Untitled Document

عدد المشاهدات : 625

الحلقة (474) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" الآية (199) من سورة "الأَعْرَاف" (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ

الحلقة رقم (474)
تفسير وتدبر الآية (199) من سورة "الأَعْرَاف" (ص 175)

❇        

(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)
❇        

قلنا أن سورة الأعراف سورة "مكية" وفيها تحدي للمشركين ومع ذلك يأتي في ختام السورة هذه الآية الكريمة 
يقول تعالى
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)
لما نزلت هذه الآية سأل الرسول ﷺ عنها جبريل -عَلَيْهِ السَّلامُ- فقال جبريل-عَلَيْهِ السَّلامُ-: حتى أسأل ربي.
وهذه فيها خطورة الجرأة على تفسير القرآن بغير علم، يعنى تفسير القرآن دون أن تمتلك أدوات التفسير، والقراءة عن سلف الأمة وأئمتها.
فالرسول ﷺ عندما سال جبريل -عَلَيْهِ السَّلامُ- عن تفسير هذه الاية، لم يجبه جبريل -عَلَيْهِ السَّلامُ- من عند نفسه، وانما قال: حتى أسأل ربي.، مع أن جبريل -عَلَيْهِ السَّلامُ- كان معلمًا للرسول ﷺ بدليل حديث الرسول ﷺ "ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه"
ثم عاد جبريل الى الرسول ﷺ وقال له:
"يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُكَ: أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ" يعنى هذه الآية تأمرنا بأن نقابل السيئة بالإحسان.
يقول جعفر الصادق -رحمه الله-:
"ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية"
❇        

يقول تعالى (خُذِ الْعَفْوَ)
(الْعَفْوَ) هو الصفح عن الإساءة، وعدم مقابلة الإساءة بمثلها.
وأصل
(الْعَفْوَ) هو المحو والإزالة، كانت العرب تقول: عفت الريح الأثر، ونحن نقول: عفَّى عليه الزَّمَنُ، يعنى لم يصبح له وجود.
والدعاء الذي علمه الرسول ﷺ للسيدة عائشة هو "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي" يعنى تمحو ذنوبي من صحيفة سيئاتي بحيث لا يبقي لها أثر، ولا حتى أعاتب أو أناقش فيها يوم القيامة.
فقوله تعالى
(خُذِ الْعَفْوَ) أمر من الله تعالى بالصفح عن الإساءة، وعدم مقابلة الإساءة بمثلها.
❇        

وقد حث الله -تعالى- في أكثر من موضع في القرآن العظيم على العفو، قال تعالي (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) وقال تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) 
والعفو عند المقدرة من أخلاق الأنبياء، ومنه عفو يوسف -عَلَيْهِ السَّلامُ- عن اخوته (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) وقوله (لَا تَثْرِيبَ) يعنى لا عتاب ولا مناقشة، ومنه عفو الرسول ﷺ عن المشركين بعد فتح مكة، والسيرة النبوية كلها، سواء في المرحلة المكية او المرحلة المدنية، كلها مواقف لعفو الرسول ﷺ

❇        

وعندما وقعت حادثة الإفك، وكان "مسطح بن اثاثة" من الذين خاضوا في عرض أمنا عائشة -رضى الله عنه- حلف أبو بكر -والد عاشئة- ألا ينفق على مسطح، وكان "مسطح" فقيرًا، و"أبو بكر" ينفق عليه، فأمر الله تعالى أبي بكر الصديق، أن يعفو عن "مسطح" وأن يرجع في نفقته له، فقال تعالى (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)
❇        

جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، كم نعفو عن الخادم؟ فقال له الرسول ﷺ: "اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة"
❇        

روي عن ابن عباس أن "عيينة بن حصن" دخل على "عمر بن الخطاب" يقول ابن عباس "وكان بدويًا جافيًا" فقال: "هَيَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ" "هَيَا" كانت العرب تقولها للزجر  والتهديد، وناداه باسمه ولم يقل يا أمير المؤمنين "وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ" يعنى مَا الكثير "وَلا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ" فغضب عمر وهم بأن يعاقبه، وكان جالسًا "الحرّ بن قيس" ابن أخي "عيينة" فقال: يا أمير المؤمنين إن الله يقول لنبيه (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) وإن هذا من الجاهلين، يقول ابن عباس -والرواية في البخاري- فما جاوزها عمر، وكان عمر وقّافًا عند كتاب الله، يعنى شديد الالتزام بالقرآن العظيم.
كان الدكتور "فريد الأنصاري" -رحمه الله- من علماء المغرب يطلق على مثل هذه الآيات "آيات الابتلاء" اخذها من قوله تعالى (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات) يعنى اذا طبقت هذه الآيات وعملت بها فقد أفلحت.


❇        

روي أن غلام لعلي زين العابدين بن الحسين كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من الخزف، فوقع الإبريق على رجل "على زين العابدين" فانكسر الإبريق، وجرحت رجل "على زين العابدين" فغضب، وتغير وجهه.
فقال الغلام: سيدي، يقول الله تعالى: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ" .
فقال زين العابدين: لقد كظمت غيظي.
فقال الغلام: ويقول تعالى: "وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ".
فقال زين العابدين: لقد عفوت عنك.

❇        

روي أن "الربيع بن خثيم" -من التابعين- أصابه حجر في رأسه، فشجه، فمسح الدم عن وجهه وقال: "اللهم اغفر له فإنه لم يتعمدني"
❇        

وكان "عامر بن عبد قيس" -وهو أيضًا من التابعين- مستجاب الدعوة، ولكنه لم يكن يدعو على أحد بشّر، فوشي به مرة أحدهم الى الأمير، فأخرجه من بلده ونفاه الى الشام، فسأله بعض أصحابه أن يدعو عليه، فقال لهم عامر:
إني داع فأمنوا، ثم رفع يديه وقال: "اللهم من وشى بي، وكذب علي، وأخرجني من مصري، وفرق بيني وبين إخواني: فكثر ماله وأصح جسمه وأطل عمره".

❇        

الآية تقول (خُذِ الْعَفْوَ) والأخذ حقيقته تناول شيء للانتفاع به، بينما نحن "نقدم العفو" ولا نأخذه، ولكن الآية تقول (خُذِ الْعَفْوَ) لأنك -في الحقيقة- بالعفو تأخذ أكثر مما تعطي، لأنك بالعفو تأخذ ثوابًا في الآخرة، وتأخذ عزًا في الدنيا، يقول الرسول ﷺ ثلاثة أقسم عليهن، وذكر من هذه الثلاثة "مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا" 
❇        

من معاني العفو في اللغة هو الزيادة، يقول تعالى (يسائلونك ماذا ينفقون قل العفو) يعنى الزيادة، ويقول تعالى (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ) يعنى: حَتَّىٰ كثرواْ
فقوله تعالى
(خُذِ الْعَفْوَ) يعنى: خُذِ  الزيادة من أخلاق الناس، اقبل من الناس ما تيسر من اخلاقهم، وما تجود به أخلاقهم، يعنى اقبل الناس على ما هم عليه.
❇        

ثم يقول تعالى  (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)
ماهو الْعُرْفِ؟
(الْعُرْفِ) هو ما يعرف صوابه عند ذوي العقول السليمة.
يعنى الحاجة المعروفة عند الناس.
معروف مثلًا أن الكذب شيء سيء، معروف أن الزنا أمر قبيح، معروف أن الصدقة أمر مستحسن، وهكذا.
اذن (الْعُرْفِ) الذي أمرنا الله تعالى أن نأمر به هو الحاجة المعروف حسنها عند الناس، لكن بشرط ألا تتعارض مع الشرع، لأن هناك بعض الدول فيها أعراف لا تتفق مع الشرع، فهذه لا يؤخذ بها.
هناك بعض الدول الأسلامية فيها أعراف لا تتفق مع الشريعة. 
هناك عرف في بعض المناطق، في بعض الدول، لا يورثون البنات، البنات تأخذ الذهب، ولكن الأراضي الزراعة والعقارات تكون للأولاد، يقولون في مصر "سلو بلدنا" 
وحجتهم في ذلك، حتى لا تؤول هذه الأراضي والعقارات للغريب، ويقصدون أولاد بنتهم، وهؤلاء يعتبرونهم غرباء على اعتبار أنهم يحملون أسماء الأب، وهو زوج ابنتهم.
واذا قلت لأحدهم أن هذا مخالف لشرع الله تعالى، قال لك أن البنات موافقات، وأنهن وقعن بالموافقة، مع أن الحقيقة أنهن وافقن مضطرات مقهورات.

أذن قوله تعالى
(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) يعنى تأمر بما يعرف صوابه عند ذوي العقول السليمة، بشرط أن يكون موافقًا لشرع الله تعالى.
❇        

ثم يقول تعالى (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
يعنى إذا سفه عليك أحد، فلا تقابله بالسفه.
لا تجعل أحد ينزل بك الى مستواه، خليك أنت فوق.
وهذا مثل قوله: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)


❇        

روي الطبراني والحاكم وابن حبان والبيهقي وابن ماجه من حديث "عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ" قَالَ: إِنَّ اللهَ لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ، قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ:  مَا مِنْ شَيْءٌ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي وَجْهِ مُحَمَّدٍ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَتَيْنِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا تَزِيدُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا، فَكُنْتُ أَلْطُفُ لَهُ لِأَنْ أُخَالِطَهُ، فَأَعْرِفَ حِلْمَهُ مِنْ جَهْلِهِ، يقول فَخَرَجَ الرَسُولُ يَوْمًا مِنَ الْحُجُرَاتِ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ كَالْبَدَوِيِّ، فَقَال:  يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ قَرْيَةَ بَنِي فُلَانٍ قَدْ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ، وَكُنْتُ قَدْ حَدَّثَتْهُمْ إِنْ أَسْلَمُوا أَتَاهُمُ الرِّزْقُ رَغَدًا، وَقَدْ أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ وَشِدَّةٌ وقُحُوطٌ مِنَ الْغَيْثِ، فَأَنَا أَخْشَى يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْإِسْلَامِ طَمَعًا كَمَا دَخَلُوا فِيهِ طَمَعًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُرْسِلَ إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ تُعِينُهُمْ بِهِ فَعَلْتَ، فَنَظَرَ الرَسُولُ إِلَى عَلِيِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ  يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَقِيَ شَيْءٌ، يقول زَيْدُ بْنُ سَعْنَة:  فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي تَمْرً كَذَا وَكَذَا، إِلَى أَجْلِ كَذَا وَكَذَا؟ يعنى يأخذ الرسول ثمن التمر مقدمًا، ثم يعطي هذا اليهودي التمر في تاريخ لاحق اتفقوا عليه، وبالفعل أخذ الرَسُولُ من اليهودي ثَمَانِينَ مِثْقَالًا مِنْ ذَهَبٍ، واتفق معه على أن يأتي هذا اليهودي ويعطيه التمر في تاريخ محدد، ثم أعطي الرَسُولُ المال الى الأعرابي، وقال له: اذهب الى قومك فَأَعِنْهُمْ بهذا المال.
يقول زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحَلِّ الْأَجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، أَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ وَرِدَائِهِ، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ، وقُلْتُ لَهُ: أَلَا تَقْضِيَنِي يَا مُحَمَّدُ حَقِّي؟ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُكُمْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمَطْلٌ -يعنى تماطلون في أداء احقوق- وَلَقَدْ كَانَ لِي بِمُخَالَطَتِكُمْ عَلِمٌ.
الآن انظر الى هذا الموقف رجل يهودي وليس بمسلم، ويأخذ بملابس الرسول
ويسبه بعائلته، والرسول هو رئيس الدولة، و والرسول بين أصحابه، وهو ليس له حق أصلًا في أن يطالب الرسول بما عليه، لأنه جاء قبل محل الأجل

 يقول زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: وَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ، وَإِذَا عَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهِهِ كالْفَلَكِ الْمُسْتَدِيرِ، ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ، فَقَالَ  يَا عَدُوَّ اللهِ أَتَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَسْمَعُ، وَتَصْنَعُ بِهِ مَا أَرَى، مرني يا رسول الله فلأضرب عنقه. 
يقول زيد: فنظر الرسول
إِلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ وتُؤَدَةٍ، ثُمَّ قَالَ:  يَا عُمَرُ، أَنَا وَهُوَ كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ، وتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ الطلب، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ وأَعْطِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رَوَّعْتَهُ. (حوالى أربعين  أو خمسين كيلو جرام)
يقول زَيْدٌ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ، فَأَعْطَانِي حَقِّي، وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ
أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا رَوَّعْتُكَ، قُلْتُ: وتَعْرِفُنِي يَا عُمَرُ؟ قَالَ: لَا، مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ، قَالَ: عُمَر: الْحَبْرُ  قُلْتُ : الْحَبْرُ، قَالَ عمر :فَمَا دَعَاكَ أَنْ فَعَلْتَ بِرَسُولِ اللهِ مَا فَعَلْتَ وَقُلْتَ لَهُ مَا قُلْتَ؟  قال زَيْدٌ: يَا عُمَرُ، مَا مِنْ شَيْءٌ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي وَجْهِ مُحَمَّدٍ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَتَيْنِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا تَزِيدُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا، أما وقَدْ أُخْبِرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ شَطْرَ مَالِي - وَإِنِّي أَكْثَرُهَا مَالًا - صَدَقَةٌ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ  فَرَجَعَ عُمَرُ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّك رسول الله.
حسن اسلام " زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ" وشهد مع الرسول مَشَاهِدَ كَثِيرَةً، ثُمَّ تُوُفِّي زَيْدٌ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ رضى الله عنه.

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇