Untitled Document

عدد المشاهدات : 2777

الفصل الثامن والخمسون بعد المائتينن: قصة دخول الإسلام الى اليمن

   أسْرَار السيرة الشَرِيفَة- منهج حياة

الجزء الثاني والعشرون:
الأحداث من غزوة تبوك
حتى وفاة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
الفصل الثامن والخمسون بعد المائتين
*********************************
قصة دخول الإسلام الى اليمن
*********************************

*********************************
مقدمة
من أحداث السنة العاشرة ظهور اثنين من مدعي النبوة، وهما: الأسود العنسي في اليمن، ومسيلمة الكذاب في اليمامة
نتحدث أولًا عن ظهور الأسود العنسي في اليمن، وقبل أن نتحدث عن الأسود العنسي نتحدث في هذا الفصل عن دخول الإسلام الى اليمن
==========
اليمن قبل الإسلام
لم يكن اليمن قبل الإسلام دولة لها قيادة موحدة، وانما كان شأنها شأن الجزيرة العربية كلها، مجموعة من القبائل والقوي المتناحرة، فكانت اليمن منقسمة بين قبائل: حمير، وحضر موت، وكندة، وهمدان، وحكم فارسي في صنعاء وعدن وما حولهما، ثم نصاري نجران تابعين للدولة الرومانية
ولم يدخل الإسلام الى اليمن دفعة واحدة ولا في زمن واحد، وانما دخل الإسلام الى اليمن بالتدريج، اما عن طريق الدعوة السلمية، واما عن طريق السرايا والبعوث التى كان يرسلها الرسول 

كانت اليمن قبل الإسلام مجموعة من القبائل والقوي المتناحرة
==========
المرحلة الأول: اسلام أفراد من قبائل مختلفة
وكان أول دخول للإسلام الى اليمن عندما أسلم افراد من قبائل مختلفة، مثل "أبي موسى الأشعري" من قبيلة "الأشاعرة" و"الطفيل بن عمرو" من "دوس" و"قيس بن نمط" من "همدان" ونشط هؤلاء للدعوة في قبائلهم

صورة من اليمن
==========
اسلام فرس اليمن
ثم جاء اسلام "باذان" حاكم اليمن من قبل فارس، والذي كان يحكم صنعاء وعدن وما حولهما، وكانت قصة اسلامه أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرسل الى الملوك والحكام في السنة السادسة بعد صلح الحديبية يدعوهم الى الإسلام، وكان من هؤلاء كسري فارس، والذي غضب من رسالة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومزق الرسالة، ولم يكتف بذلك بل أراد أن يعتقل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى يعاقبه، فأرسل كسري رسالة إلى عامله على بلاد اليمن وكان فارسيًا واسمه "باذان" وطلب منه أن يبعث رجلين من رجاله ليأتيا برسول الله إلى المدائن عاصمة فارس. 
وكان "كسري" يريد بذلك اذلال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واذلال المسلمين، لأنه لم يرسل بعض جنوده من عاصمة ملكه "المدائن"، وانما أمر أن يرسل رجلين فقط والذي يرسلهما هو أحد عماله
وبالفعل أرسل "باذان" جنديين من اليمن للقبض على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فطلب منهما الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هدوء أن ينتظرا الى اليوم التالي وسوف يرد عليهما
وفي اليوم التالي بعث الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى الجنديين وقال لهما "إِنَّ رَبِّي قَتَلَ رَبَّكُمُ اللَّيْلَةَ" وبالفعل في هذه الليلة قُتِّلَ "كسري" على يد ابنه "شيرويه"
فعاد الجنديين الى "باذان" وأخبراه، فقال "والله ما هذا بكلام ملك، فان كان ما يقول حقًا فهو رسول" وما لبث أن وصل خطاب "شيرويه بن أبرويز" كسري فارس الجديد، يخبره فيه بأنه قد قتل أباه "أبرويز" ويطلب منه البيعة
وعلم "باذان" الليلة التى قُتِّلَ فيها "أبرويز" فوجد أنها هي نفس الليلة التى أخبر عنها الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأيقن أنه رسول، فأسلم وأسلم كل الفرس تقريبًا في اليمن، وكان ذلك في السنة السابعة من الهجرة
ومات "باذن" بعد ذلك، وتولى الأمر بعده ابنه المسلم الفارسي الأصل "شهر بن باذان"

رحلة رسولا "باذان" من اليمن الى المدينة
==========
اسلام "حمير"
وأما قبيلة حمير، وهي أعظم القوى القَبَلِية في اليمن وأعرقها، فقد أرسل إليهم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكثر من رسول، حتى أسلم أهل حمير وملوك حمير، وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة بعد تبوك

قبيلة حميرية تعيش حتى الآن الحياة البدائية
==========
اسلام "همدان"
بالنسبة لهمدان أرسل إليهم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مجموعة من المسلمين، وكان أميرهم "خالد بن وليد" وظل ستة أشهر يدعوهم الى الإسلام، فلم يستجب اليهم أحد، فساء ذلك الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأرسل اليهم "على بن ابي طالب" في رمضان من السنة العاشرة، فأسلمت كل "همدان" وكان ذلك من مناقب "على بن ابي طالب" رضى الله عنه

أرسل الرسول "خالد بن وليد" الى همدان"
==========
نصاري نجران
بالنسبة لنصاري نجران، فقد قدم وفد منهم المدينة، وتحدثنا عن ذلك في فصل سابق، وقد رفضوا الإسلام، وأقروا بدفع الجزية

قدم وفد من نصاري نجران الى المدينة ورفضوا الإسلام
==========
الرسول يرسل عدة سرايا الى اليمن
من جهة أخري أرسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عدة سرايا الى بعض القبائل اليمنية التى لم تستجب لدعوة الإسلام، فأرسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  "الطفيل بن عمرو" الى قبيلة "دَوْس" في السنة الثامنة
كما أرسل سرية بقيادة "خالد بن سعيد بن العاص" في السنة التاسعة، وسرية بقيادة "خالد بن الوليد" في السنة التاسعة، وسريتين بقيادة "على بن ابي طالب" في السنة التاسعة والعاشرة
وهكذا عندما جائت السنةالعاشرة كان جميع أهل اليمن قد دخلوا في الإســـــــلام -باستثناء نصاري نجران والذين أقروا بدفع الجزية- اما رغبة حقيقية في الإسلام، واما خوفًا من الدولة الإسلامية 

سرية "على بن أبي طالب" الى اليمن
==========
الرَسُولُ يرسل "معاذ بن جبل" و"أبا موسى الأشعري" ليتوليا القيادة الإدارية في اليمن
وفي السنة العاشرة أرسل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "معاذ بن جبل" و"أبا موسى الأشعري" ليتوليا القيادة الإدارية في اليمن، وقسم اليمن الى قسمين كبيرين، عرف كل قسم بالمخلاف، وأصبح كل واحد منهما مسئولًا عن أحد هذه الأقسام 
ووصى الرَسُــــــولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عاملاه وقال لهما ((يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا)) 
وقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى مُعَاذِ بن جَبَلٍ وهو يودعه "يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وْلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا وْقَبْرِي" فبكي معاذ جزعًا لفراق الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

==========
رؤيا الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ورأي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رؤيا أن وضعت في كفه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فاغتم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لذلك، فَأَوْحَى الله إِلَيَّ أَنْ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْهُمَا، فَذَهَبَا، فأول الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه الرؤيا بظهور اثنين يدعيا النبوة، فما لبث أن ظهر: الأسود العنسي في صنعاء باليمن، ومسيلمة الكذاب في اليمامة في وسط الجزيرة

رأي الرَسُولُ رؤيا أن وضعت في كفه سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ
==========

 *********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************