Untitled Document

عدد المشاهدات : 1263

الفصل الخامس والعشرون بعد المائة: معركة أحد- الجزء الثامن - تفقد القتلى ودفن الشهداء

      أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ السابع: الأحداث من "بدر" الى "أحد"

الفصل الخامس والعشرون بعد المائة

*********************************

معركة أحد- الجزء الثامن

تفقد القتلى ودفن الشهداء

 *********************************

تفقد القتلى والجرحى
وقام الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمسلمون يتفقدون القتلي والجرحي، ويقول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

-        من يأتيني بخبر "سعد بن الربيع‏"

فذهب "زيد بن ثابت" ليبحث عن "سعد بن الربيع" فوجده وقد طعن اثنى عشر طعنة، وهو في آخر رمق، فقال لزيد بن ثابت قبل أن يموت:

-        قل لقومي الأنصار‏:‏ لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفيكم عين تطرف 

ثم فاضت نفسه

 

قام الرسول يتفقد القتلي

ووجدوا في الجرحي " الأُصَيرِم ـ عمرو بن ثابت" وكانوا من قبل يعرضون عليه الإسلام وهو يرفضه، فسألوه: ما الذي جاء بك، مناصرة لقومك، أم رغبة في الإسلام‏؟‏  فقال :‏

-        بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله، ثم قاتلت مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى أصابني ما ترون

ثم مات من وقته، فذكروه لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال:‏ ‏"هو من أهل الجنة"، قال أبو هريرة‏:‏ ولم يُصَلِّ لله صلاة قط ‏.‏

 

وكان من الشهداء "عمرو بن الجموح"  وكان أعرج شديد العرج، فلما كان يوم أحد حاول بنيه أن يمنعوه من الخروج، وقالوا له لا جهاد عليك، ولكنه أصر على الخروج، وأخذ سلاحه وقال: اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني خائبا إلى أهلي، فقتل يوم أحد ومات شهيدًا

 

وكان من الشهداء في هذا اليوم "حَنْظَلة الغَسِيل" وهو "حنظلة بن أبي عامر" وكانت ليلة زواجه هي ليلة المعركة، وكان قد صلى الصبح، ثم أجنب من زوجته، وخرج وهو جنب دون أن يغتسل الى القتال، وأخذ يقاتل حتى قتل، فوجدوا جثته يقطر منها الماء، وأخبروا الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال لهم أن الملائكة غسلته، ولذلك أطلق عليه "حَنْظَلة الغَسِيل"

 

وكان في القتلى رجل من اليهود اسمه "مُخَيرِيق" لما حضر القتال قال لقومه: يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم حق، قالوا له : ‏إن اليوم يوم السبت، قال‏:‏ لا سبت لكم ، ثم أخذ سيفه وعدته، وقال‏:‏ إن أصبت فمالي لمحمد،  يصنع فيه ما شاء، ثم قاتل حتى قتل، ‏فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :‏ ‏ ‏"مُخَيرِيق خير يهود"‏‏

 

والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم حق

 بكاء الرسول وحزنه على حمزة

ولما رأي الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما بحمزة عمه وأخيه في الرضاعة بكي بكاءًا شديدًا حتى انتحب، وقال: ما وقفت موقفًا أغيظ علىَّ من هذا

 قال ابن مسعود ‏:‏ ما رأينا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب

ويقول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لئن ظفرني الله تعالى بقريش في موطن من المواطن لأمثلن بسبعين منهم مكانك"

فنزل قول الله تعالى {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله} فصبر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعفا، وكفر عن يمينه، ونهي عن التمثيل بالجثث

 

 قبر حمزة

 

جمع الشهداء ودفنهم


وبدأ المسلمون في دفن شهدائهم، فأمر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأن يدفنوا في نفس المكان الذي قتلوا فيه، وأن يدفنوا دون أن يغسلوا، وأن يدفنوا كما هم بثيابهم بعد نزع ملابس الحرب عنهم

وكان عدد قتلى المسلمين في أحد سبعون شهيدًا: واحد وأربعون من الخزرج، وأربعة وعشرون من الأوس، وأربعة من المهاجرين، وواحد فقط من اليهود

بينما كان عدد قتلي  المشركين سبعة وثلاثون قتيلًا.‏


مقابر شهداء أحد

الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  يثني على ربه عز وجل ويدعوه
ثم قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ‏" ‏استووا حتى أثني على ربي عز وجل ‏"‏ ، فصاروا خلفه صفوفاً، ثم أخذ يثنى على الله تعالى وكان مما قاله:  
‏" ‏اللهم لك الحمد كله ، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ‏‏.‏
‏اللهم إني أسألك النعيم المقيم، الذي لا يحُول ولا يزول، اللهم إني أسألك العون يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، اللّهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************