Untitled Document

عدد المشاهدات : 635

الحلقة (485) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" الآية (30) من سورة "الأنْفًال" (وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ……

الحلقة رقم (485)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآية (30) من سورة "الأنْفًال" ص 180
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ ﴿٣٠﴾ 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ)
الخطاب للرسول ﷺ، يعنى واذكر -يا محمد- إِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ.
ولكن لم يقل تعالى: واذكر -يا محمد- إِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ.
بينما حين توجه -تعالى- بالخطاب الى المؤمنين في آية سابقة -في نفس الصفحة- قال تعالى (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) لماذا ؟
لأنه مستبعد في حق الرسول ﷺ أن يغفل الرسول ﷺ عن ذكر الله تعالى.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ)
تتحدث هذه الآية عن أحداث هجرة الرسول ﷺ من مكة الى المدينة، ذلك أن أشراف قريش اجتمعوا يومُا ليدخلوا دار الندوة ليتشاروا في أمر الرسول ﷺ فاعترضهم ابليس في صورة شيخ، فقالوا له: من أنت؟ قال شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم منى رأى ونصح، قالوا: أجل فادخل، فدخل معهم، فقال قائل: احبسوه فى وثاق ثم تربصوا به حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: زهير والنابغة فإنما هو كأحدهم، فقال ابليس وهو في صورة هذا الشيخ النجدي: ما هذا لكم برأى، يوشك ان يثب اليه أصحابه، فيأخذوه من أيديكم، فانظروا فى غير هذا الرأى، قالوا: صدق الشيخ، فقال قائل: فأخرجوه من مكة فاستريحوا منه، فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وكان أمره فى غيركم، فقال الشيخ النجدي: ما هذا لكم برأى، ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه وأخذه للقلوب، والله لئن فعلتم لتجمعنّ إليه العرب، ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم، قالوا صدق والله، فقام أبو جهل وقال وَاللَّهِ لأَشِيرَنَّ عَلَيْكُمْ بِرَأْي، مَا أَرَى أَبْصَرْتُمُوهُ بَعْدُ، قالوا وما هذا؟ قال نأخذ من كل قبيلة شابا قويًا، ثم يعطى كل منهم سيفا صارما، ثم يضربونه به ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه فى القبائل كلها، فلا أظن هذا الحي من بنى هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم، وإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا الدية، واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، فقال الشيخ النجدي: هذا والله هو الرأى، فقاموا وقد اتفقوا على هذا الرأي.
فأتى جبريل عليه السلام الرسول ﷺ فأخبره بما اتفقت عليه قريش، فأمره ألا يبيت هذه الليلة في فراشه، وأن يخرج من مكة.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ) 
التثبيت ضد الحركة، ولذلك كانت العرب تقول: ضربه فأثبته.
والمقصود به هو سجن الرسول ﷺ.
وهذا الاقتراح رفضته قريش، لأنهم لو جبسوا الرسول ﷺ فسيأتي قومه ويخرجوه.
ولكن هذا المكر هو الذي فعلته قوي الشر الآن في العالم، عندما اتهموا الدكتور ذاكر نايك بالإرهاب، ووضعته على قوائم الإرهاب، حتى يحدوا من حركته ومن دعوته.  


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 

(أَوۡ يَقۡتُلُوكَ) 
وهذا هو الرأي الذي اجتمعت عليه قريش، وهو قتل الرسول ﷺ.
واقتراح قتل الرسول ﷺ ليس اقتراحًا جديدًا، بل هو اقتراح قديم، ربما منذ بداية جهر الرسول ﷺ بالدعوة، وبداية انتشار الدعوة، وعدم القدرة على مواجهتها بالحجة، ظهرت فكرة قتل الرسول ﷺ وقد رأينا في قصة اسلام "عمر بن الخطاب" أن "عمر" -وكان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة- خرج يحمل سيفه يريد قتل الرسول ﷺ.
ولكن الذي كان يمنع قريش دائمًا هو خوفها من انتقام "بنى هاشم" و"بنى هاشم" هي أقوي بطون قريش.
حتى كان الاقتراح الذي أشار به "أبو جهل" ولذلك قال أبو جهل بعد أن طرح هذا الإقتراح "لأَشِيرَنَّ عَلَيْكُمْ بِرَأْي، مَا أَرَى أَبْصَرْتُمُوهُ بَعْدُ" وهو أن تشترك كل بطون فريش، وغيرها من قبائل العرب، في قتل النبي ﷺ فلا تستطيع "بنى هاشم" أن تحارب كل قريش، وتقبل الدية، مائة ناقة، وينتهي الأمر. 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 

(أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ) 
يعنى أن يخرجوه من مكة، وهذا الرأي كذلك رفضته قريش، لأنه لو خرج فستجتمع اليه العرب، وتنتشر دعوته، ثم يعود فيخرجهم مكة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ)
ما هو المكر؟
المكر هو التدبير في خفاء.
يقول تغالى
(وَيَمۡكُرُونَ) يعنى هم يدبرون في خفاء. 
(وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ) يعنى والله تعالى يدبر في خفاء. 
(وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ) لأنه لا يمكن لأحد أن يطلع عل تدبير الله تعالى.
بينما الله تعالى مطلع على تدبيرهم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أيضًا لأن مكر العباد المقصود به ايقاع الضرر بالممكور به، أما مكر الله تعالى فهو لحفظ الله تعالى لعباده المؤمنين، ولذلك فهو تعالى خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ.
ولذلك فنحن نقول أن مكر العباد صفة نقص في حق العباد، وهو صفة كمال في حق الله تعالى.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇