Untitled Document

عدد المشاهدات : 1866

الفصل الخامس والخمسون بعد المائة: ولادة السيدة زينب وعام الزلازل وسرية "محمد بن مسلمة" الى القُرَطاء، واسلام ثمامة بن أثال

أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الثاني عشر: الأحداث من "الأحزاب" الى "الحديبية"

الفصل الخامس والخمسون بعد المائة

*********************************

ولادة السيدة زينب وعام الزلزال

وسرية "محمد بن مسلمة" الى القُرَطاء

واسلام "ثمامة بن أثال"

 

*********************************

ولادة السيدة "زينب"

من أحداث السنة الخامسة هو ولادة السيدة "زينب" ابنة السيدة فاطمة و"على بن ابي طالب" وحفيدة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
  
مقام السيدة زينب بحي السيدة زينب بالقاهرة
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقوع زلزال في المدينة
أما آخر الأحداث التى وقعت في السنة الخامسة من الهجرة فهي وقوع زلزال قوي في المدينة، حتى سماها الناس سنة الزلزال، كما كان هناك زلزال قوي في مصر سنة 1992 فأطلق الناس في مصر على هذه السنة "سنة الزلزال"
  
وقع زلزال قوي في المدينة في السنة الخامسة
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
العام السادس "عام السرايا"
ثم جاءت السنة السادسة من الهجرة، وهذا العام أطلق عليه "عام السرايا" حيث قام الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في 11 شهر فقط من هذا العام بارسال 16 سرية، وخرج في غزوة واحدة، أي بمعدل سرية أو غزوة كل 20 يوم تقريبًا، وهو أكبر عدد من السرايا في سنة واحدة
ووقعت في بعض هذه السرايا بعض المصادمات، وسقط بعض القتلي والجرحي، بينما لم يقع في بعضها أي مصادمات، وكان الهدف من هذه السرايا هو تخويف الأعراب والأعداء الذين لم يستكينوا بعد
وكان بعض الأعراب يتعرضون للصحابة خارج المدينة ويقتلون منهم، وكان البعض يغير على أطراف المدبنة ويقومون بأعمال سلب ونهب، فكانت هذه السرايا بمثابة حملات تأديب لهؤلاء الأعراب
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
سرية "محمد بن مسلمة" الى "بنى القرطاء"
في محرم من السنة السادسة كانت سرية "محمد بن مسلمة" الى "بنى القرطاء" حيث أرسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "محمد بن مسلمة" في ثلاثين راكبًا الى "بنى القرطاء" فلما أغاروا عليهم هربوا، واستاق المسلمون نعمًا وشاة
  
سرية "محمد بن مسلمة" الى "القرطاء"
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أسر "ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ"
وفي طريق العودة أسر المسلمون رجلًا اسمه "ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ" وهو سيد "بنى حنيفة" والصحابة لا يعرفونه، فلما قدموا به المدينة قال لهم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
-        "أَتَدْرُونَ مَنْ أَخَذْتُمْ ؟ هَذَا ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ الْحَنَفِيّ ، أُحْسِنُوا إسَارَه
فربط الصحابة " ثُمَامَةُ" في أحد سواري المسجد
ودخل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى أحد بيوته، وقال لأهله:
- اجْمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ فَابْعَثُوا بِهِ إلَيْهِ
ثم مر به الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال له:
-        مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟
فَقَالَ:
-        عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ ! إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ .
تُرِكَه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ :
-        مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟
فَقَالَ:
-        عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ ! إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ .
تُرِكَه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ :
-        مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟
فَقَالَك عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ !
هكذا قصد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يكون ثمامة في المسجد ثلاثة أيام ليري المسلمون وصلاتهم وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض بالحب والود والرحمة، وحتى يسمع حديث الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهكذا أخذ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتودد اليه كل يوم، فلما لم يسلم ثمامه، قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
-  أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ
هكذا دون أن يطلب منه فداءًا، مع أن ثمامة كان قد عرض أن يدفع فداءًا كبيرًا عن نفسه، وكل ذلك كان طمعًا في اسلام "ثُمَامَةَ"
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اسلام "ثُمَامَةَ"
فلما أطلقوا ثُمَامَةَ، ذهب قريبًا من المسجد، واغتسل ثم دخل المسجد وذهب الى الرسول وقال:
-         أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ! يَا مُحَمَّدُ ! وَاللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى الأرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ.
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثُمَامَةَ في مواجهة قريش
ثم قال ثُمَامَةَ:
-  يا رسول الله إِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ ، فَمَاذَا تَرَى ؟
فأذن له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأداء العمرة فدخل مكة، ورفع صوته بالتلبية، فكان يقال أنه أول مسلم يعتمر، ولكن كان "سعد بن معاذ" أسبق منه
وقالت له قريش:
-        صَبَوْتَ ؟!
قَالَ:
-        لا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
  
وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثُمَامَةَ رائد المقاطعة الإقتصادية في الإسلام
وكانت اليمامة ريف مكة، فانصرف إلى بلاده، ومنع الحمل إلى مكة، حتى جهدت قريش، فكان أول من قام بالمقاطعة الإقتصادية في الإسلام
ثم كتبت قريش إلى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثُمَامَةَ أن يسمح بارسال المواد الغذائية الى مكة، ففعـل النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
هذا بالرغم من أن قريش كانت قد حاصرت المسلمين في شعب أبي طالب ثلاثة سنوات كاملة، حتى كان المسلمون يأكلون أوراق الشجر، وحتى قال أحد الصحابة "كنا نبعر كما يبعر البعير" ولكن لم يرض النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –أن تجوع قريش وأن يجوع الشيوخ والنساء والأطفال
كانت هناك حربًا اقتصادية يشنها النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –على قريش عن طريق التعرض لعير قريش، ولكن هذه الحرب الإقتصادية كانت تصيب قريش في أموالها ولا تصيبها في طعامها
  
كانت اليمامة ريف مكة، فانصرف إلى بلاده، ومنع الحمل إلى مكة
  ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 *********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************