Untitled Document

عدد المشاهدات : 3724

الفصل الواحد والعشرون بعد المائتين: فتح مكة- الجزء الثاني- محاولة "أبو سفيان" الإعتذار وتجنب الحرب

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة

 الجزء الثامن عشر: فتح مَكَة

 الفصل الواحد والعشرون بعد المائتين

 *********************************

 فتح مكة- الجزء الثاني
محاولة "أبو سفيان" الإعتذار وتجنب الحرب
 *********************************

*********************************
ملخص ما سبق

 بدأنا في الحلقة السابقة حديثنا عن "فتح مكة" وقلنا أن قريش نقضت "صلح الحديبية" حين اشتركت مع قبيلة "بنى بكر" في الاعتداء على قبيلة "خزاعة" وقتلت منهم داخل الحرم، وهي تعلم أن "خزاعة" في حلف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقرر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فورًا أن يقوم بغزو مكة

وقلنا أن سبب هذه القرار أن الرَسُولُ يريد فتح مكة في أسرع وقت، لأن مكة بيت الله الحرام، ولا يجوز أن يكون تحت حكم المشركين، ولا يجوز أن تكون هناك أصنام حول الكعبة، ولا يجوز أن يطوف البعض بالبيت عرايا، ولا يجوز أن يكون في مكة بيوت دعارة، وهناك بصفة عامة أوضاع كثيرة غير مقبولة في مكة
كما أن مكة لها مكانتها الرمزية المعروفة بين العرب، فلو فتحها المسلمون لدخلت الجزيرة العربية كلها في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل بعد ذلك
والرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلم أن غدر قريش ونقضهم صلح الحديبية، فرصة سانحة، وأمر قد لا يتكرر مرة أخري، لأن قريش تعلم جيدًا أن موازين القوي أصبحت في ذلك الوقت في السنة الثامنة من الهجرة في صالح المسلمين تمامًا، وكان هذا الإعتداء من جانبهم على خزاعة تهورًا وتصرفًا أحمقًا غير مبرر، فلا هم في عداء أو نزاع أصلًا مع "خزاعة" ولا هم علاقتهم بهذه القوة مع "بنو بكر" ولو تكرر هذا الموقف مائة مرة لما تهورت قريش وأقدمت على ما هي اقدمت عليه  
فلو أضاع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه الفرصة، فمعنى هذا أن ينتظر ثمانية سنوات أخري، وهي المدة الباقية من صلح الحديبية، حتى يمكن أن يكون هناك أي تحرك عسكري لفتح مكة، لأن المسلمون يحترمون تعهداتهم، ولا يمكن أن ينقض الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العهد أبدًا 
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 في ذلك الوقت اجتمعت قريش حتى تبحث عن حل لهذه المشكلة التى أوقعت نفسها فيها، وهي نقضهم الصلح مع المسملين، لأن قريش هي أيضُا تعلم جيدًا أنها الآن أضعف كثيرًا من المسلمين، وتعلم أن موازين القوي اذا كانت متعادلة بين الفريقين في السنة السادسة من الهجرة، عند توقيع صلح الحديبية، فان القوة الآن بعد عامين فقط في السنة الثامنة من الهجرة، في صالح المسلمين تمامًا

وقررت قريش في هذا الإجتماع أن ترسل سفيرًا الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للإعتذار وطلب العفو، وتجديد العهد، بل وطلب مد مدة الهدنة
وانتهت قريش الى أن يكون هذا السفير هو "أبو سفيان بن حرب" نفسه سيد قريش، ولا شك أن هذا الأمر فيه تنازل كبير عن كرامة قريش وكبرائها، وهذه هي أول مرة في تاريخ قريش تقدم فيه مثل هذا التنازل، ولكن قريش رأت أن تقدم هذا التنازل وتخسر هذه الخسارة خير لها ألف مرة من خسارة أكبر كثيرًا لو دخلت في حرب جيدية مع المسلمين، تعلم مسبقًا أنها ستكون الخاسرة، أو لو قام المسلمون بغزو مكة

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

  وصول "أبو سفيان" الى المدينة، ونزوله على ابنته "أم حبيبة"

انطلق "أبو سفيان" من "مكة" ووصل "أبو سفيان" الى المدينة، وكان عمره في ذلك الوقت 70 عامًا، واتجه أول الأمر الى ابنته "أم حبيبة" زوجة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وكان الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد تزوجها منذ عام واحد في السنة السابعة من الهجرة وهي بالحبشة، وكانت "أم حبيبة" واسمها "رملة بنت أبي سفيان" من اوائل المسلمين الذين أسلموا في مكة، وتعرضت للإضطهاد برغم من أنها ابنة "أبو سفيان" سيد بنى أمية، حتى هاجرت الى الحبشة مع زوجها "عبيد الله بن جحش" وابنتها "حبيبة" 
ولكن مرض "عبيد الله بن جحش" وهو في الحبشة ومات هناك، وأصبحت "ام حبيبة" في وضع لا تحسد عليه، فهي الآن أرملة، تعول طفلة، في بلد غريب، ليس أمامها الا أن تعيش على مساعدات المسلمين هناك، وهو أمر غير معقول لأنها ابنة سيد قريش
وعلم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذلك فرق لها فقرر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يتزوجها انقاذا لها من هذه الظروف، وتكريمًا لجهادها وصبرها، بل وتأليفًا لقلوب قريش حين يتزوج من ابنة زعيمهم
فأرسل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى النجاشي يخطبها، فدفع صداقها النجاشي نفسه، أربع مائة دينار، فكانت أكثر نساء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صداقًا، وأولم لها النجاشي وليمة فاخرة، وأرسها الى المدينة، والمفارقة أن أبيها "أبو سفيان" فرح جدًا بذلك الزواج

وصل "أبو سفيان" الى المدينة وتوجه الى ابنته "أم حبيبة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 
"أم حبيبة" تستقبل "أبو سفيان" بفتور وتعامله بجفاء
وصل "أبو سفيان" الى المدينة فاتجه الى ابنته "أم حبيبة"
وأبو سفيان له سبعة عشر من الأبناء، عشرة بنات وسبعة أولاد، منهم "حنظلة" قتل في بدر كافرًا ومنهم "معاوية بن ابي سفيان" الذي أصبح خليفة المسلمين- 
وكان هذا اللقاء بعد غياب ستة عشر عامًا متصلة، منذ هجرتها الأولى الى الحبشة في السنة الخامسة من الهجرة، فكان "أبو سفيان" يعتقد من "أم حبيبة" استقبالًا حافلًا، ولكن "أم حبيبة" استقبلته استقبالًا فاترًا، ولما ان أراد أن يجلس على الفراش الوحيد في الغرفة، وهو فراش الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اذا بها تطوي الفراش حتى لا يجلس عليه أبوها، فتعجب أبو سفيان وقال لها: 
- يا بُنَيَّةُ، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟!
يعنى لم تجلسينى على الفراش لأني رجل عظيم لا يصح أن أجلس على هذا الفراش المتواضع، أم أنا أقل من أن أجلس على هذا الفراش
فقالت له أم حبيبة في صلابة وجفاء واضح:
- هو فراش رسول الله، وأنت مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس على فراشه
فصدم أبو سفيان من رد ابنته وقال: 
- يا بنية، والله لقد أصابك بعدي شرٌّ
وخرج أبو سفيان من عند السيدة أم حبيبة بهذه الصدمة الكبيرة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 "أبو سفيان" يعتذر للرسول والرسول لا يرد عليه

واتجه "أبو سفيان" الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى يؤدي المهمة التى جاء من أجلها وهي الإعتذار الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وطلب العفو، وتجديد العهد، بل وطلب مد مدة الهدنة
وتحدث "أبو سفيان" الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يرد عليه
وكان السبب أن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد قرر بالفعل في ذلك الوقت أن يفتح مكة، وأن يستغل هذه الفرصة السانحة وهي الخطأ الذي وقعت فيه قريش، والذي يمكن ألا يتكرر مرة أخري لمدة ثمانية سنوات مقبلة وهي المدة الباقية في صلح الحديبية
وفي نفس الوقت لا يريد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالطبع أن يخبره أنه سيقبل بجيش لفتح مكة، حتى لا تستعد قريش لهذا الأمر، والرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان لا يخبر أبدًا عن وجهة الجيش حتى لا يستعد أعدائه للقتال
وكان عدم رد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليه هي الإهانة الثانية التى تلقاها "أبو سفيان"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 أبو سفيان يتوجه إلى أبي بكر

خرج "أبو سفيان" من عند الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واتجه الى "أبو بكر" وهو يعلم أن "أبو بكر" هو الرجل الثاني في الدولة الإسلامية بعد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 
وطلب من "أبو بكر" ان يتوسط له عند الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرد عليه أبو بكر في صرامة ووضوح:
- ما أنا بفاعل، فلن أتوسط بينك وبين الرسول الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 

طلب "أبو سفيان" من "ابي بكر" أن يتوسط له عند الرسول

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 "أبو سفيان" يحاول توسيط "عمر بن الخطاب"

خرج "أبو سفيان" من عند "أبي بكر" بالصدمة الثالثة، فتوجه الى "عمر بن الخطاب" الرجل الثاني في الدولة الإسلامية، وطلب منه –كما طلب من أبي بكر- أن يتوسط له عند الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكن عمر رد عليه في قوة:
- أنا أشفع لكم عند رسول الله،  فوالله لو لم أجد لكم إلا الذر لجاهدتكم به.
أي لو لم يكن  معي الا جيش من النمل لقاتلتكم به

قال عمر: والله لو لم أجد لكم إلا الذر لجاهدتكم به.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 "أبو سفيان" يتوجه أخيرًا الى "على بن أبي طالب"

وخرج "أبو سفيان" من عند "عمر" بالصدمة الرابعة، فاتجه الى "على بن ابي طالب" ودخل عليه في بيته، وكانت معه زوجته السيدة "فاطمة" فقال "أبو سفيان" لعلي:
- يا علي، إنك أَمَسُّ القوم بي رَحِمًا، وأقربهم مني قرابة، وقد جئتُ في حاجة، فاشفعْ لي إلى رسول الله .
فقال على بن ابي طالب:
- ويحك يا أبا سفيان! والله لقد عزم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أمرٍ ما نستطيع أن نكلمه فيه 
يعنى لا أحد يستطيع أن يكلم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ذلك الأمر 
وكان "الحسن بن على" طفلًا صغيرًا عمره ستة أعوام يلعب في البيت، فأراد "أبو سفيان" أن يتلطف الى السيدة فاطمة لعله تشفع له، وهو يعلم حب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لها فقال للسيدة فاطمة:
- يا بنت محمد، هل لك أن تأمري بُنَيّك هذا فَيُجِيرَ بين الناس، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟
ولكن السيدة "فاطمة" تجاهلة مزاحه وقالت في وقارها:
- والله ما بلغ بُنَيّ ذلك أن يجير بين الناس، وما يجير أحدٌ على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 
فأسقط في يد أبو سفيان وقال: 
- يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدت عليَّ فانصحني.
فقال له علي: 
- والله لا أعلم شيئًا يغني عنك، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فَأَجِرْ بين الناس، ثم الْحَقْ بأرضك. 
أي قم وسط الناس، وقل أنك أجرت بين الناس، أي أنك حجزت بين الناس، ومنعت وقوع الحرب بينهم، ولأنك سيد "بنى كنانة" وشخصية لها مكانته في الجزيرة فالمفروض أن يحترم الناس هذه الإجارة
فقال أبو سفيان: 
- أوَترى ذلك مُغْنِيًا عني شيئًا؟
قال علي بن أبي طالب: 
- لا والله ما أظن، ولكن لا أجد لك غير ذلك
فقام "أبا سفيان" ودخل المسجد وقال: 
- يا أيها الناس، إني قد أَجَرْتُ بين الناس
فلم يرد على "أبو سفيان" أحد ولم يلتفت اليه أحد 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 "سلمان" و"صهيب" و"بلال" يغلظون القول لأبو سفيان

ركب أبو سفيان بعيره راجعًا إلى مكة، ومر في طريقه على سلمان وصهيب وبلال ، فقالوا: 
- والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها.
وكان "سلمان" و"صهيب" و"بلال" في مكة عبيدًا يباعون ويشترون، وكان "أبو بكر" يمر بجوارهم فلم يعجبه ما قالوه، فنهرهم قائلًا:
- أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟!
وذهب "أبو بكر" وأخبر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
- يَا أَبَا بَكْرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ
وفهم "أبو بكر" فورًا، وذهب من فوره الى "سلمان" و"صهيب" و"بلال" وقال لهم:
- يا إخوتاه، أغضبتكم؟
قالوا: 
- لا، يغفرُ الله لك يا أُخَيَّ
اذن كان هناك منتهي الغلظة في التعامل مع "أبو سفيان" سواء من ابنته السيدة "أم حبيبة" ثم "عمر بن الخطاب" وأخيرًا "سلمان" و"صهيب" و"بلال" ولم ينكر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أي منهم ما فعله، لأن الموقف موقف حرب، ولابد من الغلظة في التعامل مع الكفار في وقت الحرب، قال تعالى ((أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ))

والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 أبو سفيان" يفشل في مهمته ويعود الى مكة

ورجع أبو سفيان إلى مكة، وهو يعلم أنه قد فشل في أداء مهمته، وقال له زعماء مكة: 
- ما وراءك؟
فقال أبو سفيان: 
- جئت محمدًا فكلمته، فوالله ما ردَّ عليَّ شيئًا، ثم جئت ابن أبي قحافة، فوالله ما وجدتُ فيه خيرًا، ثم جئت عمر فوجدته أدنى العدو، ثم جئت عليًّا فوجدته ألين القوم، وقد أشار عليَّ بأمر صنعته، فوالله ما أدري هل يغني عني شيئًا أم لا؟
فقالوا: 
- فبماذا أمرك؟
فقال: 
- أمرني أن أُجِيرَ بين الناس، ففعلت.
قالوا: 
- فهل أجاز ذلك محمدٌ ؟
قال: 
- لا.
قالوا: 
- ويحك! ما زادك الرجل على أن لعب بك.
فقال أبو سفيان: 
- لا والله ما وجدتُ غير ذلك

قال زعماء مكة لأبو سفيان: ما زادك الرجل على أن لعب بك.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 هذه هي محاولة "أبو سفيان" الفاشلة في الاعتذار الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وطلب العفو منه بعد أن قامت بنفسها بنقض صلح الحديبية الذي كان بينها وبين الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ان اعتدت على قبيلة"خزاعة" داخل الحرم وقتلت منهم، وهم يعلمون أن "خزاعة" في حلف الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 

وعلمت قريش أن احتمال قيام معركة جيدة مع المسلمين أمر محتمل ووارد، وعلمت أن قيام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بغزو مكة أمر محتمل ووارد
ما الذي حدث بعد ذلك، هذا سيكون حديثنا في الفصل القادم

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************