Untitled Document

عدد المشاهدات : 1673

الفصل الواحد والخمسون بعد المائتين: وفاة رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول

        أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَةمنهج حياة  

الجزء الثاني والعشرون: الأحداث من غزوة تبوك

حتى وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

الفصل الواحد والخمسون بعد المائتين

*********************************

وفاة رأس المنافقين

عبد الله بن أبي بن سلول

 *********************************

 

 *********************************

قصة "عبد الله بن أبي بن سلول"

من الأحداث الهامة في السنة التاسعة من الهجرة، وفاة "عبد الله بن أبي بن سلول" والذي عرف برأس المنافقين

وقصة "عبد الله بن أبي بن سلول" أن المدينة قبل هجرة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهدت تاريخًا طويلًا من الحروب بين الأوس والخزرج، وكانت آخر هذه الحروب هي حرب "بعاث" والتى انتهت بانتصار "الأوس" وفكر العقلاء بعدها على تنصيب رجل يكون ملكًا أو حاكمًا على المدينة، واتفق الطرفان على أن يكون هذا الحاكم هو أحد سادات الخزرج وهو "عبد الله بن أبي سلول" لأنه أولًا لم يشترك في حرب "بعاث" بل كان رافضًا ومعارضًا لها، ولأنه من "الخزرج" الطرف الذي انهزم في حرب "بعاث" فلا يكون هذا تنصيب رجل من "الأوس" أحد نتائج هزيمة "الخزرج" وهو لا شك أمر سيرفضه "الخزرج"

وبعد أن اتفق أهل المدينة من الأوس والخزرج وبعد أن أصبح أمر تنصيب "عبد الله بن أبي" مسئلة وقت، جائت هجرة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واجتمع الأنصار حول راية الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ووئدت فكرة أن يكون "عبد الله بن أبي" ملكًا على المدينة، فحقد "عبد الله بن ابي" على الرَسُولُ وأظهر الإسلام وأبطن الكفر، ولم يتوقف لحظة عن الكيد ضد الدولة الإسلامية، وتعاون مع اليهود في ذلك، وقاد جماعة المنافقين في المدينة، وكانت خطورة "عبد الله بن ابي" أن له مكانته الكبيرة بين قومه

أبرز مواقف "عبد الله بن أبي بن سلول"

ومن أبرز مواقفه التى حاول من خلالها هدم الدولة الإسلامية، حين انسحب أثناء تحرك جيش المسلمين الى أحد، فانسحب معه ثلث الجيش

كما أنه قام باشاعة حديث الإفك وتكبيره، وقال الله تعالى في ذلك ((وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) 

وفي غزوة "بنى المصطلق" في السنة السادسة من الهجرة حاول احداث وقيعة وفتنة بين المهارجين والأنصار، ثم قال ((ولله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل")) وقال {لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} يعنى امنعوا الأموال عن أصحاب الرَسُولُ حتى ينفضوا عنه ويتركوه، وقد سجل عليه القرآن العظيم هذه الكلمات

ولم يتوقف "عبد الله بن ابي بن سلول" لحظة واحدة عن التآمر والكيد للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومحاولة هدم الدولة الإسلامية حتى توفي بعد عودة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من تبوك، في رمضان من السنة التاسعة من الهجرة

 صلاة الرسول عليه ثم نهي الله تعالى عن ذلك

وكان لعبد الله بن أبي ولد وحيد اسمه "عبد الله" على اسم ابيه، أي أن اسمه "عبد الله بن عبد الله بن ابي بن سلول" وكان من خيار الصحابة، شهد بدر وجميع المشاهد مع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكان شديد البر بأبيه، ومع ذلك كان من أشد الناس على أبيه

فلما توفي "عبد الله بن أبي" ذهب ابنه "عبد الله" الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه، فأعطاه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قميصه، ثم سأل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يصلى عليه، فقام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليصلى عليه، فقام عمر وأخذ بثوب الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال:

-        يا رسول الله، وقد نهاك ربك أن تصلى عليه

فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

-        إنما خيرني الله فقال)):اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)) وسأزيده على السبعين

وصلى عليه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول عمر "فعَجَبٌ لى وجرأتى على رسول الله" ولكن نزل بعد ذلك قول الله تعالى: ((وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ))

 

قال عمر: يا رسول الله، وقد نهاك ربك أن تصلى عليه

انحسار حركة النفاق في المدينة

وكان موت "عبد الله بن ابي" ضربة قاصمة ثالثة للمنافقين في خلال شهرين فقط، حيث كانت الضربة الأولى هي غزوة تبوك نفسها ونزول سورة التوبة، وقد أظهرت غزوة تبوك وسورة التوبة عدد كبيرمن المنافقين

وكانت الضربة الثانية هي هدم وحرق مسجد الضرار

ثم كانت الضربة الثالثة بموت رئيس المنافقين "عبد الله بن ابي بن سلول"

وبموت "عبد الله بن أُبي بن سلول" انحسرت جدًّا حركة النفاق في المدينة المنورة، وكُسِرَت إلى حد كبير شوكتهم، ولذلك لم نجد لهم حضورًا يذكر في العام العاشر من الهجرة، وإن كان استمرار وجودهم مؤكدًا؛ لأن المنافقون لا يختفون أبدًا من أي مجتمع مسلم، منذ أيام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحتى الآن

 *********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************