Untitled Document

عدد المشاهدات : 2159

الحلقة (68) من "تدبر القُرْآن العَظِيم" تدبر الآيتين (87) و(88) من سورة البقرة وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَ

  تدبر القُرْآن العَظِيم

الحلقة الثامنة والستون
تدبر الآيات (87) و(88) من سورة البقرة
وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ)
الإيتاء هو الإعطاء
فمعنى (آَتَيْنَا) أي: أَعْطَيْنَا
و(الْكِتَابَ) هو التوارة التى أنزلت على موسى –عليه السلام-
والتوراة نزلت على موسى جملة واحدة، كما نزلت جميع الكتب السماوية جملة واحدة، باستثناء القرآن العظيم الذي نزل مفرقًا
ولذلك كان نزول القرآن مفرقًا محل انتقاد من المشركين، يقول تعالى في سورة الفرقان (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)
(وَقَفَّيْنَا) 
يعنى أَتْبَعْنَا
وأصله من القفا، وهو مؤخر العنق 
ولذلك تقول العرب: اقتفي أثره، أي سار في أثره
ونقول: قافية الشعر، لأنها تأتي في نهاية كل بيت 
 (مِنْ بَعْدِهِ) أي من بعد موسى
(بِالرُّسُلِ) ,هو جمع رسول
اذن معنى (وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) أن بعد موسى –عليه السلام-  كان كل رسول يأتي بعد الآخر، وليست هناك مسافة زمنية بين كل رسول وآخر
ونحن نعلم أن موسى –عليه السلام- هو أول أنبياء بنى اسرائيل، وعيسي –عليه السلام- هو آخر أنبياء بنى اسرائيل، والإثنين من أولى العزم من الرسل، والفترة بين موسى –عليه السلام- وبين عيسى –عليه السلام- ألف وخمسمائة سنة، وقيل ألفا وسبعمائة سنة، خلال هذه الفترة الطويلة، لم تخلُ أي مساحة زمنية لنبي من أنبياء ينى اسرائيل، بل عندما اتسعت المنطقة الجغرافية لبنى اسرائيل، كان هناك في كل منطقة نبي في نفس الوقت، بل أحيانًا كان هناك أكثر من نبي في المكان الواحدة
يقول تعالى في سورة ياسين ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ)
وبنى اسرائيل بفتخرون بكثرة رسلهم، ويقولون "نحن أكثر الأمم أنبياء" وقلنا من قبل أنه هذه حجة عليهم وليست حجة لهم
لأن كثرة الرسل في بنى اسرائيل يدل على كثرة فسادهم
كما أن كثرة الأمراض في مكان لايكفيه طبيب واحد ولكن يحتاج الى اكثر من طبيب
وكل هؤلاء الأنبياء من بنى اسرائيل كانوا على شريعة واحدة، وهي شريعة موسى –عليه السلام- حتى جاء عيسي –عليه السلام فنسخ كثير من شريعة موسى وجاء بشريعة جديدة
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

وعندما يقول تعالى (وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) تقريع وتوبيخ لهم، كأنه تعالى يقول لهم، لا حجة لكم في الإبتعاد عن منهج الله تعالى، لأني أرسلت اليكم الرسل الواحد تلو الآخر، يتبع بعضهم بعضا، وليست هناك أي مسافة زمنية بين كل رسول وآخر  
لأن فِي سِيرَةِ الْبَشَرِ عندما تطول المدة بعد الرسول يبتعد الناس عن منهح الله تعالى، وتقسو القلوب، يقول تعالى في سورة الحديد (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينِ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينِ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) 
وهنا يكون للمتأخر من الناس حجة يعتذر بها، أما بالنسبة لبنى اسرائيل فلا عذر لهم في ذلك، لأن الله تعالى أرسل اليهم الرسل بعد موسى –عليه السلام- الواحد تلو الآخر، حتى عيسي –عليه السلام-
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

 (وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ) أي أعطينا "عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ" (الْبَيِّنَاتِ) وهي الآيات الدالة على نبوته، من أنه يبري الأكمه والأبرص، والأكمه هو الذي ولد كفيفًا، والأبرص هو المرض الجلدي المعروف، ويحي الموتي باذن الله، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرًا باذن الله، واخباره بكثير من الغيوب، مثل ما يدخرون في بيوتهم، ورد عليهم التوراة، وجاء لهم بالإنجيل
فكلمة (الْبَيِّنَاتِ) تشمل الآية الشرعية التى جاء بها، وهي الإنجيل، والآيات الكونية كأحياء الموتى وشفاء الأمراض المستعصية وغير ذلك
 (وَأَيَّدْنَاهُ) وقرأت (وآيدناه( أي قويناه ونصرناه وأعناه
لأن (الأيد) القوة، كما قال تعالى في سورة "الذاريات" (والسماء بنيناها بأيد ) أي بقوة، وقوله تعالى (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ) أي ذا القوة في العبادة
(بِرُوحِ الْقُدُسِ) وهي تقرأ بضم الدال، وقرأها "ابن كثير" بسكون الدال هكذا (الْقُدْسِ)
فيها ثلاثة أقوال:
الأول: أن رُوحِ الْقُدُسِ هو الإنجيل الذي نزل على عيسي،لأن الإنجيل وحي؛ والحق –سبحانه وتعالى- سمى القرآن العظيم روحًا، فقال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا( لأن القلوب تحيا بالوحي، كما أن الأجساد تحي بالروح
الثاني: أن رُوحِ الْقُدُسِ هُوَ الاسْمُ الَّذِي كَانَ عِيسَى يُحْيِي بِهِ الْمَوْتَى، ويأتي به بالمعجزات، وهو اسم الله الأعظم
الثالث: وهو الأرجح أن رُوحِ الْقُدُسِ هو جبريل –عليه السلام- 
وذلك لقول الله تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك( 
وأيضًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت  "اهج قريشا وروح القدس معك" ثم قال له مرة "اهج قريشًا وجبريل معك" 
وسمي جبريل –عليه السلام- بروح القدس
لأن الملائكة مثل البشر مكونين من روح وجسد، ولكن الغالب في تكوين الملائكة الروح أو الروحانية، فالروح هي التى تغلب الجسد، بعكس البشر الجسد هو الذي يغلب غالبًا الروح
والْقُدُسِ هو الطهر، فهو طاهر من الذنوب، وهو البركة
فسمي جبريل –عليه السلام- بروح القدس أي الروح الطاهرة المباركة
وهذا أمر يشترك فيه جميع الملائكة، ولكن أختص جبريل بهذا الإسم تشريفًا له، ولأنه رئيس الملائكة، ولأنه العلامة على الملائكة، ولأن روحانية جبريل أتم وأكمل من جميع الملائكة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

وقيل في قوله تعالى (وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) أن جبريل كان ملازمًا لعيسي –عليه السلام- لا يتركه أبدًا، منذ ولادته وحتى صعد به الى السماء
فهو أولًا بشر مريم بولادة عيسي، ثم جاء عيسي بنفخة جبريل، ثم رباه في جميع أحواله، وظل ملازمًا له طوال حياته، حتى عندما صعد الى السماء كان معه
 وقيل أن هذا السبب الذي من أجله لم يتزوج عيسى –عليه السلام-
وهذه خصوصية لعيسي –عليه السلام- فجميع الأنبياء كان يأتيهم جبريل ويذهب، حتى الرسول قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ : مَا لَكَ لا تَأْتِينَا أَكْثَرَ مِمَّا تَأْتِينَا ؟ ، فَنَزَلَتْ  (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ)
لأن عيسى جاء بلا أب فلذلك لابد أنه كان معرضًا لغمز الناس، فاذا لم يكن مؤيدًا بروح القدس، ربما انهارت بشريته
 

كان جبريل ملازمًا لعيسي –عليه السلام- لا يتركه أبدًا
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

 (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون)
(أَفَكُلَّمَا) تدل على التكرار، فهو أمر متكرر في تاريخهم
هناك "هَوَى" بالفتحة على الواو، و"هَوِيَ" بالكسرة على الواو.
"هَوَى" بالفتحة على الواو، تعنى سقط من أعلى ألى أسفل، كقول الشاعر (كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى) قصيدة ابراهيم ناجي المعروفة
و"هَوِيَ" بالكسرة على الواو، تعنى أحب واشتهى، مثل: هَوِيَ هذه المرأة- هَوِيَ ركوب الخيل- هَوِيَ السفر
هنا يقول تعالى (بِمَا لاَ تهوى أَنْفُسُكُمْ) يعنى المعنى الثاني وهو ما تحبه النفس 
ولكن اللفظان –مع ذلك- ملتقيان، لأن الأول يعنى الهبوط، والثاني –أيضًا- وهو ما تحبه النفس، يؤدي الى الهبوط من أعلى الى أسفل
ولذلك قيل أن الهوي أطلق عليه ذلك لأنه يهوي بصاحبه الى النار
( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ) سواء الرسول نفسه، أو بما جاء به هذا الرسول
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

 (اسْتَكْبَرْتُمْ) معنى الكبر أنه رأي نفسه كبيرًا وهو ليس كبير
فمعنى (اسْتَكْبَرْتُمْ) رأيتم وادعيتم أنكم كبارٌ وأنتم لستم كباراً
لأنهم استكبروا على اختيار الله تعالى لرسله
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

) فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون)
الفاء يطلق عليها فاء التفصيل
 (فَفَرِيقًا) أي طائفة منهم (كَذَّبْتُمْ) الكذب هو تقول كلامًا يخالف الواقع، أي أنكم اتهمتم رسلى بأنهم يقولون كلاما يخالف الواقع، وهذا غير صحيح، والحقيقة أنه كلامًا يخالف ما تشتهيه نفوسكم
فهم كذبوا طائفة من الأنبياء مثل عيسى –عليه السلام- ومثل محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وَفَرِيقًا) أي طائفة أخري (تَقْتُلُون) التكذيب مسألة منكرة، ولكن القتل أكثر بشاعة، وحتى تري انسانًا يتخلص من خصمه بالقتل فهذه شهادة على ضعفه أمام خصمه
حتى روي أن بنى اسرائيل قتلوا في يوم واحد سبعين نبيًا، وقيل أنهم قتلوا في يوم واحد ثلاثمائة نبى
فقتلوا زكريا، وقتلوا يحي، والذي أوعز بقتل يحي راقصة اسمها "سالومي" وكانت أحد محارم الملك، وقيل أنها ابنة أخته، وكانت شديدة الجمال، فأراد الملك أن يتزوجها، وكانت هي تريد أن تتزوجه، فطلبوا من يحي أن يفتى بجواز هذا الزواج، ولكنه رفض، فأبت "سالومي" أن تمكن نفسها للملك الا اذا جاء لها برأس يحي، فقتله وجاء لها برأسه في طست
 

أبت "سالومي" أن تمكن نفسها للملك الا اذا جاء لها برأس يحي
وقد جاء تعالى بالفعل (تَقْتُلُون) بالمضارع, ولم يقل (قتلتم) لأن التعبير بالمصارع يستحضر الفعل في الأذهان ولأنه تعالى أراد وصفهم في المستقبل لأنهم قتلوا بالفعل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حينما قدموا له شاة مسمومة، وكان ذلك في السنة السابعة من الهجرة، وظل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعاني من هذا السم سنوات طويلة حتى مات بسببه، روي البخاري في صحيحه أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال في مرض موته "ما زالت أكلة خيبر تعاودني، فهذا أوان انقطاع أبهري"
روي أن بنى اسرائيل قتلوا في يوم واحد سبعين نبيًا
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبَ لِتَقَلُّبِه".
(غُلْفٌ) قرأت مخففة اللام ساكنة.
وقرأها البعض (غُلُف) مثقلة اللام مضمومة
ومعنى (قُلُوبُنَا غُلْفٌ) يعنى في غلاف وغطاء، لا نفقه ما تقول يا محمد
وذلك مثل قول الله تعالى (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه) 
والذين قرؤها (قلوبنا غُلُف)  مثقلة اللام مضمومة
يعنى قلوبنا أوعية للعلم مملوءة علما، لا تحتاج إلى محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا غيره.
 ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 

 (بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ)
اللعن هو الطرد والإبعداد
فأخبر الله تعالى أنهم مطرودون من رحمته، بسبب كفرهم
(فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ)
القليل من أهل الكتاب من يؤمن بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وهذا ما حدث فعلًا فكان من آمن من أهل الشرك أكثر ممن آمن من أهل الكتاب
كأن هذه اشارة الى أن لا تلقي بكل ثقلك في الدعوة الى أهل الكتاب سواء مسيحيين أو يهود، لأن الله تعالى قال عنهم (فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ)
وعدد المسيحيين واليهود في العالم حوالى 30% من سكان العالم
اذن هناك مليارات أخري في العالم سوي المسيحيين واليهود، سواء كانوا ملحدين أو ديانات أخري، وهؤلاء ينبغي أن تركز في الدعوة لهم