Untitled Document

عدد المشاهدات : 999

الفصل الرابع والخمسون: من أحداث السنة العاشرة: الزواج من

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الثَالِث: مِنْ نُزُول الوَحْي حَتَى الهِجْرَة - مَرْحَلَة الدَعْوَة المَكِيَة

الفصل الرابع والخمسون

*********************************

من أحداث السنة العاشرة

الزواج من "سودة بنت زمعة"

*********************************

 

*********************************

تحدثنا في فصل سابق على الإيذاء الشديد جدًا الذي تعرض له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد وفاة عمه "أبو طالب" في بداية السنة العاشرة من البعثة، يقول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

-        ما نالت منى قريش شيءًا أكرهه حتى مات أبو طالب

*********************************

من أحداث السنة العاشرة من البعثة زواج الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من السيدة "سودة بنت زمعة"

من هي السيدة "سودة بنت زمعة" ؟

"سودة بنت زمعة" هي صحابية تزوجت من ابن عمها "السكران بن عمرو" وأنجبا ستة من الأبناء، وأسلما مبكرا، وتعرضا للإيذاء من قريش، فهاجرا الى الحبشة الهجرة الأولى، ثم عادا بعد ذلك الى مكة مع من عاد من المسلمين بعد ان وصلت اليهم في الحبشة أخبار غير صحيحة أن أهل مكة قد توقفوا عن تعذيب المسلمين واضطهادهم، وأن أغلبهم قد دخل في الاسلام، فعاد المسلمون الى مكة، ولكن في طريق العودة مات "السكران بن عمرو"

وكما تقول بنت الشاطيء في كتابها الماتع "نساء النبي" وهي تتحدث عن السيدة سودة "اسلمتها محنة الاغتراب الى محنة الترمل"

أصبحت "سودة بنت زمعة" في وضع لا تحسد عليه، لأن كل أهلها كانوا على الشرك، ولم يكن معها تجارة أو حرفة وليس لديها مال تنفق منه على عيالها الستة، فبقيت معهم "سودة" مع أهلها وحيدة مقهورة

وكانت فرصة السيدة "سودة" في الزواج تكاد تكون معدومة ، لأنها لم تكن ذات حسب ولا جمال، وكانت –رضى الله عنه- بدينة، وكانت متقدمة في السن، حيث كان سنها خمسة وخمسون عامًا، ، أي أكبر من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-   بخمسة أعوام،  وقيل أكبر من هذا، وكان معها –كما ذكرنا- ستة من الأبناء 

 

كيف تم الزواج ؟

بعد وفاة السيدة خديجة وانقضاء عدتها جائت أحدي الصحابيات وهي "خولة بنت حكيم" زوجة الصحابي "عثمان بن مظعون" وتحدثت مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  في موضوع الزواج، فقال لها الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

-        ومن بعد خديجة...؟

فعرضت عليه أن يتزوج من السيدة "سودة بنت زمعة" وكانت صديقة لها، فوافق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صيانة لها كما ذكرنا وتم الزواج في شوال من السنة العاشرة من البعثة

وهكذا  كان زواج الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من السيدة "سودة" نوع من الكفالة لها ولأبنائها، وانقاذًا لها ولأبنائها من الضياع، واحساسًا من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  بالمسئولية عن جميع المسلمين، وحتى يكون قدوة في هذا الأمر

 

اعجاب قوم السيدة "سودة" بالزواج

وقابل قوم السيدة "سودة" وهم "بنو عبد شمس" هذه الالتفاتة من الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالإعجاب والثناء، لدرجة أنهم خففوا من عداوتهم للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه أنقذ واحدة منهم من الضياع

 

 قابل قوم السيدة "سودة" هذه الإلتفاتة بالإعجاب والثناء

أخلاق السيدة سودة، وخفة روحها

السيدة "سودة" كانت طيبة الخلق جدًا، وكانت مشهورة بالكرم الشديد جدًا، لدرجة أن السيدة عائشة لها عبارة أنها كانت تتمنى أن تكون في أخلاقها، وكانت خفيفة الروح تحب أن تضحك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

قالت مرة للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فابتسم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************