تعالى، فلما لم يتوبوا وأصروا على المعصية مسخهم الله تعالى الى (قِرَدَةً خَاسِئِينَ)

❇        

 لماذا مسخوا قردة؟
لأن القرد حيوان، والحيوان لا ارادة له أمام شهواته، وكذلك العاصي لا ارادة له أمام المعصية
ومسخوا قردة بالتحديد لأن القرد هو أشبه حيوان بالإنسان
وكذلك من يتحايل على شرع الله تعالى، يحاول أن يتشبه بالحقيقة، فيكون عمله كالمسخ بالنسبة للحقيقة، مثل القرد بالنسبة للإنسان.

❇        

قصة أصحاب السبت جاءت في ثلاثة سور من سور القرآن الكريم: البقرة والنساء والأعراف، اذن هناك اهتمام من القرآن العظيم بقصة أصحاب السبت.
لماذا اهتمام القرآن بقصة أصحاب السبت؟
لأن قصة أصحاب السبت هي تحذير من ذنب عظيم يقع فيه الكثير، وهي التحايل على اسقاط أحكام الله تعالى، التحايل على شرع الله تعالى.
وهذا له صور كثيرة من واقعنا:
1- مثلًا لي صديق صاحب شركة قال لي أنا أعطي العمال عندي من زكاة المال، لأن هؤلاء العمال من الفقراء، فمرتب كل واحد مثلًا 1000 جنيه، وأنا أعطيه من زكاة المال 500 جنيه، وقلت له أنت كذلك تدفع مرتبات العمال من زكاة مالك، فقال لي أن العمال مستحقين للزكاة، فهل أعطي ناس آخرين أنا غير متأكد من استحقاقهم، وأترك ناس أنا متأكد من استحقاقهم وظروفهم، وهذا تحايل على حكم الله لأنه يدفع مرتبات العمال من زكاة المال.
2- سيدة طلب منها أخيها أنا تساعد ابنه في دفع مصاريف جامعة خاصة معروفة، وهي محرجة منه، فدفعت له المصاريف من زكاة المال 
3- رجل أقرض آخر مبلغًا من المال، ثم تعذر هذا الرجل في السداد، فاعتبر هذا المبلغ زكاة مال.
4- امرأة طلقت ثلاث مرات، فتأتي برجل تتزوجه على الورق ثم يطلقها، هذا من التحايل، لأن الذي يحلها لزوجها أن تتزوج زواجًا حقيقيًا بنية الاستمرار ثم تطلق طلاقًا طبيعيًا.
5- رجل قبل أن يحول الحول على أمواله يشتري من أخيه شقة -مثلًا- ثم يعيدها اليه.
6- رجل كل ذريته بنات ولا يريد أن يدخل أخوته في الميراث، فكتب كل أملاكه باسم البنات، وقال أنا من حقي أن أهب مالي لمن شئت في حياتي.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇