Untitled Document

عدد المشاهدات : 573

الحلقة (531) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الايات من (113) الى (116) من سورة "التَوْبًة" (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ .......

الحلقة رقم (531)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الايات من (113) الى (116) من سورة "التوبة" ص 205

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ﴿١١٣﴾ وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ ﴿١١٤﴾ وَمَا كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116) 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ﴿١١٣﴾
روي في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنه لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ عم الرسول ﷺ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ ﷺ: "أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةٌ أشفع لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ"، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى كان آخِرَ شَيْءٍ تكلم بِهِ: أَنَا عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ ﷺ: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْ ذلك، فنزل قول الله تعالى في سورة القصص (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) ونزل قول الله تعال: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)  
يعنى: لا يجوز للنبي ﷺ والمؤمنين أن يدعوا بالمغفرة للمشركين، ولو كان المشركون الذين يستغفرون لهم ذوي قرابة لهم، من بعد ما علموا أنهم ماتوا على شركهم، وتبين لهم أنهم من أهل النار.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لماذا لا يجوز الدعاء بالمغفرة للمشرك؟
أولًا: لأنه ليس من الأدب مع الله، أن تسأل الله شيئًا وأنت تعلم أن الله لا يفعله، وقد قضى الله ألا يغفر لمشرك.
ثانيًا: لأن المؤمن يجب أن يوافق ربه في رضاه وغضبه، وأن يوالى من والاه الله، ويعادي من عاداه الله، والإستغفار لأصحاب النار مناقض لذلك.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن فلا خلاف بين العلماء في أنه لا يجوز الدعاء بالمغفرة للكافر، الذي قد علم أنه قد مات على الكفر.
ولكن قال العلماء أنه يجوز الدعاء للكافر الحي بالمغفرة، ولكن ليس على معنى أن يغفر الله له اذا مات على الشرك، ولكن على معنى أن يوفق الى الإسلام، الذي يكون سببًا في المغفرة له.
وعلى هذا يحمل دعاء الرسول ﷺ عندما أصيب يوم أحد، فجعل ﷺ يمسح الدم عن وجهه ويقول
( اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) 
ومن هذا قول أبي هريرة: رحم الله رجلاً استغفر لأبي هريرة ولأمه، قيل له: ولأبيه؟ قال: لا لأنْ أبي مات كافراً

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن لا يجوز الدعاء للكافر بالمغفرة، اذا علم أنه قد مات على الكفر.
ولكن قال العلماء أنه يجوز الدعاء للكافر الحي بالمغفرة، بمعنى أن يوفق الى الإسلام، الذي يكون سببًا في المغفرة.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَة وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ ﴿١١٤﴾
قيل في سبب نزول هذه الآية الكريمة أن الصحابة الكرام كانوا يستغفرون لآبائهم الذين ماتوا على الشرك، ويقولون: نستغفر لموتانا كما استغفر إبراهيم لأبيه.
لأن القرآن العظيم قد اثبت استغفار إبراهيم لأبيه "آزر" في أكثر من موضع، قال تعالي على لسان ابراهيم:
(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا )
(وَاغْفِرْ لِأَبِي، إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) وقال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) 
اذن فالصحابة الكرام كانوا يستغفرون لآبائهم لأن القرآن العظيم أثبت استغفار ابراهيم -عليه السلام- لأبيه، مع أن أبيه كان كافرًا.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروي الترمذي والنسائي عن "علي بن أبي طالب" قال: سمعت رجلاً يستغفر لأبويه المشركين فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أليس قد استغفر إبراهيم لأبويه وهما مشركان، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ فنزل قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَة وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيم)
فبين الله -تعالى- أن إبراهيم -عليه السلام- لم يستغفر لأبيه
(إِلَّا عَن مَّوۡعِدَة وَعَدَهَآ إِيَّاهُ)
يعنى: إِلَّا بسبب أن أبيه وعده أن يؤمن بالله.
وقد قلنا أنه يجوز الدعاء للكافر الحي بالمغفرة، على معنى أن يوفق الى الإسلام الذي يكون سببًا في المغفرة له.

(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُ) 
يعنى فَلَمَّا مات أبوه على الكفر، و تَبَيَّنَ لإبراهيم وظهر له أَنَّ أبوه عَدُوّ لِّلَّهِ.
(تَبَرَّأَ مِنۡهُ) ترك الإستغفار والدعاء له.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن الرسول ﷺ قال: "يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، (يعنى سواد وكآبة وغبار) فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لا تَعْصِنِي، فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لا أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يا رَب إِنَكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأبْعَدِ، (يعنى البعيد عن رحمة الله) فَيَقُولُ اللَّه تَعَالَى: إِنِي حَرَّمْتُ الجَنَّة عَلَى الْكَافِرِينَ، ثُمَ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَارِ."
يعنى ينظر ِإِبْرَاهِيمُ فيجد أبوه في صورة (ذِيخٍ مُلْتَطِخٍ) الذِيخ هو ذكر الظبي الكثير الشعر، يعنى في صورة "مسخ" و (مُلْتَطِخٍ) يعنى مُتَلَطِخ بالطين والقذر.
ولم يأت الله أبوه في صورته الحقيقية حتى لا تأخذ إِبْرَاهِيمُ بابيه الرحمة، وجاء بهذه الصورة المنفرة حتى تنفر منه نفس إِبْرَاهِيمُ.
ثم يقول "فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَارِ." 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أذن يقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَة وَعَدَهَآ إِيَّاهُ) يعنى لا ينبغي أن تحتجوا -أيها المؤمنون- باستغفار إِبۡرَٰاهِيمَ لأبيه، لأن إِبۡرَٰاهِيمَ استغفر لِأَبِيهِ لأنه وعده بأن يؤمن به ويتبعه، (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ) فَلَمَّا مات أبوه على الكفر، وظهر له أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ (تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ) ترك الإستغفار والدعاء له.  
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم بين -تعالى- الذي جعل إبراهيم يستغفر لأبيه مع سوء خلق أبيه وغلظته معه، كما يبدوا من قوله تعالى (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)
يقول تعالى (إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيم)
الَأَوَّٰاهٌ هو كثير التأوه، والتأوه لغة هو: التوجع، وأصلها قول المتوجع: "آه آه" 
عن عبد الله بن شداد، قال رجل: يا رسول الله ما الأواه؟ قال: "الخاشع المتضرع الكثير الدعاء"
فمدح الله تعالى إِبْرَاهِيمَ -عليه السلام- بأنه أواه
يعنى كثير الدعاء والاستغفار والتضرع والتخشع والبكاء بين يدي الله تعالى.
يقول كعب: كان إبراهيم -عليه السلام- إذا ذكرت النار تأوه.
ويقول أبو ذر: كان إبراهيم يقول: آه من النار قبل ألا تنفع آه.
وقيل إن إبراهيم -عليه السلام -كان إذا قام يصلي سمع وجيب قلبه.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيم)
يعنى: كثير التأوه والدعاء والاستغفار والتضرع والتخشع والبكاء بين يدي الله تعالى.
والحليم: هو الذي يصبر ويصفح على الأذى 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَمَا كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) 
يعنى مش ممكن أن الله تعالى يضل قومًا بعد أن هداهم الى الإيمان.
(حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما الذي يجب عليهم أن يتقوه ويتجنبوه حتى لا يسيروا في طريق الضلال.
وهذا مثل قول الله تعالى في سورة البقرة
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قيل في سبب نزول هذه الاية أن جماعة من الصحابة خافوا أن يؤاخذهم الله تعالى بسبب استغفارهم للمشركين، فطمأنهم الله -تعالى- وقال (وَمَا كانَ اللَّهُ) يعنى ليس من شأن الله -تعالى- وليس من سننه في خلقه، ولا من عدله ورحمته بهم 
(لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ) يعنى ليحكم على قوم بأنهم ضلال، بعد ان هَداهُمْ الى الإيمان والإسلام.
(حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يجب أن يتقوه ويتجنبوه من الأمور.
ولذلك لم يؤاخذ الله -تعالى- إبراهيم في استغفاره لأبيه، وكذلك لم يؤاخذ النبي ﷺ والذين آمنوا بسبب استغفارهم لقرابتهم، من قبل أن يتبين لهم حكم الله في ذلك.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وقيل أن جماعة من الأعراب أسلموا ورجعوا الى ديارهم يعملون ما تعلموه من الرسول ﷺ فكانوا يصلون الى بيت المقدس، ويصومون أيام البيض، فلما قدموا الى المدينة وجدوا الصلاة الى الكعبة، وصيام رمضان، فخافوا على أنفسهم وقالوا يا رسول الله: كنا على ضلالة نصلى الى بيت المقدس ولا نصوم رمضان، فنزلت الآية.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116)
(إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يعنى أن الله -تعالى- هو المالك للسماوات والأرض، ولا شريك له -تعالى- في خلقهما، ولا في تدبير شؤنهما.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ لَهُمْ: هَلْ تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟ قَالُوا مَا نَسْمَعُ مِنْ شَيْءٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنِّي لأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّمَاءِ، وَمَا تُلامُ أَنْ تَئِطَّ، وَمَا فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ، إِلا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ قَائِمٌ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(يُحْيِي وَيُمِيتُ) يعنى وهو -تعالى- الذى يحيى من يريد إحياءه، ويميت من يريد إماتته، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه 
(وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) وليس لَكُمْ -أيها الناس- أحد سوى الله يتولى أمركم وينصركم على أعدائكم .

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد نهت المؤمنين عن الاستغفار للمشركين المصرين على شركهم ، كما بشرتهم بأنه -تعالى- لا يؤاخذهم على استغفارهم لهم قبل نهيهم عن ذلك . كما أخبرتهم بأن ملك هذا الكون إنما هو لله وحده . فعليهم أن يستجيبوا لأمره ، لكى ينالوا رحمته ورضاه .

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇