Untitled Document

عدد المشاهدات : 201

الحلقة (612) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآية رقم (4) من سورة "الرَعد" (وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ.....

الحلقة رقم (612)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيتين (4) من سورة "يُوُسُف"- ص 249
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ وَجَنَّٰتٞ مِّنۡ أَعۡنَٰبٖ وَزَرۡعٞ وَنَخِيلٞ صِنۡوَانٞ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٖ يُسۡقَىٰ بِمَآءٖ وَٰحِدٖ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَهَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلۡأُكُلِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ  (4) ۞)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ما زالت الآيات الكريمة تتحدث عن مظاهر قدرة الله تعالى، والتى تدل على وجوده ووحدانيته، وبعد أن ذكر - سبحانه-  في الآية السابق  بعض مظاهر قدرته فى عالم السماوات، أتبع ذلك بذكر بعض مظاهر قدرته فى عالم الأرض، فقال تعالى:
(وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ)
يعنى من عظيم قدرة الله تعالى أن جعل تربة الأرض قطع مختلفة في صفاتها وعناصرها، وبالتالي أصبحت كل قطعة مناسبة لزراعة نباتات وثمار مختلفة.
ولذلك حدد العلماء مناطق في العالم يطلق عليها "حزام القمح" ومناطق "حزام الذرة" يعنى هذه القطعة من الأرض تعطي أكبر إنتاجية لهذا النبات.

وتجد الثمرة في قطعة أرض معينة، يختلف عن نفس الثمرة في قطعة اخري.
ولذلك في الفلاحين يقولون إن هذه جوافة فلان، لأن طعم الجوافة وشكلها في أرضه يختلف عن غيرها.
ومن العجيب ان المناخ الذي فيه التربة يتناسب مع ما تنتجه هذه التربة.
يعنى لو كانت التربة مناسبة لإنتاج الموز مثلًا، نجد المناخ الذي فيه التربة يناسب انتاج الموز وهكذا.
ونجد قطعة أرض خصبة، وقطعة مالحة لا تصلح للزراعة، وتربة طينية، وتربة صخرية وتربة رملية، وارض سوداء وأرض حمراء.
وبرغم هذا الاختلاف حتى كأن الأرض قطع كما قال تعالى، نجد أنها متجاورة ومتلاصقة كأنها عجينة واحدة، وهي ليست كذلك.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هذا بالنسبة للتربة، أما أسفل التربة فان الغلاف الصخري للأرض يتكون من ألواح أو "قطع" مختلفة في تكوينها وطبيعتها، ومتجاورة، بالضبط كما ذكرت الآية الكريمة، وهذا أمر لم يكتشفه الإنسان في القرن الماضي، وقد ذكره القرآن الكريم بهذا الوضوح في هذه الآية الكريمة.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ)
يعنى وبساتين مِّنْ الأَعْنَابٍ
العنب ذكر في القرآن إحدى عشر مرة، 
وذكر انه من غذاء أهل الجنة.
والله تعالى لا يذكر اسم غذاء في القرآن ويكرر ذكره الا ليعطينا اشارة الى أهمية هذا الغذاء.

وهناك بحوث كثيرة على أهمية العنب 
فذكروا أنه يعزز الجهاز المناعي.ويحتوي على مضادات الأكسدة، ويخفض نسبة الكوليسترول، يقلل من خطر الإصابة بعدد كبير من الأمراض.

وما زالت الى الآن هناك بحوث تجري لاستخلاص أدوية من بذور العنب، لعلاج أنواع خطيرة من الأمراض.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ)  (وَزَرْعٌ) 
يعنى أنواع الحبوب المختلفة.
(وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ)

الصنو المِثْل أوالشبيه، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "العم صنو أبيه" أي مثله.
ف
النَخِيلٞ الصِنۡوَانٞ

هو النخلتين أو أكثر والتي لها أصل واحد.
(وَغَيْرُ صِنْوَانٍ) هو النخل المنفرد.

(وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ)

(وَغَيْرُ صِنْوَانٍ)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ)
كل هذه الأنواع المختلفة من الزروع والثمار تسقي بماء واحد
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ)
(ٱلأُكُلِ)
أو (ٱلأُكْلِ) هو اسم لما يُؤكَل.
يعنى برغم من أنها تُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ الا انها مختلفة في أشكالها وألوانها وفي طعومها، ومختلفة في فائدتها للإنسان والحيوان الذي يأكل منها

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول الحسن البصري: المراد بهذه الآية: مثل ضربه تعالى لبني آدم، أصلهم واحد، وهم مختلفون في الخير والشر، والإيمان والكفر، كاختلاف الثمار التي تسقى بماء واحد؛
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومنه قول الشاعر:
الناسُ كالنَّبتِ والنَّبْتُ ألوان
منها شجر الصَّندلِ والكافورِ وألبان
ومنها شجر يَنضحُ طول الدّهرِ قطران

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
هذه الآيات لا ينتفع بها الا الذين يَعْقِلُونَ.
أما الذين لا ينتفعون بها فهؤلاء لا عقل لهم.
وهذا تذييل قصد به الحض على التعقل والتدبر.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

اذن ساق الله -تعالى- في هذه الآيات الكريمة عشرة أدلة لتدل على عظيم قدرته تعالى، وهي:
1.    خلقه السماوات المرتفعة بغير عمد، أو بعمد لا نراها.
2.    تسخيره الشمس لخدمة البشر والذي بدونها ما كانت هناك حياة على الأرض.
3.    تسخيره القمر لخدمة البشر.
4.    مد الأرض وبسطها بحيث تكون صالحة للعيش عليها.
5.    خلق الجبال لتثبيت الأرض.
6.    خلق الأنهار لمنفعة الإِنسان والحيوان والنبات.
7.    خلق زوجين اثنين من كل نوع من أنواع الثمار حتى تتكاثر.
8.    معاقبة الليل والنهار.
9.    خلق بقاعًا في الأرض متجاورة مختلفة في طبيعتها وتكوينها.
10.    خلق النخيل صنوان وغير صنوان وأنواع مختلفة من الزروع والثمار، وجميعها تسقي بماء واحد، ومع ذلك فهي مختلفة في أشكالها، وألوانها، وطعومها وفوائدها.

 

        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇