Untitled Document

عدد المشاهدات : 1623

حلقة تليفزيونية (برنامج رقائق الفتح- الحلقة التاسعة عَشْرَةِ) رَحْمَةُ الرَّسْولِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

رَقَائِقُ الْفَتْحِ

الْحَلَقَةُ التاسعة عشر- رَحْمَةُ الرَّسْولِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
*********************************

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، أَمَّا بَعْدُ

مَا زِلْنَا فِي شَهْرِ رَبِيعِ الْأَوَّلِ، وَمَا زَالَتْ الْأُمَّةُ تَحْتَفِلُ بِمَوْلِدِ النَّبِيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اتْكَلِّمْنَا فِي لِقَائَيْنِ عَنْ سِيرَةِ الرَّسُولِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واتكلمنا في اللقاء السابق عَنْ أَخْلَاقِ النَّبِيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
النهارده حنتكلم عن موضوع جميل جدًا جدًا وهو رَحْمَةِ الرَّسُولِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

الْأَطْفالُ

 تَعَالَوا نَبْدَأُ بِرَحْمَةِ وَرِفْقِ النبي –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْأَطْفَالِ
رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

"مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالصِّبْيَانِ وَالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ "

وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ الْبِيئَةَ الَّتِي كَانَ فِيهَا الرَّسُولُ -الْبِيئَةَ الْعَرَبِيَّةَ- كَانَتْ تَرَى رَحْمَةَ الصَّغِيرِ لَوْنًا مِنْ أَلْوَانِ الضَّعْفِ، التى لا تليق بالرجال
شوف مثلًا مارواه الْبُخَارِيُّ: أَنَّ الَّنِبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ –حَفِيدَهُ- باس حفيده "الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ" وَكَانَ عِنْدَهُ "الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ" و الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ ده كان من سادات العرب، فَقَالَ الْأَقْرَعُ:

إِنَّ لِي عَشَرَةَ مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، طَبْعًا "الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ" بيَفْتَخِرُ أَنَّ لَهُ عَشَرَةَ أَوْلَادٍ وَعُمْرُهُ مَا قَبَّلَ أَحَدًا مِنْهُمْ، ويري أن هذا من الرجولة، فَيَقُولُ لَهُ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ"

والله لو كل واحد حط هذا الحديث نصب عينيه، لإستقامت الحياة في المجتمع، لو كل مسئول حد الحديث ده على مكتبه حيتغير شكل المجتمع كله

  أَيْضًا رَوَى الْبُخَاِريُّ وَمُسْلِمٌ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ شَايِلُ "أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ" حَفِيدَتَهُ، بنت بنته الكبيرة، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا، وذلك في كل ركعة

يمكن بعض الرجال الى الآن يعتقد أن هذا ليس من الرجولة، أو ان ده شغل ستات، لأ أهو نبيك –صلى الله عليه وسلم- مش مستحمل ان حفيدته تبكي، فكان يحملها وهو يصلى

*          *          *

أَيْضًا قِصَّةٌ يَرْوِيهَا الصَّحَابِيُّ "شَدَّادُ بْنُ الْهَادِ"

أَبُوهْ كَانَ يُلَقَّبُ بِالْهَادِ عشان كَانَ مِتْعَوِّد يُوقِدُ النَّارَ لَيْلًا لِهِدَايَةِ الْمُسافِرِينَ،

المهم: "شَدَّادُ بْنُ الْهَادِ" يَقُولُ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهُوَ شايل الْحَسَينَ وحطه إِلَى جِوَارِ قَدَمِهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ، وَفِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ سَجَدَ سَجْدَةً طويلة جدًا، فَشَدَادٌ قَلَقَ عَلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَوَجَدَ الْحَسَينَ عَلَى ظَهْرِ الرَسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ سَاجِدٌ،

فَلَمَّا انْتَهَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ سَجَدْتَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، يعنى قلنا فيه مشكلة حصلت، فيه حاجة حصلت، فيقول لهم الرَسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  

"ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ"

يَعْنِي سابه خالص لحد ما شبع من اللعبة دي وزهق منها، ونزل منه لنفسه، َكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ، مش عاوز أقطع عليه اللعبة بتاعته

*          *          *

مَرَّةٌ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فَوْقَ الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ شاف الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ جَايِين وَلَابِسِينَ جَلَالِيبَ طَوِيلَةً وبيتكعبلوا فيها، فَنَزَلَ مِنَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَشَالهم وحطهم جنبه وَهُوَ يَقُولَ: "صَدَقَ اللهُ ((إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ))

فِي يَوْمٍ يَأْتِي الْحَسَنُ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ياخده وَيُقْعِدُهُ فِي حِجْرِهِ، فَيَتَبَوَّلُ الْحَسَنُ، الصَّحَابَةُ جم ياخدوه، فَالرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "دَعُوا ابْنِي، لَا تُفْزِعُوا ابْنِي" يعني سيبوه لما يخلص خالص، سيبوه لما يخلص تبول، لما الْحَسَنُ خلص، دَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ يُصَبُّ عَلَيْهِ.

*          *          *

الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لقى طِفْل صَغِير اسْمَهُ "أَبَا عُمَيْرٍ"  حَزِينًا، و"أَبَا عُمَيْرٍ" ده الأخ الصغير للخادم بتاعه "أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ" فبيسأل: "مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا ؟ اللى مضايقه ؟ فيه ايه ؟

فَقَالُوا: مَاتَ نُغْرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، العصفورة بتاعته ماتت، النُّغْرُ هُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَصَافِيرِ

الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- راح لأَبَا عُمَيْرٍ ويقوله: أبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟" يعنى ايه اللى حصل للعصفورة بتاعتك، تعلى احكيلي كده

أي طفل عنده حيوان أليف وبيموت بيزعل قوي، فالرسول بيواسيه في موت الحيوان بتعاه

 تخيل بقي كل المسئوليات اللى عند الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومهتم بايه ؟ مهتم بطفل صغير شايفه زعلان، والطفل ده الأخ الصغير للخادم بتاعه

*          *          *

الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  كَانَ لما بيجي مِنْ سَفَرٍ يُسْتَقْبَلُ بِالصِّبْيَانِ، فياخد طفل يركبه قدامه وطفل وراه، حَتَّى وَهُوَه دَاخِلُ مَكَّةَ، داخل وهوه حاطط طفل قدامه وطفل وراه، يَعْنِي تخيل بقي في هذا الموقف المهيب جدًا، القائد المنتصر داخل وهو حاطط على الفرس اللى راكبه طفل  قدامه وطفل وراه

*          *          *

الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا مَرَّ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، تَوَاضُعٌ شَدِيدٌ جِدًّا وَبَسَاطَةٌ، مين فينا ممكن يكون ماشي يلاقي عيال بيلعبوا في الشارع يسلم عليهم.

"جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ" بيقول لما كَانَ طِفْلٌ، النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان ماشي فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانُ الْمَدِينَةِ، العيال اتلموا عليه، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا يقول: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا ورِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُونَةِ عَطَّارٍ، "جُونَةِ العَطَّارٍ" المكان اللى العطار بيحط فيها أو بيحفظ فيها العطر

*          *          *

مرة الرَسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، لبن بقي ميه، أي حاجة، وكان قاعد علي يمينه غُلامٌ يعنى 12 13 سنة، وقاعد على شماله، شيوخ، ناس كبيرة في السن، طب يبتدي بمين ؟ المفروض يدي للي قاعد على يمينه الغلام، والمفروض برضه يدي للأكبر سنًا، فالرسول –عليه الصلاة والسلام- بيقول للغلام: "أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءَ" شوف الأدب، بعد اذنك ممكن أديهم الأول، "وانك لعى خلق عظيم"  

وشوف رد الْغُلَام بقي قال: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا0

الا دي يا رسول الله، هوه عاوز يشرب ورا الرسول مباشرة، عاوز يشرب مطرح الرسول، وبالفعل الرسول يبتدي بيه، وده حديث متفق عليه

*          *          *

الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يوم عيد شاف طفل واقف لوحده مابيلعبش مع العيال، فسأل عنه، شوف الرسول مهتم بايه، مع انه شايل مسئولية العالم، مهتم بطفل صغير شايفه واقف لوحده ما بيلعبش مع العيال، قالوله انه يتيم، طبعا الرسول أكتر واحد يحس باليتيم لإن هوه نشأ يتيمًا –صلى الله عليه وسلم- وعرف الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  ان الطفل ده محرج يلعب مع العيال عشان مش لابس ملابس جديدة زيهم، طفل حساس، خد الطفل بيته، حماه وسرحله شعره وجابله ملابس جديدة  وَقَالَ لَهُ، إِذَا سَأَلَكَ أَحَدٌ عَنْ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَقُلْ أَبِي مُحَمَدًا وَأُمِّي عَائِشَةَ.

النِّسَاءُ

انْظُرْ إِلَى رِفْقِ النَّبِيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالنساء

الرَّسُولُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"
وَيَقُولُ الرَّسُولُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ- فِي آخِرِ خُطْبَةٍ لِلْمُسْلِمِينَ، قبل موته، يقول "اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ" وَأَخَذَ يُكَرِّرُهَا "اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ"  

*          *          *

الرَّسُولُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ لما يدخل في الصلاة، ويسمع  بُكَاءَ طفل بيُخَفِّفُ الصلاة، ليه ؟ رحمة بأمه، عشان ما يتعبش قلب أمه، أم الطفل اللى بيعيط ده صعبانة عليه، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 

"إِنِّي لَأَقُومَ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلُ فِيهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقُّ عَلَى أُمِّهِ"

دلوقتى تعالوا شوفوا الخناقات اللى في المساجد، والصوت العالى، عشان طفل عيط، أو اتشاقي شوية

*          *          *

الرَّسُولُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا رَجِعَ مِنْ خَيْبَرَ وَتَزَوَّجَ من السَّيِّدَةَ "صَفِيَّةَ" كَانَ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، يعنى يتنى رجليه كده، وتيجي السَّيِّدَةَ صَفِيَّةُ تحط رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ عشان تَرْكَبَ، الكلام ده مش بينه وبينها، لا ده قدام كل المسلمين، قدام الجيش بتاعه، وهوه قائد الجيش، بيعلمهم ازاي يتعاملوا مع زوجتهم

*          *          *

تَجِدُ الرَّسُولَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتُرُ السَّيِّدَةَ عَائِشَةَ بِثَوْبِهِ حَتَّى تُشَاهِدَ الْحَبَشَةَ وهمه بيلعبوا بالحراب فِي الْمَسْجِدِ فِي يَوْمِ عِيدٍ، تَقُولُ "حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَسْأَمُ" يفضل ماسك الثوب بايده كده، لحد ما هيه اللى تزهق

أَيْضًا السَّيِّدةُ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- كَانَتْ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و