Untitled Document

عدد المشاهدات : 2109

خطبة: الخُشُوع فِي الصَلاة

((الخُشُوع فِي الصَلاة))

الخطيب: الشيخ/ وائل فوزي

تاريخ الخطبة: 1431- 2010

المكان: مسجد "السيدة مريم- عليها السلام" بمنطقة الهجانة

مدة الخطبة: 40 دقيقة

 

أما بعد

مازلنا في حديثنا عن العبادات، فتحدثنا عن الأذان وفضيلته، وتحدثنا عن فضيلة الوضوء، وتحدثنا عن الصلاة، وحديثنا اليوم –إن شاء الله تعالى- عن الخشوع في الصلاة

 

الخشوع في الصلاة: هو حضور القلب وخضوعه وانكساره بين يدى الله تعالى، والخشوع هو روح الصلاة والمقصود منها

 

فضل الخشوع في الصلاة

الحق –سبحانه تعالى- لم يأمرنا بالصلاة في كتابه الكريم –أبدًا- بقوله تعالى "صلوا" أو "صلى" دائمًا يأتي الأمر يقوله تعالى "أقيموا الصلاة" أو "أقم الصلاة" أقام في اللغة يعني "أكمل الشيء وأتمه" أنت تقول: أقام البناء، يعني أكمل البناء وأتمه، اذن معنى أقيموا الصلاة، يعني أدوا الصلاة على أكمل وأتم وجه

1.  الحق –سبحانه وتعالى- امتدح المؤمنون بخشوعهم في الصلاة فقال في سورة "المؤمنون" بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ))

2.   ويقول تعالى في سورة النساء ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)) يقول وهب: المقصود بذلك، سكر الدنيا وحب الدنيا، لأن الله تعالى بين العلة فقال ((حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)) فكم من مصل لم يشرب الخمر وهو لا يعلم ما يقول

3.  ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "من صلى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشيء من الدنيا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه"

4.    عنه أيضاً –صلى الله عليه وسلم- أنه قال "ليس للعبد من صلاته إلا ما عَقَّلَ منها"

5.  وروى عن عمار بن ياسر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها" ومرجع ذلك الى نقص الخشوع في الصلاة

6.  وعن أبي هريرة أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال "رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" واحد قام الليل، وفي النهاية ماكسبش حسنة واحدة، كل اللي طلع بيه انه سهر وما نمش

 

نماذج الخاشعين

 

1.  وانظر الى صلاة الرسول –صلى الله عليه وسلم- لأنه  –صلى الله عليه وسلم- كان يقول في الحديث الصحيح الذي رواه الذهبي "صلوا كما رأيتموني أصلى" فليس المقصود بذلك –فقط- ظاهر حركات الصلاة، وانما أيضا خشوعه –صى الله عليه وسلم- في صلاته

انظر الى الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان اذا جاءت الصلاة قال "أرحنا بها يا بلال" يالا نصلى عشان نرتاح بقي، وكان يقول ”وجُعِلَت قرة عيني في الصلاة" الصلاة هي متعتى في هذه الحياة

ورد في مسلم أن حذيفة بن اليمان يقول: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول "سبحان ربي العظيم" فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد" ثم قام طويلا، قريبا مما ركع، ثم سجد فقال "سبحان ربي الأعلى" فكان سجوده قريبا من قيامه

طبعاً هذه صلاة خاشعاً لله تعالى، وصلاة مستمتع بصلاته، لأن الله تعالى يقول في سورة البقرة ((واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين)) فالصلاة بلاخشوع تكون ثقيلة على النفس، مهما صلاها الإنسان بسرعة، أما الصلاة بخشوع فأنت لا تشعر بها مهما كانت طويلة، قد تكون تصلى خلف امام، وأنت تستمع الى قرائته في خشوع، فتتمنى ألا يتوقف، وقد تكون في سجدة خاشعا فيها تتمنى ألا تنتهي منها أبداً

2.  ورى عن  السيدة عائشة "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه" وذلك اشتغلاً بعظمة الله تعالى

3.  لقد استوقفني وأنا أقرأ في تفسير قوله تعالى ((وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة000 الآية)) وهو الآية التي تتناول تشريع وكيفية صلاة الخوف، سب نزول هذه الاية أنه كان في احدى المواجهات مع المشركين، فال المشركون: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب اليهم من أبنائهم وأنفسهم، فنزل جبريل بهذه الايات بين الظهر والعصر

4.  روى أن الصديق –رضى الله عنه- كان في صلاته كأنه وتد، وكان يسكن في ركوعه حتى تقع العصافير على ظهره

5.  وكان "على بن أبي طالب" اذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه، وترتعش يديه فقيل له: مالك يا أمير المؤمنين ؟ قال: جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها

6.  حفيده "على زين العابدين" كان اذا توضأ اصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتيرك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدى من أريد أن أقوم ؟!

7.  انظر "عباد بن بشر" كان يحرس المسلمين في أحد الغزوات، فقام يصلى في الليل، ثم جاء أحد المشركين ورماه بسهم، فوقع السهم في بطنه، فَنَزَّعَ السهم واستمر في صلاته، ثم رماه بسهم آخر فوقع في بطنه، فَنَزَّعَ السهم كذلك واستمر في صلاته، ثم رماه بسهم ثالث فجاء في مقتل، جاء في صدره، فلم يستطع الإحتمال، فأيقظ "عمار بن ياسر" لأنه كان يتناوب معه الحراسة، فقال له عمار: لماذا لم توقظني عندما رميت أول مرة، فيقول عباد: كنت أقرأ في آيات فلم اشأ أن أقطعها

8.  مسلم بن يسار كان اذا أراد الصلاة يقول لأهله: تحدثوا أنتم فإني لست أسمعكم، ويروى أنه كان يصلى في جامع البصرة، فسقطت ناحية من المسجد فاجتمع الناس لذلك، فلم يشعر بهم حتى انصرف من الصلاة

9.  من أروع الأمثلة للخشوع في الصلاة "عروة بن الزبير" ابن "الزبير بن العوام" أحد العشرة المبشرون بالجنة، وأمه السيدة "أسماء بنت أبي بكر" وخالته السيدة عائشة، أصيبت قدمه، وأجمع الأطباء على ضروة بتر ساقه، فما هَمَّ الجراح بذلك تقدم نحوه طائفة من الرجال فقال: ما هؤلاء ؟ قيل له: لقد جِيء بهم ليمسكوك، فربما اشتد عليك الألم فجذبت رجلك جذبة أضرت بك، فقال: ردوهم، وإني أرجو أن أكفيكم ذلك بالصلاة، ودخل في الصلاة، وهو ساجد جاء الطبيب فقطع رجله، وهو لا يتحرك، وهم يسمعونه يقول: لا إله الا الله والله أكبر

 

*         *        *

 

كيف تخشع في صلاتك

نتناول الصلاة ركنًا ركنًا، ونذكر ما الذي يجب أن تستحضره في قلبك، مع كل ركن من أركان الصلاة، وأرجو أن تنتبه معي في ذلك لأن الحديث في هذا الأمر كرز جدًا

-    أول حاجة ، أنت تسمع النداء للصلاة، اذا سمعت نداء المؤذن فأحضر في قلبك هول النداء يوم القيامة، وعليك أن تسارع الى اجابة هذا النداء، فان المسارعين الى هذا النداء هم الذين ينادون باللطف يوم العرض الأكبر

-    بعد ذلك تتوضأ، وعندما تتوضأ فأنت تطهر أعضاءك الظاهرة، فلا تغفل عن تطهير قلبك، لأنه موضع نظر معبودك، فاجتهد له تطهيراً بالتوبة وترك الذنوب، والندم على ما فرطت، وتصميم العزم على عدم العودة اليها في المستقبل

-    بعد ذلك تستر عورتك، فتذكر عند ذلك عورات باطنك، وفضائح سرائرك، والتى لا يطلع عليها الا الله عز وجل، فينبعث عند ذلك بقلبك جنود الخوف والحياء من مكامنها، فتذل نفسك، ويستكين قلبك، فتقوم بين يدى الله عز وجل قيام العبد المجرم المسيء الآبق، الذي رجع الى مولاه ناكساً رأسه من الخوف والحياء

-    بعد ذلك تستقبل القبلة، فاعزم واجتهد على أنه كما تتجه بوجهك وجسدك الى الله تعالى، يتجه –كذلك-  قلبك الى الله

-    أنت الآن ستقف بين يدى الله عز وجل، ستكون بعد لحظات في حضرة ملك الملوك، فتذكر وقوفك بين يديه يوم القيامة، واستحضر عظمته تعالى في قلبك، فاذا عجزت عن معرفة كنه جلاله، فقم بين يديه قيامك بين يدى ملك من ملوك الدنيا، أو قدر أنك مراقب بعين رجل صالح من قومك، فاذا تحقق في قلبك ما تريد، فعاتب نفسك، وقل لها أنت تخشعين بين يدي ملك من ملوك الدنيا، وتوقرين عبداً من عباد الله، وتخشين الناس والله أحق أن تخشينه

-    بعد ذلك تكبر، وتقول "الله أكبر" فينبغي عندئذ أن لا يكون في قلبك شيء أكبر ولا أعظم من الله عز وجل، وأنت تكرر قولك "الله أكبر" مع كل حركة من حركات الصلاة، حتى تذكر نفسك دائماً أنه لا شيء أكبرولا أعظم من الله تعالى، وهذه العبارة تطرد بها وساوس الشيطان، لأن معنى "الله أكبر" يعني أكبر من أي شيء يمكن أن يشغلك عن الصلاة

لو قلت "الله أكبر" صح، حتعيش الدنيا صح

-         وأنت تقول الله أكبر، ترفع يديك، وأنت ترفع يديك كأنك تلقي الدنيا كلها خلف ظهرك

-    تقول دعاء الإستفتاح، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ومعنى "أعوذ بالله" يعني أستجير بالله، وأتحصن بالله، من الشيطان الرجيم، أي المطرود من رحمة الله تعالى، وأعلم أن ((كيد الشيطان كان ضعيفا)) ولكن اعلم ايضا أنه ((خلق الإنسان ضعيفا)) فلا يحميك من الشيطان الا الله الله تعالى، واعلم أنه من مكائد الشيطان أن يشغلك في صلاتك بذكر الآخرة، وتدبير فعل الخيرات، فاعلم أن كل ما يشغلك عن الصلاة هو من وسوسة الشيطان

-    ثم تقول ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ومعنى "بسم الله" اي: بذكر الله، وأنو بذلك التبرك لإبتداء الصلاة بذكر الله تعالى

-    ثم تقرأ الفاتحة، وتقول ((الحمد لله)) يعنى: الشكر والثناء لله، ((رب العالمين)) المدبر لشئون العالمين، والعالمين جمع عالم، فهناك عالم الإنس، وعالم الجن، وعالم الحيوان، والنبات والحشرات، والجماد، والكواكب والنجوم والأجرام، كل هذه العوالم، الحق –سبحانه وتعالى- هو مدبرها، وهذا هو معنى قوله تعالى "رب العالمين" أي المدبر لشئون كل هذه العوالم، ((مالك يوم الدين)) ويوم الدين هو اليوم الذي سيتحدد فيه مصيرك، اما نعيم مقيم، أو شقاء مقيم والعياذ بالله، فاذا كان الله تعالى هو "مالك" أو "مَلَك" يوم الدين، كما في قراءات أخرى، فهو المستحق للعبادة، ولذلك نقول بعد ذلك ((اياك نعبد)) فتحن نعبد الله تعالى لأنه مالك يوم الدين، ثم تقول ((واياك نستعين)) لأنه ما تيسرت طاعته الا باعانته، ولولا اعانته تعالى لما استطعت أن تقف الآن بين يديه مناجياً، ولكنت من المطرودين مع الشيطان اللعين، والعياذ بالله، أنت الآن بدأت بالحمد، وأظهرت الحاجة الى الإعانة، فعين سؤالك، واطلب أهم حاجاتك، وهي ((اهدنا الصراط المستقيم)) وهو الطريق الذي يوصلك الى جوار الحق –سبحانه وتعالى- ويفضى بك الى مرضاته، وهو الصراط المضروب على متن جهنم، أحد من السيف، وأدق من الشعرة، وبقدر ابتعادك عن المعاصى في الدنيا، وثباتك على الحق في الدنيا، يكون ثباتك عليه يوم القيامة، ثم تقول ((صراط الذين أنعمت عليهم)) تذكر عندئذ النييين والصديقين والشهداء والصالحين، تذكر رسل الله العظام، وتذكر مولانا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والصحابة، ((غيرالمغضوب عليهم)) وهم الذين عندهم علم بلا عمل، ((ولا الضالين)) وهم الذين يعملون بلا علم، وأنت عندما ترتكب أي معصية، فأنت واحد منهما، اما أنك تعلم أنها معصية، وأنك بذلك تغضب الله تعالى، فأنت بذلك من المغضوب عليهم، واما أنك لا تعلم أنها معصية، فأنت عندئذ من الضالين، ثم تلتمس الإجابة، وتقول ((آمين)) أي اللهم استجب

-         وأنت تقرأ الفاتحة، استحضر في قلبك حديث أبو هريرة، الذي رواه مسلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى؛ أثنى علي عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي (وقال مرة: فوض إلي عبدي) فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل

ولذلك "عمر بن عبد العزيز" كان إذا  قرأ الفاتحة سكت قليلاً بعد كل آية، فقيل له في ذلك، قال "لأستمتع برد ربي"  

-    بعد ذلك تقرأ ما تيسر لك من القرآن الكريم، واعلم أن الناس في القراءة ثلاث: رجل يتحرك لسانه وقلبه غافل، ورجل يتحرك لسانه وقلبه يتبع اللسان فيفهم ما يقول، ورجل يسبق قلبه الى المعاني، يعني قبل أن ينطق بالآية يستعد قلبه لاستقبال المعنى

-    بعد ذلك تركع، وأنت تركع ترفع يديك وتقول "الله أكبر" وكأنك تستجير بعفو الله عز وجل من عقابه، وتستشعر في ركوعك ذلك وعز مولاك، وتقول "سبحان ربي العظيم" ومعنى سبحان يعني المنزه عن كل نقص وعيب، والمنزه عن الإدارك

-    ثم ترفع راسك وتقول "سمع الله لمن حمده" يعني سمع الحق –سبحانه وتعالى- في علياءه الى حمدك حين قلت ((الحمد لله رب العالمين)) ولذلك في هذه اللحظة أنت تستمتع باستماع الحق إلى حمدك، ولذلك أنت تزيد الله سبحانه وتعالى حمداً، فتقول "اللهم لك الحمد" فأنت تحمده مرة أخرى لأنه استمع إلى حمدك، وتحمده أنه وفقك إلى حمده تعالى، لأن حمد الله يتطلب حمداً، وهذا الحمد الثاني يتطلب حمداً كذلك، ولذلك أنت عاجز دائماً عن حمد الله تعالى، لأن كل حمد له تعالى يتطلب حمداً آخر وهكذا----

-    ثم تهوى الى السجود، وهي أعلى درجات الإستكانة، فتمكن أعز أعضائك وهو الوجه، من أذل الأشياء وهي التراب، وإذا وضعت نفسك موضع الذل فاعلم أنك قد رددت الفرع الى الأصل، فتذكر عندئذ أنك قد خلقت من هذه الأرض، وأنك ستعود اليها يوماً لا محالة، ثم تقول "سبحان ربي الأعلي"

سجدت مرة، اسجد مرة أخرى، اشمعنى السجود مرتين، ليه مش الركوع مثلاً، حتى تثبت هذا المعنى في قلبك، وعنى الذل لله تعالى

-    ثم تجلس الى التشهد، وتقول "التحيات لله والصلوات والطيبات" والصلوات هي هذه الصلوات التي تصليها، وهي الدعاء لله تعالى، و"الطيبات" هي الأعمال الطيبة، وتسلم على الرسول –صلى الله عليه وسلم- فأحضر في قلبك النبي، وشخصه الكريم، وأعلم أن سلامك على الرسول –صلى الله عله وسلم- سيصل اليه، وذلك لحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام" ولذلك فاياك أن تسلم عليه وقلبك غافل ساه، و"السلام" هو اسم من أسماء الله الحسنى، فعندما تقول "السلام عليك" تعنى "حفظ الله عليك" ثم تقول "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" والسلام علينا أي حفظ الله علينا، فأنت تدعو بذلك أن يحفظك الله تعالى، ثم أنت تسلم على جميع عباد الله الصالحين، وعلى جميع الملائكة الكرام، وبعد ذلك تجدد عهد الله تعالى بالشهادة، فتشهد لله تعالى بالوحدانية، ولنبيه –صلى الله عليه وسلم- بالرسالة،