Untitled Document

عدد المشاهدات : 1825

خطبة: الصَلاة فِي جَمَاعَة

((الصَلاة فِي جَمَاعَة))

الخطيب: الشيخ/ وائل فوزي

تاريخ الخطبة: 1431- 2010

المكان: مسجد "الوادي" بمبدنة نصر - "السيدة مريم- عليها السلام" بمنطقة الهجانة

مدة الخطبة: 35 دقيقة

أما بعد

مازلنا في حديثنا عن العبادات، وسلسلة الصلاة، فتحدثنا عن فضل الأذان، وعن الوضوء وفضيلته، وأهمية الصلاة، وفضل الخشوع في الصلاة، ونوافل الصلاة، ونتحدث اليوم –ان شاء الله تعالى- عن الصلاة في جماعة

-         وقبل أن نتحدث عن الصلاة في جماعة، أو الصلاة في المسجد، تعالوا نعيش معنى هام جدًا، وهو ما قيمة المسجد، نحن نعرف أن المسجد هو بيت الله تعالى، أريدك أن تتفكر في هذا المعنى، أنت جالس الآن في بيت الله تعالى، ولذلك يقول "سعيد بن المسيب" رحمه الله: من جلس في المسجد، فانما يجالس ربه

-         يقول الله تعالى في سورة النور ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن ْتُرْفَع َوَيُذْكَرَفِيهَا اسْمُهُ)) فِي بُيُوتٍ يعنى المساجد، "أَذِنَ اللَّهُ" يعنى كل مسجد بنى يكون باذن الله تعالى، ومكان المسجد هو من اختيار الله عز وجل، وقبل هذه الآية الكريمة، تقرأ قول الله تعالى ((اللَّهُ نُورُالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِه ِكَمِشْكَاةٍ فِيهَام ِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَب ٌدُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَة ٍلَا شَرْقِيَّةٍ وَلَاغَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْلَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌعَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُل ِّشَيْءٍ عَلِيمٌ)) أين ينزل هذا النور، في المساجد، الآية التالية ))ِفي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن ْتُرْفَعَ وَيُذْكَرَفِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ(( ومن الذي سيغترف من هذا النور ((رِجَالٌ لَاتُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَابَيْعٌ عَن ْذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُون َيَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوب ُوَالْأَبْصَارُ)) طيب من لن يتعرض لهذا النور، تأتي الآية بعد ذلك ((أَوْكَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ)) فيا من تبحث عن النور: النور مكانه في المساجد

-         ولذلك دعاء المشى الى المسجد " اللـَّهُـمَّ اجْعـَلْ في قلبي نـُوراً، وفي بـَصـَري نـُوراً، وفي سـَمْعي نـُوراً، وعنْ يَميني نـُوراً، وعـَنْ يَساري نـُوراً وفـَوقي نـُوراً وتـَحتي نـُوراً وأمَامي نـُوراً وخـَلفِـي نـُوراً واجْعـَـلْ لي نـُوراً" والدعاء رواه البخاري من حديث عـَبْدِ الله ِ بن ِ عبَّـاس رضيَ الله عنهما عن النبيَّ صلـَّى الله عليْه وسلم

-         انظر دعاء دخول المسجد "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك" لأن مهبط الرحمات يكون في المسجد، والحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي

-         يقول تعالى في الحديث القدسي "إن بيوتي في أرضي المساجد وإن زواري فيها عمارها فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره"

-         لذلك من السبعة الذين يظلهم الله تعالى تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد

 

المشى للمسجد

-         في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال:  قال رسول –صلى الله عليه وسلم- "من غدا الى المسجد أو راح أعد الله له نزلًا في الجنة كلما غدا أو راح" والنزل هو ما يقدم للضيف، يعنى اذا جائك ضيف عزيز عليك، فأنت ترتب البيت، وتعد له ألوان من الطعام والشراب، فأنت عندما تذهب الى المسجد، الحق –سبحانه وتعالى- يعد لك بنفسه في الجنة هذا النزل، يزينها لك، ويجهزها لاستقبالك

-         وفي الصحيحين أيضًا من حديث أبي هريرة قال:  قال رسول –صلى الله عليه وسلم- "من تطهر في بيته ثم مضى الى بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله، كانت خطواته احدها تحط خطيئة، والأخرى تغفر ذنبا" تخيل لو واحد بيصلى الفرائض الخمسة في المسجد، ممكن تبقي عليه أي ذنب

-         ولذلك كلما بعد المسجد عن بيتك كلما كلما كان الأجر أكبر، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال:  قال رسول –صلى الله عليه وسلم-  ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويمحو به الخطايا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال "اسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا الى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة"

-         ولذلك في البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري "إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى"

-         روى مسلم عن جابر بن عبد الله أن بنو سلمة كانت ديارهم بعيدة عن المسجد، حوالى ثلاثة كيلو متر، وخلت بعض الديار بجوار مسجد الرسول –صلى الله عليه وسلم- فاراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد النبوي، شوف التفكير انه عاوز يكون بيته قريب من المسجد، فبلغ ذلك الرسول –صلى الله عليه وسلم- فقال لهم "بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد" قالوا: نعم  يا رسول الله ! قد أردنا ذلك،  فقال "يا بني سلمة ! دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم"  يعنى الزموا دياركم حتى يكتب لكم ثواب المشى المسجد

 

 

 

 

الجلوس في المسجد

-         روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضى الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "لا يزال أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه" طالما أنك جالس منتظر الصلاة، خمس دقائق عشر دقائق، يكتب لك ثواب المصلى

-         أيضا روى في الصحيحين أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه ، ما لم يؤذ فيه"

-         الحديث الصحيح الذي ذكرناه ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويمحو به الخطايا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال "اسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا الى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط" الرباط يعنى الوقوف لحراسة حدود الدولة الاسلامية، تخيل جلوسك في المسجد في انتظار الصلاة تأخذ ثوابً مثل ثواب الواقف يحرس في سبيل الله تعالى

صلاة الجماعة

أما صلاة الجماعة ففضلها عظيم جدًا، والأحاديث في فضلها كثيرة لا حصر لها، وسأكتفي بأن أذكر ثلاثة أحاديث صحيحة في فضل صلاة الجماعة حتى لا أطيل على حضراتكم

-         "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" الحديث رواه البخاري ومسلم

-         الحديث الثاني: عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله" الحديث رواه مسلم، الناس اللى بتقول أنا مقصر في قيام الليل، ومش قادر، عندك فرصة أن يكتب لك ثوب قيام الليل كله، بمحافظتك على صلاة العشاء والفجر في جماعة، تخيل لو بتحافظ على صلاة العشاء والفجر في جماعة كل يوم، تقابل الله يوم القيامة وأنت قائم الليل كله كل ليلة

-         الحديث الثالث، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان، براءة من النار و براءة من النفاق" رواه الألباني في السلسلة الصحيحة، يدرك التكبيرة الأولى يعنى لما الآمام يقول الله أكبر تكون حضرتك واقف في الصف، وبراءة من النار يعنى لن تعذب بالنار، لن تدخل النار، تأتي يوم القيامة معاك هذا الصك من الله تعالى، مطمئن تمامًا بأنك لست من أهل النار

 

 

الصلاة في الصف الأول

-         الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهم أبي هريرة –رضى الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-"لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا الا أن يستهموا عليه لاستهموا" النداء هو الأذان، والصف الأول يعنى الصلاة في الصف الأول في صلوات الجماعة، ويستهموا يعنى يقترعوا، المعنى لو علم المسلمون ثواب رفع الأذان –وقد تحدثنا عن فضيلة الأذان في خطبة خاصة-  وثواب الصلاة في جماعة في الصف الأول، لوصل الخلاف بينهم لدرجة انهم يعملوا قرعة فيما بينهم ! يعملوا قرعة مين اللى حيرفع الأذان، ويعملوا قرعة مين اللى حيقف في الصف الأول

-         روى أبو داود عن عائشة قالت: يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "ان الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" وصلاة الملائكة دعاء بالرحمة، تخيل طول ما انت واقف تصلى في الصف الأول على اليمين الملائكة تدعو لك بالرحمة، وقد قلنا من قبل أن الملائكة مستجابة الدعوة

خطورة ترك الصلاة في المسجد

-         عن أبي هريرة –رضى الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم" والحديث رواه البخاري ومسلم، " أخالف إلى منازل قوم " يعنى أذهب من خلفهم، انظر الى خطورة هذا الحديث، حتى أن كثير من أهل العلم احتج بهذا الحديث بأن الصلاة في المسجد واجبة، يعنى يأثم من يتركها، حتى البخاري أورد هذا الحديث في صحيحه في باب "وجوب صلاة الجماعة" طيب حتى لو لم تكن واجبة، أنت ترضى النبي يكون غضبان عليك كده

-