Untitled Document

عدد المشاهدات : 1030

الفصل السادس والعشرون بعد المائة: معركة أحد- الجزء التاسع - الرجوع الى المدينة

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ السابع: الأحداث من "بدر" الى "أحد"

الفصل السادس والعشرون بعد المائة

*********************************

معركة أحد- الجزء التاسع

الرجوع الى المدينة

 *********************************

 *********************************

الرجوع إلى المدينة ونوادر الحب والتفاني
ولما فرغ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من دفن الشهداء والثناء على الله عاد الجيش الى المدينة، وكان ذلك في مساء يوم السبت السابع من شهر شوال سنة 3هـ

 وخرجت امرأة من الأنصار قد قتل أبوها وأخوها وزوجها، فلما أخبروها بمقتلهم قالت: فما فعل رسول الله، قالوا: هو بخير يا أم فلان، فقالت: أرونيه حتى أنظر اليه، فلما أشاروا له ورأته، قالت: كل مصيبة بعدك صغيرة  

وجاءت الى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أم سعد بن معاذ تعدو، وكان ابنها "عمرو بن معاذ" قد قتل في أحد، وكان "سعد بن معاذ" آخذ بلجام فرس النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فقال سعد ‏:‏ يا رسول الله، أمي، فقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ‏:‏ "‏مرحباً بها "‏، ثم وقف لها وعزاها في ابنها  فقالت:‏ أما إذ رأيتك سالماً فقد هانت المصيبة

 

جبل أحد ومسجد رسول الله

الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المدينة
ومر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ببعض بيوت الأنصار، فسمع بكاء نساء الأنصار على قتلاهن، فقال "ولكن حمزة لا بواكي له" يعنى لا يبكي على حمزة أحد، وذلك لأن أكثر قرابة حمزة كانوا في مكة، فذهبت نساء الأنصار يبكين حمزة عند بيت الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مجاملة لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وصل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى بيته فلم يستطع أن ينزل من على فرسه،  فأنزلاه السعدان "سعد بن معاذ" سيد الأوس، و"سعد بن عبادة" سيد الخزرج ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته، فلما دخل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى بيته ناول سيفه ابنته فاطمة ، وقال: ‏"اغسلي عن هذا دمه يا بنية ، فو الله لقد صدقني اليوم"

ثم أذن بلال لصلاة المغرب، فخرج الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على مثل تلك الحال يتوكأ على السعدين، فصلى المغرب، ثم عاد الى بيته ونام، فلما أذن بلال لصلاة العشاء كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نائمًا فلم يخرج للصلاة، فلما ذهب ثلث الليل نادي بلال: الصلاة يا رسول الله فانتبه من نومه، وسمع النساء لا يزلن يبكين، فقال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "وَيْحَهُنَّ ! لَمْ يَزَلْنَ يَبْكِينَ بَعْدُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟!  مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ"

 

اغسلي عن هذا دمه يا بنية فو الله لقد صدقني اليوم

وهذا معنى رائع، بعض الناس اذا أصابتهم مصيبة يظل طوال حياته محصورًا في تلك الدائرة لا يخرج منها، ولا يريد أن يخرج منها، الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول أننا نحزن مثل كل البشر، ولكل نحزن ليوم أو يوم وليلة أو أسبوع أو حتى شهر، ولكن لا نظل في هذه الدائرة طوال حياتنا، لابد أن نقلب الصفحة وننظر أمامنا ولا ننظر تحت أقدامنا

 انتصار قريش في بدر انتصار غير كامل

لم يكن انتصار قريش على المسلمين في أحد انتصارًا كاملًا، وهو انتصار لا يقارن بحال بانتصار المسلمين في بدر

كان انتصار المسلمين في بدر انتصارًا ساحقًا، وكان انتصارًا كاملًا، ولكن انتصار قريش في أحد، يمكن أن يطلق عليه "انتصار نسبي" ولذلك قال تعالى ((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا)) وذلك للأسباب الآتية:

-        لم تحقق قريش الهدف الأول من غزوة أحد وهو قتل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

-        لم تقم قريش بأسر أي أحد من المسلمين

-        عدد قتلي المشركين كان كبيرًا نسبيًا: سبعة وثلاثون قتيلًا، بينما في بدر كان عدد الشهداء من المسلمين أربعة عشر

-        عدد شهداء المسلمين في أحد كان سبعين شهيد، وهو نصف عدد قريش في بدر، لأن عدد قتلي قريش في بدر كان سبعون، وعدد الأسري كان سبعون، ومعنى هذا أن عدد القتلي كان يمكن أن يرتفع للضعف لو كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أمر بقتلهم

-        قام المسلمون بدفن شهدائهم في أحد بأنفسهم، بينما لم تتمكن قريش من ذلك في "بدر"

-        انسحبت قريش فورًا بعد انتهاء المعركة، ولم تقم في أرض المعركة ثلاثة أيام كما هي عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************